الدكرورى يكتب عن نبي الله يعقوب علية السلام ” جزء 11″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
نبي الله يعقوب علية السلام ” جزء 11″
ونكمل الجزء الحادى عشر مع نبي الله يعقوب علية السلام، لذلك فإن أباه اقترح عليه ان يبتعد فأخذ باقتراحه ولم يعد إلى مسقط رأسه، إلا بعد أن تزوج وعرف ان العيص لان قلبه قليلا، ولم يكن تعدد الزوجات يمنا على نبى الله يعقوب، بل كان سببا في كل محنته التي لاقاها فيما بعد بسبب كيد إخوة كانوا من أربع زوجات، وكانت راحيل والدة يوسف وبنيامين أحب إلى قلب يعقوب، لأنه أرادها زوجة له من البداية، لولا ان خاله قال لا أزوجك الصغرى قبل الكبرى، فطلب منه يعقوب ان يزوجه إياها فقال اخدمني سبع سنوات أخرى حتى أزوجك إياها والآن تزوج ليا فتزوجها، ثم تزوج راحيل بعد سبع سنوات عن عشق، وكان يوسف أيضا احب إلى قلب يعقوب، وقد كان يرى فيه النجابة وأثر النبوة، لكن هذا لم يرض إخوته فكادوا له فافتعلوا قصة الذئب.
الذي كان بريئا من دم يوسف، وقد قاسى يعقوب من فقد يوسف كثيرا، ولكن ربما كان هو السبب لأنه قرب يوسف وأخاه بنيامين أكثر، مما جعل إخوته يفكرون في التخلص منه، وقبل أن يقدموا على فعلتهم رأى يوسف رؤيا فقال لأبيه ” يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين” عندئذ أحس يعقوب عليه السلام بخطورة الموقف فقال ليوسف ” يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين ” وقد ذهب الاخوة ونفذوا مؤامرتهم واتفقوا على أن الأسلوب الأمثل أن يوضع يوسف في الجب فلعل قافلة تلتقطه وتأخذه بعيدا عن عيونهم وعين أبيه، فاحتالوا على الأب المسكين وأخذوا يوسف بحجة انه سوف يخرج معهم للتنزه، فقال الأب ” إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون، قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون”
ثم ذهبوا به ووقع ما توقعه نبى الله يعقوب فألقوه في الجب وجاؤوا يبكون ويتصنعون بالدم الكذب وقالوا الذئب أكله، ولكنه لم يصدقهم يعقوب وقال لهم ” بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ” وهذه الحادثة لم تمر على يعقوب بسلام، فحزن حزنا شديدا، وبكى حتى عميت عيناه واستسلم لقضاء الله، ولابان بن بيتويل وهو اسم عبري معناه الأبيض، وهو خال النبي يعقوب وهو إسرائيل عليه السلام، وهو أبو زوجتيه ليا وراحيل، وقد أقام لابان مع عائلته في سهل فدان في بلاد مابين النهرين، وعندما شب يعقوب أتى للعمل لدى خاله لابان في رعي الأغنام وتزوج من ابنته الكبرى ليا ثم من ابنته الصغرى راحيل، وقد ظل النبي يعقوب عليه السلام يعمل لدى خاله لابان في بلاد مابين النهرين إلى أن توفي والده إسحق.
الذي كان يقيم في أرض كنعان فاضطر يعقوب إلى ترك خاله والعودة إلى أرض كنعان مصطحبا معه عائلته، وهو لابان بن بتوئيل وهو حفيد ناحور أخي الخليل إبراهيم عليه السلام، وهو أخو السيدة رفقة زوجة النبى إسحاق عله السلام وقد سكن حاران في فدان أرام، ولما رأى الهدايا الثمينة التي أعطاها عبد إبراهيم لرفقة، قبل فورا أن تذهب هي معه إلى أرض كنعان لتصير زوجة لإسحق، ولما هرب يعقوب من وجه عيسو ذهب لابان خاله ووجده رب عائلة كبيرة وأبا لعدة بنين، وابنتين على الأقل، وكان سيد عبيد كثيرين، ومالك قطيع غنم وماعز، وقد بقي يعقوب عند خاله لابان عشرين سنة على الأقل، فى خدمتة مدة سبع سنوات منها، أولا لقاء الحصول على ابنته راحيل ولكن إذا خدعه خاله وأعطاه ليئة عوضا عنها.
فقد اضطر إلى خدمته سبع سنين أخرى للحصول على راحيل الفتاة التي أحبها، ثم بقي عنده مدة ست سنوات أخرى يخدمه للحصول على المواشي فتمكن بحيل متنوعة من كسب جانب عظيم من المواشي الأمر الذي أثار حفيظة لابان وأبنائه عليه فاضطر إلى الهرب آخذا معه زوجتيه وأولاده ومواشيه واتجه نحو أرض كنعان فتعقبه لابان وأدركه على جبل جلعاد وإذ كان الله قد أنذره بأن لا يوقع أضرارا بيعقوب عقد معه عهدا وافترق الاثنان على غير لقاء، وعبد لابان إله آبائه يهوه إله ناحور، على أنه جمع عبادته هذه عبادة الأوثان أي الترافيم كما أنه استخدم طريقة العرافة والرجم بالغيب، وأما عن السيده راحيل بنت لابان وهي الزوجة الثانية للنبي يعقوب عليه السلام وابنة خاله لابان، وهي أيضا الأخت الصغرى لزوجته ليا بنت لابان.