هل أمريكا وراء الصراع الدائر بين ايران وافغانستان؟
بقلم: د. احمد ممدوح ” احمد عمارة ”
هل أمريكا وراء الصراع الدائر بين ايران وافغانستان؟
ظهر مؤخرا وجليا الفتن بين الدول العربية والاسلامية وكافة الدول بصفة عامة، تطبيقا لمبدأ فرق تسد فمن مصلحة أمريكا ان يكون هناك فتن وصراعات عديدة في كافة بلدان العالم، حتي تكون امريكا علي عرش العالم اطول فترة ممكنة، فأمريكا تعلم تمام العلم ان منحني الدول مثل الانسان يمر بفترات ثلاث؛ ضعف ثم قوة ثم ضعف، وأمريكا حاليا في الفترة الثالثة وهي الضغف، وامريكا تعلم تمام العلم ان عدوها الاول هما الصين وروسيا، لذلك تركت الكثير من الاسلحة في افغانستان، وهي تعلم تمام العلم ان هناك ازمة مياه بين ايران وافغانستان. وفي تقرير لصحيفة “إزفيستيا” الروسية، تقول كسينيا لوجينوفا إن اشتباكات مماثلة وقعت بين هذه الدول في وقت سابق لكن قضية المياه فاقمت الخلاف بينها في الأيام الأخيرة.
ويرى الخبراء أن الوضع الحالي يصب في مصلحة الولايات المتحدة التي تركت كثيرا من الأسلحة والمعدات في أفغانستان.
وعلى الرغم أن جذور أزمة المياه بين إيران وأفغانستان تعود لعشرات السنين، لكن التوتر عاد من جديد بين البلدين بعد مشادات كلامية بين مسؤولي البلدين بسبب الخلاف على الاستفادة من موارد نهر هلمند.
وينحدر هلمند من جبال أفغانستان ويمر بين عدد من الولايات الأفغانية الحدودية ويشق طريقه داخل الأراضي الإيرانية ويصب في بحيرة هامون جنوب شرقي إيران.
ويقدر طول النهر بـ ١١٥٠ كيلومتراً وهو أكبر نهر آسيوي يقع بين نهري الفرات والسند، وكان النهر على مر الأعوام مصدراً للزراعة ومياه الشرب في مناطق مترامية الأطراف في أفغانستان وإيران، وكذلك مصدر خلاف بين البلدين بخاصة مع إطلاق مشاريع تنموية وصناعية تؤثر في منسوب مياه النهر خلف السدود وتنفيذ مشاريع تؤدي إلى حرف مجرى النهر.
وعاش إقليم بلوشستان الإيراني أزمة شح مياه أخيراً بسبب جفاف النهر مما ينذر بموت بحيرة هامون التي يصب فيها النهر، وطالبت تظاهرات شعبية المسؤولين الإيرانيين باتخاذ مواقف ضد “طالبان” لضمان وصول حصة إيران من المياه إلى أراضي البلد.
وذهب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي حد التهديد مخاطباً “طالبان” بقوله “أقول لحكام أفغانستان أن لا يتعاملوا مع مطالبنا بشكل طبيعي، وعليهم التعامل معنا بشكل جاد، وأحذر المسؤولين وحكام أفغانستان وأقول عليهم تلبية مطالب المواطنين في سيستان وبلوشستان على وجه السرعة”.
وتتهم إيران أفغانستان ببناء سدود على نهر هلمند وحرف مجرى النهر داخل الأراضي الأفغانية مما أدى إلى زيادة ملوحة الأراضي المجاورة للمجرى الأساس للنهر، وعدم الالتزام بضمان وصول حصة إيران من المياه، وتدعي طهران أن بحوزتها صوراً التقطتها عبر الأقمار الاصطناعية تثبت حرف مجرى النهر.
ولقد تمت اشتباكات على الأرض بين حرس الحدود الإيراني والأفغاني، وقام البلدان بحشد قواتهما ونشر صور حول نقل معدات عسكرية ثقيلة إلى الحدود لتعزيز موقفهما في الخلاف المائي، وقتل اثنان من حرس الحدود الإيراني.
ولقد قام القيادي البارز في حكومة “طالبان” عبدالحميد خراساني المعروف باسم ناصر بدري بنشر مقطع فيديو قال فيه إن “جنود الحركة سيقاتلون هذه المرة بحماسة أكبر من فترة القتال ضد الأميركيين”.
وحرصت إيران على إيفاد كبار مسؤولي القوة البرية والأمن إلى المناطق الحدودية في محاولة تنذر بأحداث غير طبيعية على الحدود، وأكد نائب قائد الشرطة الإيرانية قاسم رضائي أن بلاده لم تتوقع مثل هذه الإجراءات من “طالبان”، وقال “تجب محاسبة الحكام الحاليين لأفغانستان على أفعالهم غير المبررة والمخالفة للمبادئ الدولية”.