إبليس عندما أراد أن يدخل الجنة

الدكرورى يكتب عن إبليس عندما أراد أن يدخل الجنة
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

إبليس عندما أراد أن يدخل الجنة

قيل انه عندما أرد إبليس أن يدخل الجنة، ليستزل آدم وحواء عليهما السلام، فدخل في جوف الحية، فلما دخلت الحية الجنة، خرج إبليس من جوفها، وقيل إن عدو الله إبليس عرض نفسه على دواب الأرض أيها يحمله حتى يدخل الجنة معها ويكلم آدم وزوجته، فكل الدواب أبى ذلك عليه، حتى كلم الحية، فقال لها أمنعك من ابن آدم، فأنت في ذمتي إن أنت أدخلتني الجنة فجعلته بين نابين من أنيابها، ثم دخلت به، فكلمهما من فيها، وقيل أن الحية كانت خادم آدم عليه السلام فى الجنة، فخانته بأن مكنت عدو الله من نفسها وأظهرت العداوة له هناك، فلما اهبطوا تأكدت العداوة وجعل رزقها التراب، وقيل لها أنتى عدو بنى آدم وهم أعداؤك وحيث لقيك منهم أحد شدخ رأسك،وهذا كله من الإسرائيليات التي لم يثبت منها شيء عن المعصوم، وقد قال ابن كثير رحمه الله ” ذكر المفسرون من السلف كالسدي بأسانيده، وأبي العالية، ووهب بن منبه وغيرهم، هاهنا أخبارا إسرائيلية عن قصة الحية وإبليس، وكيف جرى من دخول إبليس إلى الجنة ووسوسته ” وقال المطهر بن طاهر المقدسي رحمه الله ” زعم القصاص وأهل الكتاب مراجعات كثيرة وعجائب في هذه القصة وأن إبليس عرض نفسه على دواب الأرض كلها فأبت ذلك حتى كلم الحية وقال أمنعك من ابن آدم وأنت في ذمتي إن أدخلتني الجنة، فجعلته في فمها أو بين نابيها، وكانت الحية من أحسن الدواب وخزان الجنة، فكلمهما من فيها، ومثل هذه الإسرائيليات لا يوثق بها.

ولا يعول عليها، ولا يحتج بها، ونكتفي بما ورد في الكتاب المجيد لا نزيد عليه، حيث قال تعالى ” فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى” ولا نعلم شيئا من ذلك يصح عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم، وإنما هو شيء يروى عن وهب بن منبه وأبي العالية ومحمد بن قيس والسدي وغيرهم ممن أخذ ذلك عن أهل الكتاب، وأما ما رواه الطبري في تفسيره، هو حدثنا ابن حميد، قال حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق عن ليث بن أبي سُليم، عن طاوس اليماني عن ابن عباس رضى الله عنهما.

قال ” إن عدو الله إبليس عرض نفسه على دواب الأرض أيها يحمله حتى يدخل الجنة معها ويكلم آدم وزوجته ، فكل الدواب أبى ذلك عليه، حتى كلم الحية … ” الحديث، وفيه قال ابن عباس ” اقتلوها حيث وجدتموها، أخفروا ذمّةَ عدو الله فيها ” فهذا إسناد ضعيف جدا، وروى ابن أبي حاتم في تفسيره عن السدى، عمت حدثه، عن ابن عباس قال ” فأتهما إبليس فقال ” ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة” فلم يصدقاه حتى دخل فى جوف الحية فكلمهما” وهذا أيضا إسناد ضعيف، لجهالة الراوي عن ابن عباس .