الدكرورى يكتب عن نبي الله يعقوب علية السلام ” جزء 13″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
نبي الله يعقوب علية السلام ” جزء 13″
ونكمل الجزء الثالث عشر مع نبي الله يعقوب علية السلام، وقد صارت بعض الأحداث التي قادت إلى زواج إسحاق ورفقة، جزءا رسميا من احتفال الزواج اليهودي التقليدي، وقبل أن يقف العروسان تحت الظُّلة، يشتركان في احتفال خاص، يسمى بادكين وهو التغطية، حيث يذهب العريس إلى العروس مع مرافقين له، حتى إذا رآها غطى وجهها بخمار كما غطت رفقة وجهه بخمار قبل أن تتزوج بإسحاق، ثم يتلو العريس أو أبو العروس، أو الحاخام القائم على الزفاف التبريكة نفسها التي تلتها أسرة رفقة قبل إرسالها وهى “أختنا، جُعلت آلافا مؤلفة، وُجعلت ذرّيتك الوارثة لأرض الأعداء ” وحسب التأريخ الذي اعتمده الحاخام راشي.
كان إسحاق ابن سبعه وثلاثين عاما عند حادثة فداء إسحاق، والدليل على هذا أن السيدة سارة التي ولدت إسحاق عندما كان عمرها تسعين عاما، وقد ماتت بعد حادثة الفداء وكان عمرها مائه وسبعه وعشرون عاما، فلا بد أن إسحاق كان ابن سبعه وثلاثين عاما في ذلك الوقت، وقد تزوج إسحاق رفقة عندما كان عمره أربعون سنة، وقد مرّ عشرون عاما قبل أن يولد لهما، وفي ذلك الوقت، كان إسحاق ورفقة يدعوان الله بإخلاص ليرزقهما الذرية، فاستجاب الله في النهاية دعاء إسحاق وحملت رفقة، وقد تضايقت رفقة جدا في حملها واشتكت إلى الله معاناتها فيه، وكانت رفقة تظن أنها تحمل ولدا واحدا له صفتان متصارعتان، لذا طلبت الاستنارة.
وهناك أتتها النبوءة بأن ابنيها يتصارعان في رحمها وسيتصارعان في حياتهما وجاء في النبوءة أن الأكبر منهما سيخدم الأصغر، وستكون إحدى الأمتين أقوى من الأخرى، وفُسّر هذا على أن الأمتين لن تكونا قويتين في وقت واحد، فإذا سقطت واحدة، صعدت أختها، والعكس بالعكس. وحسب التراث، لم تبح رفقة لزوجها إسحاق بالنبوءة التي رأتها، وعندما حان مخاض رفقة، جاء ابنها الأول أحمر ومشعرانيا في كل جسمه، وكان أخوه الثاني يمسك بعقب قدمه، وسمّى الراؤون الأول عيسو أي بمعنى الشديد أو الممسوك ومعنى عسه أي فعل أو جعل، أو كمل من العبرية عسوي، لأنه كان كامل الشعر مثل الأطفال الذين هم أكبر منه، وسُمي الثاني يعقوب أي ممسك العقب.
أي عقب القدم، وقيل إن الصبيين لم يظهر أي فرق بينهما وهما صغيران، ولكن حين بلغا عمر الثالثة عشر عاما، شغل يعقوب نفسه بمدرسة التوراة، وشغل عيسو نفسه بالأصنام، وتشير أوصاف الشابين إلى طبعيهما المتضادين، فكبر الغلامان، وكان عيسو إنسانا يعرف الصيد، وهو إنسان البرية، ويعقوب إنسانا كاملا يسكن الخيام، يشير وصف عيسو بالصياد إلى مهارته في إيقاع أبيه في فخ الكلمات، فكان مثلا، يسأل إسحاق إذا كانت العشور تؤخذ من الملح أو القش، لكي يجعل أباه يظن أنه ملتزم بالوصايا، ويقول الكتاب المقدس إن موقف الأبوين من الغلامين كان مختلفا، فقد أحب إسحاق عيسو لأنه كان يأكل من صيده، أما رفقة فأحبت يعقوب.