أول طبيبة فى الإسلام رُفيدة الأسلمية ” جزء 1″

الدكرورى يكتب عن أول طبيبة فى الإسلام رُفيدة الأسلمية ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

أول طبيبة فى الإسلام رُفيدة الأسلمية ” جزء 1″

السيدة رُفيدة الأسلمية أو رفيدة بنت سعد وهى صحابية جليلة، وقارئة كاتبة، وملمة بالكثير من الصنائع، وقد نشأت في عائلة لها صلة قوية بالطب، وهي طبيبة عاشت في أواخر العصر الجاهلي وصدر الإسلام، وقد عُرفت كأول ممرضة مسلمة وأول جراحة في الإسلام، واسم رُفيدة يعني المعونة أو العطية الصغيرة أو النصيب، وحسب أغلب المصادر فهي أسلمية أي من قبيلة أسلم وهم من بني أسلم بن أفصي، وهو جد جاهلي، وقيل هم من بني إلياس بن مضر ودخلوا في خزاعة، وأكثر النسابة تعدهم إخوة خزاعة من بني مزيقياء، ولا زالوا في ديارهم من ناحية المدينة المنورة ومكة، وأكثرهم في وادي حجر، وقيل أن رفيدة الأسلمية، كانت طبيبة متميزة في الجراحة.

ولذلك اختارها الرسول صلى الله عليه وسلم، لتقوم بعملها في خيمة متنقلة أثناء المعارك، وقيل أن والدها اسمه سعد الأسلمي، وهو مولى الأسلميين لكنه ليس من قبيلة بني أسلم إنما ينسب إليهم، وقد اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم، بمنطقة تسمى العَرْج، أثناء هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، إلى المدينة فأسلم، وكان دليل النبي صلى الله عليه وسلم، من العَرْج إلى المدينة، وله ابن اسمه عبد الله وهو من رواة الحديث، ولكن لم تذكر كتب السير عن كونه هو نفسه والد رفيدة من عدمه، وقيل أن والدها كان طبيبا، وأنها تعلمت الطب منه، فقيل أنها ابنة الطبيب سعد الأسلمي، وقيل أن والدها سعد الأسلمي كان كاهن قومه بيثرب وعرافهم وطبيبهم، وكان ماهرا وخبيرا بالتمريض التطبيقي.

لذا يعتقد أنها كانت قبل إسلامها تساعد أباها سعد الأسلمي الذي كان يمارس الطب الشعبي في المدينة المنورة في القرن الحادي عشر، وقد قيل أنه يحتمل أن تكون رفيدة قد تزوجت من رجل من بني غفار، فعن السيده عائشة رضى الله عنها، قالت أصيب سعد يوم الخندق في الأكحل، فضرب النبي صلى الله عليه وسلم، خيمة في المسجد ليعوده من قريب، فلم يرعهم وفي المسجد خيمة من بني غفار إلا الدم يسيل إليهم، فقالوا يا أهل الخيمة، ما هذا الذي يأتينا من قبلكم؟ فإذا سعد يغذو جرحه دما، فمات فيها، وقيل أن الخيمة كانت لرفيدة الأسلمية، فيحتمل أن تكون كان لها زوج من بني غفار، وقيل أن رفيده ولدت على الأرجح في يثرب التي سميت فيما بعد بالمدينة المنورة، حيث تسكن قبيلتها وأهلها.

وعاشت هناك حتى هاجر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وأصحابه من المهاجرين إلى المدينة، فأسلمت رفيدة وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم، بعد الهجرة، وقيل أنها كانت من أوائل أهل المدينة دخولا في الإسلام، وقيل أنه كان أول مشاركة لها في الغزوات في العصر النبوي في غزوة الخندق، حيث أقيمت لها خيمة في المسجد النبوي بها الأربطة والأدوية والأعشاب والأقطان لمداواة المرضي والجرحى، حتى اشتهر أن امرأة تداوي الجرحى، وكانت تحتسب بنفسها على خدمة مَن كانت به ضيعة من المسلمين، حتى أصيب سعد بن معاذ بسهم في غزوة الخندق، فأمر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، الصحابة أن يحولوه إلى خيمة رفيدة.