نبي الله يعقوب علية السلام ” جزء 10″

الدكرورى يكتب عن نبي الله يعقوب علية السلام ” جزء 10″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

نبي الله يعقوب علية السلام ” جزء 10″

ونكمل الجزء العاشر مع نبي الله يعقوب علية السلام، وأما عن تفاصيل هذه القصة كما يرويها سفر التكوين، فتقول بانها قد خرجت دينا ابنة السيدة ليا التي ولدتها ليعقوب، فرآها شكيم ابن حمور الحوى رئيس الأرض وأخذها واضطجع معها وأذلها، وتعلقت نفسه بدينة ابنة يعقوب، وأحب الفتاة، ولاطف الفتاة، فكلم شكيم حمور أباه قائلا خذ لى هذه الصبية زوجة، وسمع نبى الله يعقوب أنه نجس دينا ابنته، فسكت حتى جاءوا أي أبناؤه، ثم بعد أن عرض عليهم حمور مصاهرتهم، فأجاب بنو يعقوب شكيم وحمور أباه بمكر، فقالوا لهما لا نستطيع أن نفعل هذا الأمر، وأن نعطى أختنا لرجل أغلف، إن صرتم مثلنا بختنكم كل ذكر نعطيكم بناتنا ونأخذ لنا بناتكم، واختتن كل ذكر، فحدث في اليوم الثالث إذ كانوا متوجعين أن ابني يعقوب، وهم شمعون ولادي أخوي دينا.

أخذا كل واحد سيفه وأتيا على المدينة بأمن وقتلا كل ذكر وقتلا حمور وشكيم بحد السيف، ونهبوا المدينة، وسبوا ونهبوا كل ثروتهم وكل أطفالهم ونساءهم، وكل ما في البيوت، كما ذكر ذلك فى سفر التكوين أربعه وثلاثين، كما جاء في سفر التكوين أن يعقوب كان له اثنى عشر ابنا وكان يوسف هو الأحب إلى قلبه لأنه كان ابن شيخوخته فصنع له قميصا ملونا، ويوسف هو الابن الأول من زوجته راحيل التي توفيت سابقا بعد ولادة ابنها الثاني بنيامين عند وصولهم إلى أرض كنعان، وكان أبناء يعقوب يبغضون أخوهم يوسف لأنه كان يحبه ويهتم به أكثر منهم، وكان يوسف ابن سبعة عشر عاما عندما رأى أحلاما بأن حزمته التي حزمها في الحقل انتصبت فسجدت حزم إخوته لحزمته ثم رآى حلما آخر بأن الشمس والقمر واحدى عشر كوكبا سجدت له.

فقرر إخوته التخلص منه فأرادوا قتله ولكن تدخل أخوه رأوبين، فمنعهم من قتله واقترح عليهم أن يرموه في بئر وهو ينوي في نفسه أن يرجع لإخراجه وإعادته إلى أبيهم ولكنهم قاموا ببيعه للإسماعليين بعشرين قطعة فضية، وأخذوا قميصه إلى أبيهم يعقوب وهو ملوث بدم تيس من الماعز ليوهموه بأن وحشا افترسه، فسار به الإسماعليين إلى أرض مصر حيث باعوه لفوطيفار خصي فرعون ورئيس الشرطه، ولكنه صار بعد ذلك أكثر الرجال نفوذا في مصر إلى جانب فرعون، وعندما حلت المجاعة على البلاد، جلب يوسف بني إسرائيل إلى مصر حيث استقروا في أرض جوشين، ويؤمن المسلمون أن يعقوب من أنبياء الله تعالى ولا يجوز أن ينسب لهم الكذب أو الخداع أو الغدر والخيانة أو التدليس ولا يجوز انتقاصهم أو نسبة أي فعل شائن لهم.

وقد عصمهم الله تعالى من كبائر الذنوب، والصغائر التي تدل على خساسة الطبع، صيانة لعلو مكانتهم، وقد ورد اسم نبى الله يعقوب عليه السلام في القرآن الكريم ستة عشر مرة، وإن للنبي يعقوب اثنا عشر ولدا ذكرا وبنتا واحدة، وكانوا هم النبي يوسف وبنيامين وأمهما هى السيدة راحيل بنت لابان وهي ابنة خال يعقوب، وروبين وهو أكبر أبنائه ويهودا ولاوي وشمعون وزبولون وياساكر وبنتا واحدة اسمها دينا وأمهم هى السيدة ليا بنت لابان وهي أخت راحيل وابنة خال يعقوب عليه السلام، ودان ونفتالي وأمهما هى بيلها، وجاد وعشير وأمهما هى زيلفا، ونبى الله يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وأمه رفقة بنت بتوئيل ويقال بأن يعقوب هو أحد توأمي نبي الله اسحاق وهما عيسو ويعقوب الذي يسمى إسرائيل أيضا، وقد عاش يعقوب عند خاله لابان في العراق.

فزوجه بنتيه ليا وراحيل، ولابان عندما زوجهما من يعقوب اهدى كلا منهما جارية، وهما بدورهما أهدتا الجاريتين إلى يعقوب الزوج، وبذلك صار يعقوب لأربع زوجات هن ليا وراحيل وزلفا وبيلها، أما ليا فقد أنجبت له روبين وشمعون ولاوي ويهودا وياساكر وزبولون وبنتا واحدة اسمها دينا وأما راحيل فأنجبت له يوسف وبنيامين، كما أنجبت له بيلها دان ونفتالي، وأنجبت زيلفا جاد وعشير، وبذلك صار يعقوب في غمضة عين زوجا لأربع زوجات وأبا لاثني عشر ولدا عرفوا بالاسباط فيما بعد، وتوفي عنهم بعد أن بلغ مائة وثمانون سنة ودفن في الخليل بفلسطين، ولم يخرج يعقوب إلى خاله بعيدا عن أبويه لولا جفوة العيص توأمه له، فهو كان يرى ان يعقوب أحب إلى قلب أمه فكان يكرهه، لذلك فإن أباه اقترح عليه ان يبتعد فأخذ باقتراحه ولم يعد إلى مسقط رأسه.