#عاجل_البيت_الأبيض: قلقون حيال انتهاكات وقف إطلاق النار في السودان والوضع قد يتفاقم في أي لحظة

#عاجلالبيتالأبيض: قلقون حيال انتهاكات وقف إطلاق النار في السودان والوضع قد يتفاقم في أي لحظة

 

أكدت القوات المسلحة السودانية، اليوم الخميس، في بيان أنها وافقت على تمديد الهدنة لمدة 72 ساعة أخرى وذلك بوساطة سعودية أميركية

ويبدأ سريان تمديد الهدنة اعتباراً من تاريخ انتهاء الهدنة الحالية في منتصف ليل الجمعة 28 نيسان (أبريل)

وقال بيان الجيش السوداني: “وافقنا على تمديد الهدنة 72 ساعة بناءً على المساعي التي يبذلها الجانبان السعودي والأميركي للمساهمة في تهدئة الأوضاع”

 

وأضاف” نأمل التزام المتمردين بالهدنة وعدم خرقه”

 

وشهدت الخرطوم، اليوم الخميس، معارك محتدمة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في آخر أيام الهدنة. ورغم ذلك تحدث الجيش عن “انفراج كبير” مقبل، في وقت تُبذل فيه مساع إقليمية دولية لوقف إطلاق النار

 

وقال الجيش السوداني، في بيان، إنّ “الأيام المقبلة ستشهد انفراجا كبيرا في الأوضاع على الأرض”

 

وأضاف أنّ الموقف العسكري داخل الخرطوم وخارجها “مستقر جدا”، باستثناء ولاية غرب دارفور

 

واتهم البيان قوات الدعم السريع “بمواصلة استخدام أسلوب القصف العشوائي لمناطق وسط الخرطوم”

 

ولا تزال الطائرات الحربية تحلق في سماء العاصمة وينخرط المقاتلون من الجانبين في قتال عنيف بالبنادق الآلية والأسلحة الثقيلة، بحسب شهود

 

ويأتي هذا في حيث تتسابق الولايات المتحدة والدول الأفريقية لتمديد وقف إطلاق النار، إذ أعطى الجيش السوداني موافقة أولية على اقتراح أفريقي يدعو إلى إجراء محادثات حتى مع استمرار القتال

 

وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن بلاده “تعمل بجدّ” مع طرفي النزاع في السودان لتمديد الهدنة التي تنتهي مفاعيلها بنهاية اليوم

 

وقال بلينكن للصحافيين “نحن نعمل بجدّ لتمديد وقف إطلاق النار” بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، والذي بدأ الثلثاء لمدة 72 ساعة

 

ومن جهتها، اتهمت قوات الدعم السريع الجيش بمهاجمتها ونشر “شائعات كاذبة”، دون التطرق إلى الاقتراح الذي قال الجيش إنه جاء من الهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد)، وهي تكتل إقليمي أفريقي

 

وبدوره، أعلن متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن السفير البريطاني في السودان يتحدث مع الطرفين المتناحرين في البلاد لحثهما على تمديد وقف إطلاق النار المستمر 72 ساعة والذي ينتهي الليلة

 

وأضاف للصحفيين “السفير البريطاني يواصل التحدث مع الطرفين المتحاربين في السودان. وفي هذا الإطار، نؤيد بالطبع تمديد وقف إطلاق النار ونضغط لتحقيق ذلك”

 

وقال أحد السكان إن أصوات إطلاق نار سمعت اليوم في منطقة الخرطوم

 

وأدى وقف إطلاق النار الحالي، ومدته ثلاثة أيام، إلى تهدئة القتال دون أن يتوقف تماما، لكنه كان من المقرر أن ينتهي في منتصف الليل (2200 بتوقيت غرينتش) وظل العديد من الأجانب محاصرين في البلاد على الرغم من نزوح جماعي خلال الأيام القليلة الماضية

 

وقال الجيش، في وقت متأخر أمس، إن قائده الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أعطى موافقته المبدئية على خطة تمديد الهدنة لمدة 72 ساعة أخرى وإرسال مبعوث عسكري إلى جوبا عاصمة جنوب السودان لإجراء محادثات

 

وأضاف أنّ رؤساء جنوب السودان وكينيا وجيبوتي عملوا على اقتراح يتضمن تمديد الهدنة وإجراء محادثات بين طرفي الصراع

 

إلا أنّ الخارجية السودانية شددت في بيان اليوم أنّه “لا صحة لدخول الجيش في حوار” مع الدعم السريع، وأنّه لا خيار لهذه القوات “سوى الاستسلام”

 

وأضافت، في بيان، أنّ قوات الدعم السريع “تواصل خرق الهدنة بتعديها على أرواح المواطنين وممتلكاتهم”

 

خارج الخرطوم، تصاعد العنف في أجزاء أخرى من السودان بما في ذلك إقليم دارفور المضطرب غرب البلاد.

 

وتحدّث شهود عيان في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور عن وقوع “اشتباكات بين الجيش والدعم السريع لليوم الثاني على التوالي بمختلف أنواع الأسلحة”.

