الدكرورى يكتب عن نبي الله يعقوب علية السلام ” جزء 8″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
نبي الله يعقوب علية السلام ” جزء 8″
ونكمل الجزء الثامن مع نبي الله يعقوب علية السلام، فلما أضاء الفجر قال له الملك ما اسمك؟ قال له يعقوب، فقال له لا ينبغى أن تدعى بعد اليوم إلا إسرائيل، فقال له يعقوب عليه السلام، ومن أنت، وما اسمك؟ فذهب عنه، فعلم أنه ملك من الملائكة، وأصبح يعقوب وهو يعرج من رجله، فلذلك لا يأكل بنو إسرائيل عرق النساء، ورفع يعقوب عينيه فإذا أخوه عيصو قد أقبل فى أربعمائة راجل، فتقدم أمام أهله فلما رأى أخاه العيص، سجد له سبع مرات، وكانت هذه تحيتهم فى ذلك الزمان، وكان مشروعا لهم كما سجدت الملائكة لآدم تحية له، وكما سجد أخوه يوسف وأبواه له، فلما رآه العيص تقدم إليه واحتضنه، وقبله وبكى، ورفع العيص عينيه ونظر إلى النساء والصبيان، فقال له من أين لك هؤلاء؟ فقال هؤلاء الذين وهب الله لعبدك، فدنت الأمتان وبنوهما فسجدوا له.
ودنت ليا وبنوها فسجدوا له، ودنت راحيل وابنها يوسف فخرا سجدا له، وعرض عليه أن يقبل هديته وألح عليه فقبلها، ورجع العيص فتقدم أمامه، ولحقه يعقوب بأهله، وما معه من الأنعام، والمواشي، والعبيد قاصدين جبال ساعير، وإن قصة يعقوب عليه السلام، من القصص التي ذُكرت في القرآن الكريم، وقد وصل يعقوب إلى أبيه إسحاق عليهما السلام في أرض كنعان حيث كان يسكن أيضا نبى الله إبراهيم عليه السلام، وأقام عنده، ثم ما لبث أن مرض نبى الله إسحاق ومات، والجدير بالذكر أن لأبناء يعقوب عليه السلام له مع أبنائه وابنه يوسف عليه السلام، قصة شهيرة، وهي قصة يوسف عليه السلام، وقد ذُكر أن يعقوب عليه السلام لحق بربه وعمره مائة وسبعة وأربعون عاما وتتضمن قصة نبى الله يعقوب عليه السلام، الكثير من العبر.
ويتركز الجزء الأكبر من هذه العبر في قصته مع ابنه يوسف عليه السلام، إذ إن يوسف رأى رؤيا، فأوصاه أبوه يعقوب بأن لا يقصصها على إخوته، وتوالت الكثير من الأحداث التي تُعرف بقصة يوسف، وهذه العبر تتضمن بيان محبة الأبناء، وكيف أن يعقوب عليه السلام، ميّز يوسف عن إخوته لأنه توسم فيه صفات النبوة والخير، وكان هذا التمييز قلبيا، وتتضمّن بيان توخي الحيطة والحذر، خصوصا الخوف من الحسد وعيون الناس، وكيف أن نبى الله يعقوب عليه السلام، حذر أبناءه من الدخول من باب واحد، بل أن يدخلوا من أبواب متفرقة حتى لا ينظر أحد إليهم بعين الحسد، وكذلك تتضمّن دروسا في الصبر، وكيف صبر يعقوب عليه السلام، على البلاء، وكيف أنه ظل يقينه بالله كبيرا بأن ابنه يوسف سيعود إليه، وإن يعقوب أو ياكوف بالعبريه.
ومعناه هو ماسك كعب القدم، ويُعرف أيضا بإسرائيل أي أو مصارع الله، حسب القصة الواردة في سفر التكوين رقم اثنين وثلاثين عندما صارع يعقوب الملك دون أن يدري، وقد كان ليعقوب دور رئيسي في الأحداث الأخيرة من سفر التكوين في العهد القديم، وقد ولد لنبى الله إسحاق وزوجته رفقة، عيسو ويعقوب بعد عشرين سنة زواج، حيث كان إسحاق ستين من العمر، وكان الخليل إبراهيم عليه السلام مائة وستين من العمر، ويختلف يعقوب عن أخيه عيسو بالمظهر والتصرفات، فأخوه عيسو كان صياد، بينما كان يعقوب رجل يسكن الخيام، وقيل أنه عندما كانت رفقة حاملا، كان الطفلان يتصارعان مع بعضهما في داخل رحمها وخوفا من هذه الحركة، فقد سألت رفقة الله عن سببها، بعدها عرفت أنها حامل بطفلين، وأنهم سيؤسسان أمتين مختلفتين.
ويكونان دائما في تنافس وفي الحقيقة الأكبر سيخدم الأصغر، لم تخبر رفقة زوجها إسحاق بذلك بل احتفظت بذلك في قلبها، وكان عيسو أول من ولد، وولد أخوه يعقوب وهو إسرائيل بعده مباشرة وكان يمسك بكعب قدم عيسو، ولذلك سمي ياكوف أي الكعب، وقد فضل نبى الله إسحاق ابنه عيسو ولكن الأم فضلت ابنها يعقوب، وخلال فترة شباب الأخوان، تم تَنشئتهما في نفس البيئة وتعرضوا لنفس الأشياء التي تعرض لها أبيهما إسحاق وجدهم الخليل إبراهيم عليه السلام، وفي يوم من الأيام، عاد عيسو من الحقل وكان جائعا جدا، فانتهز يعقوب هذا الموقف وعرض على عيسو صحن من الحساء مقابل أن يبيعه عيسو بكوريته كونه الأخ الأكبر، وقد وافق عيسو وقال إني سأموت، فما نفع البكورية لي؟ وفي الحقيقة فإن تنازل عيسو عن بكوريته يدل على ازدراءه للتقاليد التي كانت لدى أبيه إسحاق.