الدكرورى يكتب عن عميرة بنت معوذ الخزرجية
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
عميرة بنت معوذ الخزرجية
فى حياة الإسلام والرحله الشاقه التى خاضها النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، لنشر وتعاليم الإسلام نجد أنه كما أن الصحابة الكرام من الرجال، ذكروا بالفضل والثناء الحسن وعلا شأنهم في صحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد ذكرت النساء الصحابيات بالفضل والصفات الحسنة أيضا، فكن قدوة للمؤمنات كذلك، فمن الصفات الجليلة التي اتصفت بها الصحابيات، هو الجهاد في سبيل الله، فالصحابيات رضي الله عنهن، وقد تعرضن للتعذيب، والأذى البدني والنفسي بسبب إسلامهن، فإن لم تعذب المرأة، فقد فقدت ابنها، أو أخاها، أو أباها، أو عُذبوا في سبيل الله.
فصبرن على ذلك المُصاب واحتسبن، واضطررن أحيانا إلى ترك بيوتهن والتشرد دون مأوى، وفي أوقات أخرى قد شاركن في الغزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم، طوعا ورغبة منهن، فكان منهن من تداوي الجرحى وتسقي العطشى، أو تحضر الطعام، ويحملن السلاح يدافعن عن رسول الله إن احتاج الأمر، ومن الأمثلة على الصحابيات المجاهدات، نسيبة بنت كعب التي شهدت عدة غزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم، وحضرت بيعة العقبة الثانية معه أيضا، وكانت من بين المصابين يوم أحد باثنتي عشرة ضربة بين طعنة رمح، وضربة سيف.
حتى دعا لها النبي صلى الله عليه وسلم، ولأولادها، وأيضا من الصفات الحميده لهن هو العلم ورواية الحديث عن النبي عليه الصلاة السلام، حيث كان غالبهن من أمهات المؤمنين وبنات النبي رضوان الله عليهن، فكان لهن دور بارز في رواية الحديث، وتعلم الاحكام الفقهية، والسنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونشرها وتعليمها للمسلمات اللواتي كن يجدن حرجا من سؤال النبي صلى الله عليه وسلم، عن بعض الأحكام الشرعية وغير ذلك، فكن أمهات المؤمنين يأخذن العلم عن رسول الله، وينشرنه بين الصحابيات فيفقهنه، ومعنا سيرة الصحابيه الجليله عميرة بنت معوذ.
واسمها عميرة بنت معوذ بن الحارث بن رفاعة بن عفراء، وكان أبوها الصحابي الجليل معوذ بن الحارث، وهو معوذ بن الحارث المعروف بإسم معوذ بن عفراء وهو صحابي من الأنصار، الذين هم من أهل يثرب الذين ناصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم ينتمون إلى قبائل الأوس والخزرج، وقد هاجروا إلى يثرب بعد سيل العرم الذي أودى بسد مأرب فدخلوها بعد أن حاربوا بها يهود حتى استقر لهم الأمر بها، وكانت بين الأوس والخزرج حروب طوال قاسية، وكان أبوها معوذ من بني غنم بن مالك بن النجار من الخزرج، وقد شهد بيعة العقبة الثانية، وشهد غزوة بدر.
وقيل أنه وقف هو وأخوه عوف يومئذ في الصف بجنب عبد الرحمن بن عوف حتى يدلهما على أبي جهل عمرو بن هشام المخزومي، فدلهما عليه، فشدا معا عليه، فأصاباه، وقتلهما، ثم أجهز عليه عبد الله بن مسعود، وكانت أمها هى أم تزيد بنت قيس بن زعوراء بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي ابن النجار، وقيل أنه تزوجها أبو حسن بن عبد عمرو من بني مازن بن النجار فولدت له عمارة وعمرا وسرية بني أبي عمرو، وقيل أنها أسلمت عميرة رضى الله عنها، وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت أختها هى الصحابية الربيع بنت معوذ، والربيع بنت معوذ صحابية جليله.
وكانت راوية للحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل أنه قد زارها النبي صلى الله عليه وسلم، صبيحة عرسها صلة لرحمها، وقد عُمرت دهرا، وروت أحاديث كثيره عن النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، وتنتمي الربيع بنت معوذ بن الحارث بن رفاعة بن عفراء بن حرام بن جندب إلى بني عدي بن النجار وهم بطن من الخزرج، وتزوجت الربيع من إياس بن البكير، فولدت له محمد، وأسلمت الربيع وشاركت في بعض الغزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كانت تخرج مع النساء للسقاية وتطبيب الجرحى وحمل القتلى.