السيدة آمنة بنت وهب ” جزء 1″

الدكرورى يكتب عن السيدة آمنة بنت وهب ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

السيدة آمنة بنت وهب ” جزء 1″

لقد عانت المرأة في الجاهلية، من صنوف الاستعباد والاستبداد، ومن وأد البنات وانتقال المرأة بالميراث من الأباء إلى زوجات الأبناء، وغيرها، إلا أننا غافلون عن أمومة السيده آمنة بنت وهب، وعن فضلها في إنجاب خاتم النبيين والمرسلين وسيد الخلق أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وتفتحت عينا الفتاة والأم الجليلة آمنة بنت وهب في البيت العتيق في مكة المكرمة، في المكان الذي يسعى إليه الناس من كل فج، ملبية نداء إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام في الناس بالحج، وفي ذلك المكان الطاهر المقدس، وضعت السيدة آمنة بنت وهب، سيد الخلق أجمعين النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في دار عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم.

وفى بيئة آبائه وأجداده ، ودار مبعثه صلى الله عليه وسلم، آمنة بنت وهب الزهرية القرشية هي أم رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد ماتت وعمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ستة سنوات، وهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وأمها هى برة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وتندرج السيده آمنة بنت وهب، من بني زهرة بن كلاب.

وهم أحد بطون قريش ذات المكانة العظيمة فقد كان أبوها وهب بن عبد مناف سيد بني زهرة شرفا وحسبا، ولم يكن نسب السيده آمنة بنت وهب من جهة أمها، دون ذلك عراقة وأصالة فهي ابنة برة بنت عبد العزى، من بني عبد الدار بن قصي أحد بطون قريش ويؤكد هذه العراقة والأصالة بالنسب اعتزاز الرسول بنسبه حيث قال “لم يزل الله ينقلني من الأصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة مصفى مهذبا، لا تتشعب شعبتان إلا كنت في خيرهما” ويقول أيضا صلى الله عليه وسلم “أنا أنفسكم نسبا وصهرا وحسبا” ونشأت السيده آمنه بنت وهب فى صباها في أعز بيئة، ولها مكانة مرموقة من حيث الأصالة النسب والحسب، والمجد، فكانت تعرف بزهرة قريش.

فهي بنت بني زهرة نسبا وشرفا، فكانت مخبأة من عيون البشر، حتى إن الرواة كانوا لا يعرفون ملامحها وقيل فيها إنها عندما خطبت لعبد الله بن عبد المطلب كانت حينها أفضل فتاة في قريش نسبا وموضعا وقد عرفت آمنة في طفولتها وحداثتها ابن العم عبد الله بن عبد المطلب حيث إنه كان من أبناء أشرف أسر قريش، حيث يعتبر البيت الهاشمي أقرب هذه الأسر إلى آل زهرة، لما لها من أواصر الود والعلاقة الحميمة التي تجمعهم بهم، عرفته قبل أن ينضج صباها وتلاقت معه في طفولتها البريئة على روابي مكة وبين ربوعها، وفي ساحة الحرم، وفي مجامع القبائل، ولكنها حجبت منه، عندما ظهرت عليه بواكر النضج، وهذا ما جعل فتيان مكة.

يتسارعون إلى باب بني زهرة من أجل طلب الزواج منها، وكما نشأت في أسرة عريقة النسب، مشهود لها بالشرف والأدب، اتسمت بالبيان، وعرفت بالذكاء وطلاقة اللسان، وتعد أفضل امرأة في قريش نسبا ومكانة، ورباها عمها وهيب بن عبد مناف، وكان عبد المطلب سيد قريش وجد الرسول صلى الله عليه وسلم قد نذر لله إن رزقه الله عشرة من الذكور لينحرن أحدهم شكرا لله وتقربا إليه، وقد صار لعبد المطلب عشرة ذكور، وعزم على تنفيذ نذره، وعندما أقرع بينها وبين ولده، وقعت القرعة على الإبل، فسرّ عبد المطلب بذلك سرورا عظيما ونحر الإبل المائة فداء ولده، وعمت الفرحة قريشا بنجاة ابن سيدهم عبد المطلب.