#قصة_وعبرة
يحكى أن سـيدة طيبة القلب رزقها الله زوج طيب بعد الزواج مدة ليست ببعيدة شب خلاف بينها وبين زوجها لأمر بسيط جداً فتطور الأمر ليصبح مشكلة كبيرة جدا فشعرت بحزن شديد يملئ قلبها
وحينها طلبت هذه السيدة الطلاق من زوجها
لاوبل ذهبت إلى قاضي وحكيم القرية واخبرته بانها لا تستطيع العيش مع زوجها وهي الآن حزينة وتريد الطلاق منه فورًا مهما كان
أخذ الشيخ القاضي الحكيم نفسًا عميقًا وشرد بذهنه ثم قال:أنت تطلبين الطلاق من زوجك لهذا الأمر حسنًا احضري لي حبة خردل واحدة بشرط أن تكون من بيت لم يعرف الحزن مطلقًا وبكل همة أخذت السيـدة تدور على بيوت القرية كلها و تبحث عن هدفـها حبة خردل من بيت لم يعرف الحزن مطلقًا
وطرقت السيدة بابًا ففتحت لها امرأة شابة فسألتها السيدة هل عرف هذا البيت حزنا من قبل؟ ابتسمت المرأة في مرارة وأجابت وهل عرف بيتي هذا إلا كل حزن؟ و أخذت تحكي لها أن زوجها توفى منذ سنة و ترك لها أربعة من البنات والبنين ولا مصدر لإعالتهم سوى بيع أثاث الدار الذي لم يتبقى منه إلا القليل
تأثرت السيدة جدا و حاولت أن تخفف عنها أحزانها و بنهاية الزيارة صارتا صديقتين ولم ترد أن تدعها تذهب إلا بعد أن وعدتها بزيارة أخرى ، فقد فاتت مدة طويلة منذ أن فتحت قلبها أحد تشتكي له همومها
و قبل الغروب دخلت السيدة بيت آخر ولها نفس المطلب ولكن الإحباط سرعان ما أصابها عندما علمت من سيدة الدار أن زوجها مريض جدا و ليس عندها طعام كاف لأطفالها منذ فترة وسرعان ما خطر ببالها أن تساعد هذه السيدة فذهبت إلي السوق واشترت بكل ما معها من نقود طعام و بقول ودقيق وزيت ورجعت إلي سيدة الدار وساعدتها في طبخ وجبة سريعة للأولاد واشتركت معها في إطعامها ثم ودعتها على أمل زيارتها في مساء اليوم التالي
و في الصباح أخذت السيدة تطوف من بيت إلي بيت تبحث عن حبة الخردل وطال بحثها لكنها للأسف لم تجد ذلك البيت الذي لم يعرف الحزن مطلقا لكي تأخذ من أهله حبة الخردل
و لأنها كانت طيبة القلب فقد كانت تحاول مساعدة كل بيت تدخله في مشاكله وأفراحه وبمرور الأيام أصبحت السيدة صديقة لكل بيت في القرية ، نسيت تماما إنها كانت تبحث في الأصل على حبة خردل من بيت لم يعرف الحزن ذابت في مشاكل ومشاعر الآخرين ولم تدرك قط إن حكيم وقاضي القرية قد منحها أفضل وصفة للقضاء على فكرة الطلاق حتى ولو لم تجد حبة الخردل التي كانت تبحث عنها
ورجعت بعد مدة من الزمن لهذا الحكيم لتخبره عن عدولها عن فكرة الطلاق وان زوجها هو أجمل هدية من الله تعالى رزها أياها وأن الشيطان دخل بينهما لحضة غضب
فأبتسم القاضي لها عندما أخبرته بذالك وحمد الله تعالى على ما قدم لها وشكرت الزوجة القاضي لصنعه معها هاذا المعروف وحمدت الله تعالى وانصرفت من عنده وكلها سعادة وفخر.
وعندما عادت إلى البيت إستقبلت زوجها بحرارة ووجهها مبتسم وعادت الفرحة تملئ المكان من جديد كأن شيئًا لم يكن.
فالوصفة السحرية قد أخذتها بالفعل يوم دخلت أول بيت من بيوت القرية.