 

وفرّ مواطنو الجنينة باتجاه الحدود السودانية التشادية لتجنّب العنف، على ما أضاف الشهود.

 

وانتشرت أعمال نهب وحرق للمنازل في الجنينة، بحسب بيان للأمم المتحدة التي قالت إن “نحو 50 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد بعد تعطل دعم الغذاء بسبب القتال”.

 

وفي طريقه إلى الحدود مع مصر المجاورة، دعا أشرف، وهو سوداني فر من الخرطوم، الضابطين المتناحرين إلى “وقف الحرب”. وقال الرجل البالغ من العمر 50 عاما إنّ “السودانيين يعانون ولا يستحقون هذا”.

 

وأضاف: “إنها حربكم وليست حرب الشعب السوداني”.

 

وقتل ما لا يقل عن 512 شخصا وأصيب ما يقرب من 4200 منذ اندلاع القتال على السلطة بين الجانبين في 15 نيسان (أبريل)، والذي يهدد بزعزعة استقرار المنطقة الأوسع

 

وأوضحت نقابة الأطباء السودانية، في بيان نشرته على فايسبوك، أنّ الخرطوم وحدها شهدت الأربعاء سقوط ثمانية من هؤلاء القتلى على الأقل خلال اتفاق وقف اطلاق النار

 

كذلك أكدت نقابة الأطباء السودانية تعرض 14 مستشفى للقصف وتوقف 19 منشأة طبية عن العمل بسبب الاشتباكات

 

وأدت الضربات الجوية والمدفعية أيضاً إلى صعوبة بتوزيع الغذاء في الدولة الشاسعة حيث كان ثلث السكان البالغ عددهم 46 مليون نسمة يعتمدون بالفعل على المساعدات الإنسانية قبل تفجر الصراع

 

وبات عدد كبير من المحاصرين يعانون نقصا حادا في الغذاء والماء والكهرباء، فضلا عن انقطاع خدمات الاتصالات بشكل متكرر.

 

وأفاد تحديث من الأمم المتحدة، أمس، أن ما يقدر بنحو 50 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد تعطل علاجهم بسبب الصراع، وأن المستشفيات التي لا تزال تعمل تواجه نقصا في الإمدادات الطبية والكهرباء والمياه

 

ودفعت الأزمة أعدادا متزايدة من اللاجئين لعبور حدود السودان. وقدرت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن 270 ألف شخص ربما فروا إلى جنوب السودان وتشاد وحدهما

 

وغامر عدد كبير من السودانيين بالخروج من العاصمة في رحلات شاقة وطويلة إلى مصر في الشمال وإثيوبيا في الشرق.

 

وتلقت الأمم المتحدة “تقارير تفيد بوصول عشرات الآلاف من الأشخاص إلى إفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان”.

 

ونظمت الحكومات الأجنبية من جميع أنحاء العالم في الأيام الأخيرة قوافل برية وطائرات وسفن لاجلاء الآلاف من مواطنيها من البلد الذي مزقته المعارك.

 

في هذا الإطار، أعلنت السلطات الفرنسية أنّ بحريتها نقلت قرابة 400 أجنبي من السودان إلى السعودية ، ليرتفع عدد الأشخاص الذين أجلتهم باريس منذ بداية الأزمة إلى أكثر من 900 شخص.

 

وفي لندن، دعا وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي المواطنين البريطانيين الراغبين في مغادرة السودان إلى الرحيل “الآن”. وكانت لندن قد أجلت 536 شخصا مساء الأربعاء على متن ست طائرات ، بحسب وزارة الخارجية.

 

ومن المقرر أن تنظم رحلات أخرى اليوم قبل انتهاء الهدنة.

 

وقال أجانب تم إجلاؤهم من الخرطوم إنهم شاهدوا جثثا تناثرت في الشوارع ومباني تحترق ومناطق سكنية تحولت إلى ساحات قتال وشباب يتجولون بسكاكين كبيرة

 

من جهة أخر، سادت حالة من الفوضى العارمة في السودان في ظل وقف إطلاق النار الهش، بينما أعلن أحمد هارون أحد مساعدي الرئيس السابق المعزول عمر البشير، الثلثاء فراره من السجن مع مسؤولين سابقين آخرين. وأكد الجيش أن البشير نفسه محتجز في مستشفى نُقل اليه قبل بدء القتال.

 

وكان هارون مسجونا في سجن كوبر في الخرطوم. وهو مطلوب بمذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب “جرائم ضد الإنسانية” و”إبادة” في إقليم دارفور في غرب السودان.

 

وأطاح الجيش عمر البشير تحت وطأة احتجاجات شعبية ضخمة ضده في العام 2019، وأوقف مع مساعديه وأبرز أركان نظامه.

 

وفي العام 2021، وقّعت السلطات السودانية التي كان يشارك فيها آنذاك مدنيون، اتفاقا مع المحكمة الجنائية الدولية لتسليم البشير ومساعديه، لكن عملية التسليم لم تحصل بعد.