دواء الغدة الدرقية في قبضة السوق السوداء.. 600 جنيه للعبوة.. والدولة تتصدى ب3 بدائل.. 

دواء الغدة الدرقية في قبضة السوق السوداء.. 600 جنيه للعبوة.. والدولة تتصدى ب3 بدائل.. 

 

مازالت  أزمة اختفاء دواء الغدة الدرقية قائمة بل سقطت في قبضة السوق السوداء للدواء، ولا يزال أنين المرضى غير مسموع في وزارة الصحة , فالدواء غير متوافر منذ فترة اللهم إلا فى صيدلية أو صيدليتين في محافظات متناثرة، وقُرى نائية، قد تتوفر فيها عبوة أو عبوتان من الدواء لا تكفي لسد حاجة آلاف المصريين من مرضى الغدة الدرقية!

 

لا تزال مضاعفات المرض تتغذى على ما تبقى صحيحًا في جسد المرضى، محمد يحيى، مريض بالغدة الدرقية، وقال  عن معاناته بسبب غياب الدواء، ولا يزال يواصل الشعور بالاكتئاب الذي بدأ يتصاعد ويتطور لديه حتى وصل إلى مرحلة عدم الرغبة في الذهاب إلى العمل أو مجالسة الأسرة فبحسب قوله :” تبدو الحياة أمامي الآن كـ ستارة سوداء أُسدِلَت أمام عيني فحجبت عنها الرؤية وجعلت المكان حالك السواد، يُشبه في قتامته قبور الموتى”

 

اضطرابات الغدة الدرقية

 

في ألمانيا قام باحثون بدراسة مقارنة شملت أكثر من 36 ألف من الأشخاص الأصحاء والمرضى الذين يعانون من مختلف أشكال اضطرابات الغدة الدرقية، وكشفت نتائج الدراسة أن المشاركين الذين يعانون من التهاب الغدة الدرقية مهددون بالإصابة أكثر بخطر الاكتئاب – وللأسف – بنسبة ثلاثة أضعاف، مقارنة مع الذين لا يعانون من تلك الاضطرابات

 

الاكتئاب والغدة الدرقية

 

وبناء على الدراسة، فإن 45% من حالات الاكتئاب، و 30% من اضطرابات القلق، والخوف، في ألمانيا، لها علاقة مباشرة باضطرابات الغدة الدرقية

 

الموت الخفي

 

وحذر استشاري الصحة النفسية، الدكتور وليد هندي، من الإصابة بالاكتئاب، والدخول في تطوراته التي وصفها بـ القاتلة قائلًا :” الاكتئاب ليس مجرد شخص منطوي على نفسه ويعزل نفسه عن الآخرين كما هو شائع في المفهوم العام وإنما هو موت خَفي، في صورة شعور قاسٍ يظل يتصاعد داخل الإنسان حتى يصل إلى ذروته إذا ما استوقف تصاعده هذا دواء نجده يصل بالمصاب إلى الانتحار كوسيلة للتخلص من آلامه النفسية الحادة ”

 

علاج الاكتئاب

 

وقال  استشاري أمراض الباطنة، الدكتور عبد الستار الجاروني،  بدلًا من إعطاء مرضى الاكتئاب الذين يعانون في ذات الوقت من الغدة الدرقية، أدوية للاكتئاب، فمن الأفضل توفير أدوية الغدة الدرقية لهم لأنها هي المتسببة في إصابتهم بالاكتئاب، بسبب الخلل الحاصل في هرمونات الجسم وبالتالي وظائفه

 

إصابات الغدة الدرقية

 

في عام 2016 أعلنت جمعية إسكندرية للغدة الدرقية، أن نسبة الإصابة بأمراض الغدة الدرقية في تزايد مستمر، وتصل نسبتها إلى 10% تقريبا بين السكان في مصر، مشيرة إلى خطورة هذا المرض الى دِقة التشخيص ودقة الجرعات العلاجية

 

وأكدت الجمعية على أهمية العلاجات التي تحقق أقصى قدر من الدقة من خلال جرعاتها اليومية لعلاج قصور الغدة الدرقية، التي تحتوى على مادة علمية تعرف بـ«ليفوثيروكسين صوديوم»، وتتميز بتنوع جرعتها في صورة أقراص قابلة للتقسيم

 

مخاطر الإصابة بالغدة الدرقية

 

تقول أماني عبدالسلام، مريضة بالغدة الدرقية،  إن مشاعر الخوف والتوتر والقلق النفسي في تصاعد مستمر بداخلي لأنني حامل وقد قال لي الصيدلي عندما كرر للأسبوع الثالث على التوالي نفس الإجابة بأن دواء الغدة، يوثيروكس، لا يزال غير متوفرًا :” حاولي ترجعي للطبيب لأن عدم الانتظام في العلاج له مخاطر على الجنين”

 

تسمم الحمل

 

