الدكرورى يكتب عن خولة بنت منظور الفزاري ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
خولة بنت منظور الفزاري ” جزء 2″
ونكمل الجزء الثانى مع خولة بنت منظور الفزاري، وكانت خولة ذات حسن وجمال وبهاء وكمال وقد واعتدال فتنت فيها شبان قريش، وقد خطبها جملة من رجالهم وكان أبوها منظور يردهم قولا منه أنهم ليسوا كفؤا لها، وبقيت على ذلك حتى تزوج طلحة بن عبيد الله مليكة والدة خولة بعد طلاقها من منظور بن زبان، فزوج خولة من ولده محمد بن طلحة بن عبيد الله، فولدت له إبراهيم وداود وأم القاسم ابني محمد بن طلحة ويقال أنه كان أعرج، وهو أبو سليمان محمد بن طلحة بن عبيد الله وهو تابعي وأحد رواة الحديث النبوي، الملقب بالسجّاد لاجتهاده في العبادة، وأبوه هو الصحابي طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين بالجنة، وقد قتل محمد عنها في معركة الجمل، ثم تزوجها الحسن بن علي بن أبي طالب فولدت له محمد الأكبر وبه كان يكنى.
والحسن المثنى بن الحسن السبط وهو تابعي ومن رواة الحديث، وأما عن قصة زواجها من الحسن السبط، فهى أنها كانت تحت محمد بن طلحة بن عبيد الله فقتل عنها يوم الجمل ولها منه أولاد فتزوجها الحسن بن علي بن أبي طالب فسمع بذلك أبوها منظور بن زبان فدخل المدينة وركز رايته على باب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يبقى في المدينة قيسي، يعني قبائل قيس عيلان، إلا دخل تحتها، ثم قال أمثلي يغتال عليه في ابنته؟ فقالوا لا، فلما رأى الحسن ذلك سلم إليه ابنته فحملها في هودج وخرج بها من المدينة فلما صار بالبقيع، قالت له يا أبي أين تذهب بي إنه الحسن بن أمير المؤمنين علي بن أبى طالب.
وابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال إن كان له فيك حاجة فسيلحقنا، فلما صاروا في نخل المدينة إذ بالحسن والحسين وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب قد لحقوا بهم فأعطاه إياها فردها إلى المدينة، فقد كان الاب يريد تعزيز موقف ابنته، أى أن الخاطب يجب أن يأخذ عروسه من أبيها ويحصل على موافقته، وهنا قبل أبوها منظور زواج ابنته خولة من الحسن بن على، وقد أنجبت خولة للحسن ابنه محمد الأكبر، وبه كان يكنى، والحسن المثنى، وهو أحد رواة الحديث، ولقب المثنى وقد أطلقه عليه الذين أتوا بعده لكيلا يقع خلط فى التسمية بينه وبين أبيه الحسن السبط.
والحسن المثنى تيتم فى سن تتراوح بين عشر سنوات على أقل تقدير وثلاث عشرة سنة على أقصى تقدير بعد موت والده، وبقيت خولة تحت الحسن بن علي، حتى أسنت وقد مات عنها فكشفت قناعها وبرزت للرجال وصارت تجالسهم، وقد قال معبد المغني جئتها يوما أطالبها بحاجة فقالت غنيني يا معبد، فقلت لها أو بقي بالنفس شيء؟ قالت النفس تشتهي كل شيء حتى تموت، فغنيتها لحني في شعر قاله بعض بني فزارة وكان خطبها فلم ينكحها إياه أبوها، فطربت خولة وقالت أيا عبد بني قطن أنا والله يومئذ أحسن من النار الموقدة في الليلة القرة، وقيل إنها تزوجت بعبد الله بن الزبير بعد وفاة الحسن.
وقد دخلت عليها النوار زوجة الفرزدق مستشفعة بها فشفعتها عند عبد الله، وهكذا كان من عادات العرب وقتها ألا تبقى سيدة دون زواج، لذا نجد أن الصحابيات تزوجن كثيرا وكان من المعتاد لو طلقت سيدة أو ترملت مهما كانت تبلغ من العمر أن يحاول الصحابة تزويجها كى لا تبقى وحيدة دون معيل أو سند، وكان أولادها من زوجها محمد بن طلحة بن عبيد الله، هم إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله التيمي القرشي، داود بن محمد بن طلحة بن عبيد الله التيمي القرشي، والقاسم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله التيمي القرشي.