ميزانية تاريخية للإنفاق العسكرى يسجلها الجيش الإسرائيلى خلال عام 2024 بفعل حرب غزة

ميزانية تاريخية للإنفاق العسكرى يسجلها الجيش الإسرائيلى خلال عام 2024 بفعل حرب غزة

كتب/ أيمن بحر

ميزانية تاريخية للإنفاق العسكرى يسجلها الجيش الإسرائيلى خلال عام 2024 بفعل حرب غزة

وسط توقعات تصل إلى نحو 37 مليار دولار لأول مرة في تاريخ الدولة العبرية وذلك بخلاف احتساب المساعدات الأميركية.

 

وكانت الميزانية العسكرية للجيش الإسرائيلى قد سجلت خلال عام 2023 حوالى 31 مليار دولار بعد إضافة حوالى 8 مليارات دولار خلال الشهرين الماضيين كتكلفة للحرب الجارية لتصل إلى مرتبة قياسية بعد أن كانت 2022 رسميا حوالى 23 مليار دولار.يقول معهد ستيمسون للأبحاث في واشنطن إن إسرائيل تُعتبر الأكثر إنفاقًا على الدفاع فى منطقة الشرق الأوسط بينما يقول معهد ستوكهولم الدولى لأبحاث السلام إن ميزانية الجيش الإسرائيلى فى 2022 كانت حوالى 23.4 مليار دولار، مشيرا إلى أن:

 

الإنفاق العسكرى الإسرائيلى سجل فى الفترة ما بين 2018 و2022.

إسرائيل خصصت 4.5% من ناتجها المحلى الإجمالى للجيش وهى عاشر أعلى نسبة فى العالم.

تكلفة واردات إسرائيل من الأسلحة تتجاوز صادراتها بكثير منذ 1948 لكن خلال العقد الأخير بدأت الصادرات تتفوق على الواردات.

بين 2018 و2022 استوردت 35 دولة على الأقل أسلحة من إسرائيل بقيمة إجمالية بلغت 3.2 مليارات دولار.والارتفاع الخرافى للميزانية العسكرية جاءت بموافقة الكنيست على ميزانية حرب خاصة قيمتها 30 مليار شيكل بعد يوم 7 أكتوبر للمساعدة على تمويل الحرب وتعويض المتضررين من عملية طوفان الأقصى.

 

وبحسب تقديرات إسرائيلية رسمية، فإن كلفة الحرب على قطاع غزة بأول 3 أسابيع بلغت 30 مليار شيكل (8.3 مليارات دولار) كما أن نفقات الحرب توزعت كما يلي:

 

مليار شيكل فى اليوم الواحد وفق رئيس شعبة الموازنة بوزارة المالية يوغيف غيردوس.

تغطية الأضرار التى لحقت بالناتج المحلي الإجمالي في الاقتصاد وهي تصل 10 مليارات شيكل شهريا.

هذا يعنى أن تكاليف الحرب الحالية على غزة هائلة مقارنة بالجولات القتالية السابقة وفق غيردوس.

وكانت إسرائيل قد استدعت نحو 350 ألفا من جنود الاحتياط منذ بداية الحرب على غزة يحتاجون هم وعائلاتهم إلى المساعدة المادية، ما يضيف عبئاً جديدا إلى الميزانية العسكرية فى 2024 وفق وزير المالية بتسلئيل سموتريش.

 

وتقدر وزارة الدفاع الإسرائيلية كلفة الحرب حتى الآن بحوالى 65 مليار شيكل أى حوالى 18 مليار دولار وهى نفس قيمة الميزانية السنوية لوزارة الدفاع الإسرائيلية بدون المساعدات الأميركية.

 

لكن وفق وزارة المالية فإن الحرب ستكلف ما لا يقل عن 50 مليار شيكل (14 مليار دولار) إضافية فى 2024، بحسب وثيقة قدمتها للكنيست يضاف لذلك 10 مليارات شيكل لتغطية تكاليف عملية إجلاء أكثر من 120 ألف إسرائيلى من المستوطنات كما أشارت إلى أنه من المحتمل:

 

وصول إجمالى ميزانية البلاد فى 2024 إلى 562 مليار شيكل مقابل 513 مليار شيكل أقرت فى مايو 2023.

سيتم رصد 10 مليارات شيكل لتغطية تكاليف عملية إجلاء أكثر من 120 ألف إسرائيلى من المناطق الحدودية الشمالية والجنوبية وزيادة ميزانية الشرطة وغيرها من الخدمات الأمنية وإعادة بناء المستوطنات فى منطقة غلاف غزة.تعتبر إسرائيل أكبر متلق للمساعدات العسكرية الأميركية فمنذ عام 1946 تلقت ما قيمته 263 مليار دولار، كما يتعاون الجيشان الأميركي والإسرائيلى فى التدريبات المشتركة وبرامج تطوير التكنولوجيا والمشاريع الدفاعية.

