الدكرورى يكتب عن مشروعية صلاة الخوف ” جزء 1″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
مشروعية صلاة الخوف ” جزء 1″
إن الصلاة هي أعظم ركن من أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي واجبة على كل مسلم بالغ عاقل، ولا تسقط عن المسلم بأي عذر كان، وبما أن الإسلام دين يسر فقد شرع الله سبحانه وتعالى بعض الرخص للصلاة، فكانت صلاة المريض وصلاة المسافر وصلاة الخوف، حتى يسهل على المسلمين أداء الصلاة في جميع الأحوال، وصلاة الخوف هي الصلاة التي يؤديها المسلمون في حالة الخوف من هجوم العدو أثناء الجهاد في سبيل الله، والأصل في صلاة الخوف أن تكون صلاة جماعة، فقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة النساء “إذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم” فصلاة الخوف هي الصلاة حين تكون مجموعة من المسلمين في خطر، وهى عادة ما يكون فى حالة الحرب، ويريدون الصلاة وقيل أن يكونون على الأقل ثلاثة أشخاص.
فيقسمون إلى مجموعتين المجموعة الأولى تقف أمام العدو والمجموعة الثانية تصلي مع الإمام فما إن يصلوا ركعتين يسلموا، وتأتي المجموعة الأولى فيتبادلون الأماكن مع الفرقة الثانية فيصلوا خلف الإمام، وهذه الصلاة التي سببها الخوف من قتال أو غيره، وتكون في طائفة من المسلمين أقلهم ثلاثة، والخوف على قسمين، وهو خوف شديد لا يتمكن فيه الإنسان من الصلاة إطلاقا فهذا يصلي على حسب حاله سواء صلى واقفا أو وهو يجري، سواء كان إلى القبلة أو إلى غيرها، وإذا كان الإنسان في حال خوفه يتمكن من أداء الصلاة فيؤدي صلاة الخوف، وتشرع صلاة الخوف في كل قتال مباح، وهو كقتال الكفار، وقد ثبت وصح أن النبي صلى الله عليه وسلم، قد صلى صلاة الخوف في أربعة مواضع، فصلى في غزوة ذات الرقاع التي حدثت بعد الخندق على الصواب.
وقد صلى فى بطن نخل وهو اسم موضع في نجد بأرض غطفان، وعُسفان وهو يبعد عن مكة نحو مرحلتين، وذي قَرد وهو ماء على بريد من المدينة، وتعرف بغزوة الغابة، وكان ذلك في ربيع الأول سنة سته من الهجره، وكان ذلك قبل صلح الحديبية، وقد صلاها النبي صلى الله عليه وسلم أربعا وعشرين مرة، وقد وردت بها الأحاديث الكثيره في صفة صلاتها، مع خبر النبى صلى الله عليه وسلم، الذى قال ” صلوا كما رأيتموني أصلي ” فصلاة الخوف هي الصلاة التي يؤديها المسلمون في حالة الخطر كوجود حروب أو معارك أو شيء يهدد وجودهم، حيث تتم هذه الصلاة من خلال تقسيم المصلين المسلمين إلى مجموعتين رئيسيتين، حيث تقوم المجموعة الأولى بالوقوف أمام العدو، والمجموعة الثانية تؤدي الصلاة مع الإمام.
وبمجرد الانتهاء من هذه الصلاة يتم تبديل المجموعات، حيث تقوم المجموعة الثانية بالوقوف أمام العدو، أما المجموعة الأولى فتذهب لتأدية هذه الصلاة، لتأدية صلاة الخوف، وقيل أنه يجب على الأقل تواجد ثلاثة مسلمين على الأقل، وهم الإمام، والطائفة الأولى، والطائفة الثانية، وقد أجمع الصحابة على فعلها، وصلاها علي بن أبى طالب، وأبو موسى الأشعري وحذيفة، رضى الله عنهم أجمعين وأما الإجماع فجمهور العلماء متفقون على أن حكمها باقى بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الصحيحين، البخارى ومسلم، عن صالح بن خوات عمن صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم، يوم ذات الرقاع صلاة الخوف أن طائفة من أصحابه صلى الله عليه وسلم، صفت معه وطائفة وجاه العدو، فصلى بالذين معه ركعة، ثم ثبت قائما وأتموا لأنفسهم.
ثم انصرفوا فصفوا وجاه العدو، وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة التي بقيت، ثم ثبت جالسا وأتموا لأنفسهم ثم سلم بهم ” رواه مسلم، وفي الصحيحين أيضا عن ابن عمر قال “غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قبل نجد فوازينا العدو فصاففناهم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى بنا، فقامت طائفة معه وأقبلت طائفة على العدو، وركع بمن معه وسجد سجدتين ثم انصرفوا مكان الطائفة التي لم تصل فجاءوا فركع بهم ركعة وسجد سجدتين ثم سلم فقام كل واحد منهم فركع لنفسه ركعة وسجد سجدتين ” رواه البخاري، وعن جابر قال “شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، صلاة الخوف فصففنا صفين، صف خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، والعدو بيننا وبين القبلة، فكبر النبي صلى الله عليه وسلم، وكبرنا جميعا، ثم ركع وركعنا جميعا.
ثم رفع رأسه من الركوع ورفعنا جميعا، ثم انحدر بالسجود والصف الذي يليه، وقام الصف المؤخر في نحر العدو، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم، السجود، وقام الصف الذي يليه انحدر الصف المؤخر بالسجود وقاموا، ثم تقدم الصف المؤخر وتأخر الصف المقدم، ثم ركع النبي صلى الله عليه وسلم، وركعنا جميعا، ثم رفع رأسه من الركوع ورفعنا جميعا، ثم انحدر بالسجود والصف الذي يليه الذي كان مؤخرا في الركعة الأولى، وقام الصف المؤخر في نحر العدو، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم، السجود والصف الذي يليه انحدر الصف المؤخر بالسجود فسجدوا ثم سلم النبي صلى الله عليه وسلم، وسلمنا جميعا ” رواه مسلم، ويُشار إلى أن الإسلام شرع للمسلمين تأدية هذه الصلاة حتى في حال عدم القدرة على التفرغ لها، حيث يمكن أن يصليها المسلم وهو واقف أو أثناء جريانه في ساحة المعركة سواء كان باتجاه القبلة أم لا.