أبرز تصريحات أبو الغيط بمنتدى”الاتحاد من أجل المتوسط”حل قضايا فلسطين وسوريا وليبيا.
أعرب الأمين العام لجامعة
الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عن خالص الشكر والتقدير
لمملكة إسبانيا على حسن
الاستقبال والاستضافة الكريمة
للمنتدى، واخص بالذكر خوسيه مانويل ألباريس، وزير
الخارجية والاتحاد الأوروبي
والتعاون، كما قدم الشكر إلى
جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون
الخارجية والأمنية، وأيمن
الصفدي، وزير خارجية المملكة الأردنية الهاشمية.
المنتدى الإقليمي للاتحاد من أجل المتوسط
ووجه أبو الغيط، خلال كلمته أمام المنتدى الإقليمي السادس للاتحاد من أجل المتوسط، اليوم الاثنين، الشكر للسفير ناصر كامل أمين عام الاتحاد من أجل المتوسط ولفريق عمل الاتحاد على جهودهم القيمة لإنجاح هذا الاجتماع.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن اجتماعنا في مدينة برشلونة العريقة ونحن نحتفل باليوم العالمي الأول لإقليم البحر الأبيض المتوسط هو بمثابة رسالة تأكيد لعمق الروابط التاريخية التي تربط ضفتي المتوسط ضمن إطار الاتحاد من أجل المتوسط الذي يمثل منصة فريدة للحوار والتعاون في المنطقة الأورو متوسطية.
وأضاف أبو الغيط، أن اجتماعنا هذا يأتي بعد اعتماد الأجندة الجديدة لمنطقة البحر الأبيض المتوسط من قبل المفوضية الأوروبية، والتي نتطلع إلى مساهمتها في إعادة إطلاق الشراكة الاستراتيجية بين شمال وجنوب المتوسط بما يخدم شعوب المنطقة في الأمن والاستقرار والرفاه.
التعاون المشترك في مجال الطاقة والغاز
وتابع أبو الغيط، أن السنوات الماضية شهدت تصاعداً، لافتاً في مستوى ونطاق العلاقات بين ضفتي المتوسط، وخاصة فيما يتعلق بالتعاون المشترك في مجال الطاقة والغاز، ولا شك أن هذا التعاون، الذي يشمل عدداً من الدول في جنوب وشرق وشمال المتوسط، يمثل ركيزة مهمة وقاعدة انطلاق واعدة للتعاون بين هذه الدول في مجالات أخرى متعددة، بالإضافة للطاقة.
وأشار أبو الغيط، إلى منتدى غاز شرق المتوسط يكون نموذجاً متكرراً في تكامل وتنسيق السياسات الاقتصادية وتعزيز الاستثمارات التي تخلق الوظائف وتمنح الأمل لملايين الشباب.
وأكد أبو الغيط، على حرص الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على دعم وتعزيز التعاون العربي الأوروبي على كافة المستويات، واستمرارها في بناء العلاقة المؤسسية رفيعة المستوى بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي التي وضعت لبنتها الأساسية عام 2019 خلال القمة العربية الأوروبية الأولى في شرم الشيخ.
وتطلع أبو الغيط، إلى عقد الاجتماع الوزاري في مطلع العام القادم في القاهرة والقمة الثانية في بروكسل في نفس السنة، والتي ستمثل بلا شك محطة مهمة في طريق بناء علاقة استراتيجية نأمل أن تساهم إيجابا في تحقيق الازدهار والرخاء لهذه المنطقة الغنية بكل مقومات التقدم والاستقرار.
القضية الفلسطينية والانتهاكات الإسرائيلية
ولفت أبو الغيط، أنه لا يخفى عليكم حجم التحديات التي تواجهها منطقتنا والتي تفاقمت في العقد الأخير نتيجة للأزمات التي مست عددا من الدول العربية، إلا أن ذلك لا يجب أن ينسينا أهمية القضية الفلسطينية وأولويتها على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث لا تزال الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع تثير بالغ القلق في ظل غياب أي أفق لتسوية حقيقية وفق مقررات الشرعية الدولية.
وأوضح أبو الغيط، أننا نسمع طروحات حول تحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين باعتبارها حلا للنزاع، مؤكدًا هنا أن هذا الطرح مصيره الفشل لأنه مرفوض عربيا وفلسطينيا ولا يعدو أن يكون مسكناً وقتياً للهروب من استحقاقات التسوية وفق حل الدولتين.
خروج القوات المرتزقة من ليبيا
وتابع أبو الغيط، أن الملف الليبي يكتسي أهمية كبرى لنا كشركاء في منطقة البحر الأبيض المتوسط، إننا إذ نتطلع جميعنا إلى استكمال مسار الحل في ليبيا من خلال مرافقة الليبيين إلى غاية تحقيق كافة أهدافهم في استقرار بلادهم واستعادة سيادتها وأمنها.
وشدد أبو الغيط، على استمرار التأكيد على أهمية إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها وضرورة خروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب منها حتى تستعيد الدولة الليبية عافيتها وسيادتها الإقليمية على أراضيها.
خطورة الأوضاع الإنسانية للسوريين
وأشار الأمين العام لجامعة الدول العربية، إلى الأزمة السورية تظل بتبعاتها الإنسانية والسياسية التحدي الأكبر للمجتمع الدولي، وبشكل خاص للفضاء الأورو متوسطي الذي تحمَّل هذه التبعات بشكل مباشر.
وأوضح أبو الغيط، أنه لا يمكن التغاضي عن خطورة تدهور الأوضاع الإنسانية للسوريين بسبب استمرار هذا النزاع الذي لا يجب السماح بإطالة أمده، مؤكدًا هنا أن كل الأطراف مطالبة بمراجعة مواقفها من أجل إيجاد حل سياسي لهذه الأزمة التي دفع ثمنها جيل بأكمله.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن قضية الهجرة غير النظامية تثير شواغل مفهومة لدى عدد من الدول المتوسطية، ويهمني في هذا المقام التأكيد على أن الهجرة تعد من أعقد قضايا عصرنا، بسبب أبعادها المتعددة والمتشابكة، من الاقتصاد إلى السياسة والثقافة، ولا يمكن تناول قضية على هذه الدرجة من التعقيد والخطورة سوى بمنطق شامل وفلسفة إنسانية رحبة، تنطلق من المصالح المشتركة وتراعى شواغل جميع الأطراف.
واستطرد أبو الغيط، أن المطلوب والمأمول هو النظر لظاهرة الهجرة، ليس من منطلق أمني ضيق، أو بمنطق تشييد الجدران وبناء الأسوار، وإنما يتعين التعامل مع الظاهرة على نحو يعالج أسبابها العميقة وليس فقط أعراضها، دون أن تستخدم كورقة سياسية للضغط أو قضية انتخابية لإحراز النقاط كما نرى مؤخراً بكل أسف في بعض المناطق.
وأختتم أبو الغيط، كلمته، بالتأكيد مجدداً على الأهمية التي توليها الجامعة العربية للاتحاد من أجل المتوسط والآليات المنبثقة عنه، وبما يسهم في تعزيز التعاون والحوار المثمر بين ضفتي المتوسط، متمنياً لأعمال اجتماعنا هذا النجاح والتوفيق.