 

وفى عام 2023 تجاوز التمويل العسكرى الأميركى لإسرائيل 3.8 مليارات دولار كجزء من صفقة قياسية بقيمة 38 مليار دولار على مدى 10 سنوات وقعت فى عهد الرئيس الأميركى السابق باراك أوباما فى عام 2016.

 

وبعد ساعات من هجوم حماس طلبت تل أبيب من واشنطن أنظمة القبة الحديدية الاعتراضية كما زودت بحسب صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية بمساعدات عسكرية موزعة كالتالى:

 

أكثر من 230 طائرة نقل و20 سفينة تحمل ذخائر لسلاح الجو إلى جانب قذائف مدفعية وعربات مدرعة ومعدات قتالية أساسية للمقاتلين بما فى ذلك سترات واقية.

ما يقرب من 15 ألف قنبلة و57 ألف قذيفة مدفعية عيار 155 مم تشمل أكثر من 5000 قنبلة غير موجهة والتى تعرف باسم القنابل الغبية.

أكثر من 5400 قنبلة مزودة برؤوس حربية من طراز MK84 وتزن 2000 رطل ونحو 1000 قنبلة ذات قطر صغير من طراز GBU-39.

حوالى 3000 قطعة ذخيرة هجومية تحول القنابل غير الموجهة إلى قنابل ذكية موجهة

 

وسط تعقد العملية البرية الجارية فى غزة والخسائر الفادحة التى تكبدها المقاومة الفلسطينية يوميا للجيش الإسرائيلى بالعتاد والقوى البشرية اتبعت إسرائيل سياسة الاقتصاد فى الأسلحة والذخيرة.

 

ووفق صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية فإن الجيش بادر إلى تخفيض كميات الذخائر تحسباً لاندلاع حرب أخرى مع حزب الله وسط حديث عن إدارة إسرائيل لما يعرف بـ اقتصاد الذخيرة.وأضافت أن خطة إسرائيل بالنسبة للذخيرة تقوم على التالى:عدم المساس بالذخيرة المخصصة للهجوم والدفاع الجوى بالجبهة اللبنانية.

التوفير فى استخدام السلاح حفاظا على احتياط العتاد العسكرى بالمستودعات.

الصناعات العسكرية بالجيش قامت بتفعيل عقود طويلة الأمد لأسلحة ومعدات عسكرية كانت على الرفوف أو وجدت فى مخازن الطوارئ الأميركية.يقول الخبير العسكرى الأميركى بيتر أليكس إن إسرائيل تعد واحدة من الدول الأكثر إنفاقًا على الدفاع في العالم حيث بلغ ذلك فى عام 2023 حوالى 5.4% من الناتج المحلي الإجمالى للبلاد مشيرا إلى أن تلك الميزانية الضخمة تأتى فى سياق حرب غزة والاستثمارات الكبيرة بقطاع التكنولوجيا العسكرية.

 

ويضيف أليكس أن:حرب غزة كشفت ضعف الجيش الإسرائيلى رغم ما يمتلكه من معدات وعتاد عسكرى وتكنولوجيا عسكرية متفوقة.

الجيش يستخدم خلال الحرب كميات كبيرة وغير مسبوقة من الذخيرة والسلاح التى كانت بالمخزون والمستودعات ما رفع من طلباته على الذخيرة وزاد حجم إنفاقه العسكرى خصوصا بعد الخسائر الكبيرة بالعتاد العسكرى مثل دبابة ميركافا ومدرعة النمر ما أوصل الميزانية لمستويات تاريخية.الإنفاق العسكرى الإسرائيلى مبالغ فيه ويؤثر سلبًا على الاقتصاد الإسرائيلى منذ سنوات وتل أبيب أنفقت فى الحرب ميزانية غير مسبوقة لأول مرة منذ 1948.

حرب غزة كلفت إسرائيل ميزانية تاريخية وخرافية ومن المرجح أنها ستستمر فى الإنفاق بكثافة على الدفاع فى السنوات المقبلة فى ظل تلك الحرب والتهديدات الأمنية.

تل أبيب تحتاج لسنوات لترميم صورة جيشها التى اهتزت إلى حد بعيد فى غزة بعد الخسائر الفادحة بيد الفصائل الفلسطينية سواء بالعتاد العسكرى أو على المستوى الاستخباراتى والاستراتيجى.

إسرائيل استدعت مئات الآلاف من أفراد الاحتياط للخدمة العسكرية لتنفيذ هجومها البرى على قطاع غزة ونشرت قوات فى الشمال لمواجهة حزب الله وهؤلاء الكثيرين منهم يحتاجون إلى مساعدة حاليا وهو أمر من المتوقع أن يزيد كلفة الحرب فى عام 2024.