وبالرجوع إلى أطباء أمراض النساء والتوليد،أن عدم الانتظام في علاج الغدة الدرقية، يتسبب في مشاكل بشكل عام، ومخاطر جسيمة للحوامل بشكل خاص، فقد يحدث تسمم للحمل ومن ثَمّ فُقدان الجنين

 

مجلس النواب وأزمة نقص الدواء

 

وقال دكتور لجنة الصحة بمجلس النواب،  الدكتور أشرف حاتم، رئيس اللجنة، إن هيئة الدواء المصرية، يتوجب عليها توفير البدائل لهذا الدواء، وتوعية المرضى بهذه البدائل

 

ويضيف رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب،  إن مجلس النواب، للأسف، لا يمكنه التحرك رسميًا بشأن نقص هذا الدواء، بسبب الإجازة البرلمانية

 

وكان مجلس النواب قد فض دور الانعقاد الثالث للفصل التشريعي الثاني للبرلمان، في 11 يوليو الجاري، والذي بدأ قبل الخميس الأول من شهر أكتوبر الماضي

 

وبحسب حديث رئيس لجنة الصحة  فإن اللجنة، للأسف، لا يمكنها رسميًا عمل جلسات بشأن نقص هذا الدواء، قائلًا :” رسميًا منقدرش نعمل جلسات لأن للأسف لائحة المجلس تقضي بعدم جواز عمل جلسات بعد فض الدورة البرلمانية”

 

هيئة الدواء المصرية

 

يتابع الدكتور أشرف حاتم، فيقول، إن هذه الأزمة مسئولية هيئة الدواء المصرية، مؤكدًا أنها المنوطة بتوعية المرضى ببدائل النواقص من الأدوية، قائلًا :” للأسف ليس لدينا كلجنة صحة بمجلس النواب أدوات رقابية حول هذه الأزمة ولكن على المرضى الذين يعانون نقص دواء الغدة الدرقية ضرورة تسجيل شكوى في مجلس الوزراء، وأيضًا في هيئة الدواء المصرية”

شكاوى مجلس الوزراء

16528 رقم الخط الساخن لمنظومة الشكاوى الحكومية أو شكاوى مجلس الوزراء، كما أن 15301 هو الخط الساخن لنواقص الأدوية بهيئة الدواء المصرية

ومن المؤسف في هذه الأزمة، أن نقص دواء الغدة الدرقية، بدأ الدخول في دائرة النواقص، تلك الدائرة التي يستغل فيها تجار السوق السوداء غياب أي سلعة في السوق للإتجار فيها عبر توفيرها بأسعار مضاعفة تفوق طاقة المستهلك غير مكترثين ما إذا كانت هذه السلعة علاج ولا إذا كان هذا المستهلك مريضًا يرقصون على معاناته وآلامه التي تجبره على إنعاش جيوبهم وشراء الدواء الناقص بأي ثمن، فمن ينقذ هذا المريض ؟

شعبة الأدوية تكشف أسباب نقص دواء الغدة الدرقية

 

السبب في نقص الدواء، بحسب ما كشّف شعبة الأدوية في الغرفة التجارية، يعود إلى زيادة الاستهلاك، مؤخرًا، لهذا الدواء – أجنبي الصنع ورغم قدرة مصر على صناعة هذا الدواء محليًا إلا أن هذه الصناعة تستلزم فترة من الوقت

600 جنيه .. و العبوة مغشوشة

وبحسب  شعبة الأدوية في الغرفة التجارية، فإن هذا النقص في دواء الغدة الدرقية دفع بتوافر الدواء في السوق السوداء، مقابل 600 جنيه، والكارثي أنه رغم ذلك مغشوش

 

وأكد الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الأدوية بالغرفة التجارية، فقال إن دواء الغدة الدرقية غير موجود بالفعل، ولكن الدولة تدخلت بتوفير البدائل وهي عبارة عن ثلاثة أنواع

التروكسين

بحسب رئيس شعبة الدواء، فإن “التروكسين” هو الاسم التجاري لدواء الغدة الدرقية، والبدائل التي وفرتها الدولة هي، ثيروكسين، يوثيروكس، T4ثيروكسين

 

ثقافة بدائل الأدوية

 

يقول الدكتور علي عوف، إن هذه البدائل تحتوي على نفس المادة الفعالة الموجودة في “التروكسين”، ولكن المرضى لديهم تشكك في أي دواء يختلف اسمه التجاري من شركة لأخرى ويظنون أنه مختلف أو أقل فاعلية

 

ويضيف رئيس شعبة الأدوية، فيقول :” هذه البدائل الثلاثة، هي أدوية جديدة في السوق، وتحتاج إلى مدة عام على الأقل حتى يعرفها المرضى، ولذلك نعتمد على وسائل الإعلام في توعية مرضى الغدة الدرقية بوجودها، وبأنها لا تختلف عن الدواء المستورد “التروكسين”