وفاة أيقونة السينما المصرية عن عمر 73 عامًا #ناهد_فريد_شوقي
صباح اليوم ،رحلت المنتجة ناهد فريد شوقي، بعد رحلة طويلة من العطاء الفني، عن عمر ناهز 73 عامًا، بعد أن قدمت العديد من الأفلام والمسلسلات الناجحة، مساهمة في ترسيخ مكانتها كأحد أهم أيقونات السينما المصرية.
وفاة ناهد فريد شوقي
وأعلنت الفنانة آية سماحة -زوجة ابنها- الخبر عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، قائلة: «لا حول ولا قوة إلا بالله، انتقلت إلى رحمة الله أمي التانية ناهد فريد شوقي».
وأضافت: «إنّا لله وإنّا إليه راجعون، صلاة الجنازة عصرًا في مسجد الشرطة بالشيخ زايد».
ومن أشهر أعمال الراحلة ناهد فريد شوقي: فيلم «الحب فوق هضبة الهرم»، وفيلم «الزوجة الثانية»، ومسلسل «أميرة في عابدين»، ومسلسل «الليالي الحلوة».
وهي ابنة الفنان الراحل فريد شوقي والفنانة هدى سلطان، وزوجة المخرج مدحت السباعي.
فريد شوقي فنان وظف القوة الناعمة لصالح المجتمع
“من جد وجد” هكذا كان الفنان الراحل الكبير فريد شوقي حيث سعى بجدية في مجال صناعة السينما منذ دخوله مجال الفن عام 1946 حتى أصبح أحد أيقونات الفن المصري الذي يحتفي اليوم بالذكرى الـ25 على رحيل “ملك الترسو”.
فريد شوقي علامة بارزة في تاريخ السينما والدراما وأصبحت العديد من أعماله من الكلاسيكيات فمنها من تغيرت بسببها بعض القوانين لصالح المجتمع، ومنها من حظي بمكانة ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما، كما لم يكتف شوقي بالتمثيل بل كان له دور في التأليف وكتابة السيناريو والحوار في العديد من الأعمال إلى جانب إنتاجه 30 فيلما سينمائيا، وبحسب قاعدة بيانات الأفلام على الإنترنت (IMDb) وصل عدد الأعمال التي قدمها 340 عملا منها 316 فيلما سينمائيا و12 مسلسلا و12 مسرحية، بالإضافة إلى عدة أعمال إذاعية، فالفن بكافة ألوانه رافد من روافد الثقافة.
القوة الناعمة وخدمة المجتمع
الثقافة هي أحد موارد القوة الناعمة وهو المصطلح الذي صاغه أستاذ العلوم السياسية الأمريكي جوزيف ناي في تسعينيات القرن الماضي وخلص إلى أنها “القدرة على الجذب لا عن طريق الإرغام بل عن طريق الجاذبية، وجعل الآخرين يريدون ما تريد” وهكذا يفعل الفن الهادف الذي يسعى إلى تثقيف المجتمعات من خلال ما يقدمه من قصص وروايات تناقش مشكلات اجتماعية ذات مغزى وتطرح قضايا لها تأثير على الرأي العام.
ورغم اعتراف فريد شوقي في أحد حواراته التليفزيونية بأنه غير راض عن بعض أعماله إلا أنه قدم أعمالا كان لها تأثير كبير على الرأي العام والمجتمع ومن هذه الأعمال فيلم “جعلوني مجرما” عام 1954 الذي أنتجه شوقي وشارك في كتابة قصته عن واقعة حقيقية لفتى يدخل إصلاحية الأحداث لظروف أسرية واجتماعية وبعد خروجه منها يقرر أن يعمل بشرف إلا أنه أوصدت كل الأبواب في وجهه لوجود سابقة جنائية في حياته فيعود للجريمة مرة أخرى للانتقام، وقد كتب على الملصق الدعائي للفيلم “الأفيش” أول فيلم يعالج الجريمة والطفولة المشردة، ونجح بعد إثارته ضجة اجتماعية في تغيير القانون لينص على الإعفاء من السابقة الأولى في الصحيفة الجنائية حتى يتمكن المخطئ من بدء حياة جديدة.
واستطاع فريد شوقي مرة أخرى من خلال فيلمه “كلمة شرف” عام 1973 الذي شارك في إنتاجه وكتابة السيناريو والحوار، في تغيير القانون لصالح نزلاء السجون بالسماح للمسجون في حالات استثنائية وبضوابط معينة بزيارة ذويهم خارج السجن الذين لا يستطيعون الحركة لتحقيق بعد إنساني يعود بالنفع على المجتمع، وذلك بعد أن طرح الفيلم القضية من خلال محام يزج به إلى السجن في جريمة لم يرتكبها ليحمي شقيق زوجته، ويحاول الهرب من أجل زيارة زوجته المريضة التي لا تقوى على الحركة من أجل إبلاغها الحقيقة حتى يأتي مأمور السجن ويتفهم الأمر ويسمح له بالخروج لزيارتها ويعده فريد شوقي – الذي يقوم بدور المحامي بالفيلم – بكلمة شرف بالعودة مرة أخرى إلى محبسه بعد الاطمئنان عليها ويوفي في نهاية الفيلم بوعده.