#مستشفيات_غزة..لا مخدّر ولا مسكّنات..ألم وبكاء وصلاة ودعاء فقط!!!

#مستشفيات_غزة..لا مخدّر ولا مسكّنات..ألم وبكاء وصلاة ودعاء فقط!!!

بكاء وصراخ الأطفال في مستشفيات غزة ليس من ضربات جيش الإحتلال ولا من الخوف !

بل من شدة الالم في عدم وجود مخدر أو حتى مسكن كي يسكن آلامهم!!

تبكي طفلة صغيرة من الألم وتصرخ “ماما.. ماما” بينما يخيّط الممرّض جرحاً في رأسها من دون استخدام أي مخدّر لأنّه لم يكن متوفّراً في ذلك الوقت في مستشفى الشفاء بمدينة غزة.

 

تلك واحدة من أسوأ اللحظات التي روى عنها الممرّض أبو عماد حسنين وهو يصف المعاناة التي يمرّون بها في وقت يضطرون فيه للتعامل مع تدفّق لم يسبق له مثيل للجرحى وندرة أدوية تخفيف الألم منذ بدء الحرب في قطاع غزة قبل أكثر من شهر.

وقال حسنين “غالباً ما نعطيه الشاش المعقّم لكي يقوم بالعضّ عليه لتخفيف الألم الذي يشعر به ونحن نعلم أنّ الألم الذي يشعر به هو أعلى مما يتصوّر أو أعلى مما يفوق سنه في هذا السن المبكر” في إشارة إلى الأطفال مثل الطفلة المصابة بجرح في الرأس.

ولدى وصوله إلى مستشفى الشفاء لتغيير الضمادات وتطهير جرح في ظهره أصيب به في غارة جوية إسرائيلية، قال نمر أبو ثائر، وهو رجل في منتصف العمر، إنّه لم يحصل على أي مسكّنات للألم عندما تمّت خياطة الجرح في الأصل.

 

وأضاف “ظللت أقرأ القرآن حتى انتهوا منه”.

ولفت مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية إلى أن مع وصول أعداد كبيرة جدّاً من المصابين في وقت واحد فلا يوجد خيار سوى علاجهم على الأرض من دون أي عقاقير لتخفيف الألم بشكل كافٍ.

 

وضرب مثلاً لهذا بما حدث مباشرة بعد الانفجار الذي وقع في المستشفى الأهلي العربي المعمداني يوم 17 تشرين الأول (أكتوبر)، وأوضح أن حوالي 250 جريحاً وصلوا إلى مستشفى الشفاء الذي يضم 12 غرفة عمليات فقط.

 

وقال أبو سلمية “لو انتظرنا هذا العدد الكبير من الجرحى إلى أن ينتهي الواحد تلو الآخر لفقدنا الكثير من الجرحى”.

 

وأضاف “اضطرّرنا أن نعمل على الأرض بدون أي تخدير أو بمخدر بسيط جدّاً أو مسكّنات ضعيفة جدّاً حتى نستطيع إنقاذ حياة الجرحى”.

 

وتابع أبو سلمية، من دون الخوض في تفاصيل، أن العمليات التي أجرتها الأطقم الطبية في مستشفى الشفاء في مثل هذه الظروف شملت بتر أطراف وأصابع وخياطة جروح وعلاج حروق خطرة.

 

الألم أو الموت

وأردف أبو سلمية “أكيد الأمر مؤلم للطواقم الطبية وأمر ليس بسيطاً. لكنّه في سبيل إما أنّ يتألم المريض أو أن يفقد حياته”.

 

ولفتت إسرائيل إلى أنّ الانفجار الذي وقع في المستشفى الأهلي العربي نتج عن صاروخ لم يصب هدفه أطلقته حركة “الجهاد الإسلامي”، لكن الحركة و”حماس” اتّهمتا إسرائيل بشن غارة جوية على المستشفى.

 

 

وأشارت الولايات المتحدة حليفة إسرائيل إلى أن تقييم أجهزة المخابرات لديها يؤيّد ما قالته إسرائيل.

وفي مستشفى ناصر في خان يونس جنوب قطاع غزة، ذكر مدير المستشفى الطبيب محمد زقوت أنّه كانت هناك فترة في بداية الصراع نفدت فيها إمدادات التخدير بالكامل حتى سُمح لشاحنات المساعدات بالدخول.

 

وأضاف زقوت “تم إجراء عمليات عدّة منها عمليات قيصرية لسيدات بدون بنج على الإطلاق… كان شيئاً مؤلماً جدّاً. بعدها اضطرينا لإجراء الحروق بدون مخدر وبدون قاتل للألم لعدم توفّره”.

 

وأوضح أن الأطقم الطبية بذلت قصارى جهدها لتخفيف آلام المرضى بأدوية أخرى أضعف تأثيراً لكن هذا لم يكن كافياً.

 

,تابع “هذا ليس الحل الأمثل لمريض داخل غرفة العمليات، نريد إجراء العملية له تحت التخدير الكامل”.

 

وخلال الأيام الاثنتي عشرة الأولى من الصراع الأحدث، لم يُسمح بدخول المساعدات إلى غزة. وفي 21 تشرين الأول، وصلت أول قافلة من شاحنات المساعدات من معبر رفح على حدود القطاع مع مصر.

 

ومنذ ذلك الحين، دخلت قوافل عدّة، لكن الأمم المتحدة ومنظّمات الإغاثة الدولية تفيد بأنّ المساعدات المقدّمة ليست قريبة من المستوى المطلوب للتخفيف من الكارثة الإنسانية.

وأشار زقوت إلى أنه على الرغم من تخفيف النقص في مواد التخدير في مستشفى ناصر بفضل إيصال المساعدات، لا يزال هناك نقص حاد في مستشفى الشفاء والمستشفى الإندونيسي، وكلاهما يقعان في شمال القطاع الذي يتعرّض لقصف شديد