أورآق آلوٍڕد..
بقلم إيمان الشيخ
أورآق آلوٍڕد.
جميلة هى بما تخبئ بداخلها من عطر وعبير وعبق وأريج، رائعة هى فى حنوها وأصالتها تماما كأم مصرية فى مساندتها وصمودها، رائعة هى عندما تعمل دون كلل أو ملل لتضمد الجرح وتخفف الألم، مبدعة هى عندما تتمايل يمينا ويسارا فتنثر عبقها لتخفف عبء كل من إقترب منها وجاء شاكيا لها، صبورةً جدا عندما تُعَامَل بجفاء ووحشية وإستنكار فتُقْطَف وتُشَوَه وتُعَامَل بمنتهى الوحشية والعبس، فيُسرق عبيرها ثم يُلْقَى بها فى ما ليس يليق بقيمتها وجمالها وروعة بهائها بلا أدنى تقدير لها أو إعتراف بجميل صنعها.
والسؤال: ما ذنبها وما الخطأ الذى إقترفته لِتُعَامل هكذا؟!
لا ورب السماء لم يكن خطؤها، بل هو جفاء وإستنكار ونكران لجميلها. لا تحزنى عزيزتى فهذا هو طبع الكثير منا، العدوان ونكران الجميل والجحود حتى مع بعضنا البعض، لقد أصبح الغدر والتفنن فى الإيذاء لغة سائدة تتردد على ألسنة الكثير بل ويتعاملون بها على مدار اليوم والساعة إلا من رحم ربي، إن الحب والصداقة والرحمة والرأفة وكثير من المعانى الجميلة أصبحت عملات نادرة بين البشر لا يمتلكها إلا من سكن الإيمان قلبه واعتلى المعروف رأسه وبات متذكرا لله لسانه رطبا بذكره، أما ما دون ذلك فهم قساة القلوب متبلدى المشاعر عشاق المصالح باتوا وأصبحوا لاهثين خلف الدنيا الفانية فغرتهم بزخرفها الخداع، للأسف وإن غضب البعض من حديثى فالخيانة طبع فى بعض البشر ليس من اليوم بل ومنذ بدء الخليقة وتحضرنى القصة الشهيرة التى ولعل الكثير منا قرأ عنها وهى عن أسوء طعنة في التاريخ تلك التي تم تصنيفها من أبشع الطعنات وأقبح عملية إغتيال في التاريخ إنها لحظة إغتيال يوليوس قيصر، كانت لحظة عصيبة وصعبة حين خانه كل من وثق بهم يوماً، عندما إجتمعوا واتفقوا جميعا أن يقتلوه في ذلك الاجتماع وبدأو فى التنفيذ حين إنهال الكل عليه بالطعنات، وقيصر ما زال واقفا لم يسقط رغم كل الطعنات في جسده، حتى رأى صديق عمره بروتوس ، فمشى يوليوس قيصر نحو صديقه وهو متخبط بدمائه وفي عينيه التمعت نظرة رجاء وإرتياح واعتقد أن صديق عمره هنا لينقذه ،ووضع يده على كتفه ينتظر منه العون فقام بروتوس هو الآخر بطعنه، هنا قال قيصر جملته الشهيرة :
حتى أنت يا بروتوس !! إذا فليمت قيصر وسقط قيصر ميتا ..
كانت طعنة بروتوس هي الطعنه القاتلة ،بخلاف كل الطعنات الأخرى، لم يطعنه في جسده و إنما في شخصه .. طعنه في إرادته … في آماله ….
هنا فقط .. سقط قيصر.. راضياً بالسقوط معلنا إنهزامه ….
وصدق جبران خليل جبران في قوله:؛؛
عندما أصابت الرصاصة قلبي لم أمت…
لكنني مت لما رأيت مطلقها..
فيارب يارب اللهم غنمنا السلامة وجنبنا مواطن السوء وارفع بجميل رحمتك عنا صعوبة قضائك وقدرك وباعد بيننا وبين من لا يخافك ولا يحرمنا إنك ولى ذلك والقادر عليه.