الدكرورى يكتب عن مشروعية صلاة المغرب ” جزء 2″
بقلم/ محمـــد الدكـــرورى
مشروعية صلاة المغرب ” جزء 2″
ونكمل الجزء الثاني مع مشروعية صلاة المغرب، وقد استدلوا بحديث ” إذا أقبل الليل من ههنا وأدبر النهار من ههنا فقد أفطر الصائم ” متفق عليه، من حديث ابن عمر وعبد الله بن أبي أوفى، ولما في حديث جبريل من رواية ابن عباس بلفظ ” فصلى بي حين وجبت الشمس وأفطر الصائم ” وقد أجاب صاحب البحر عن هذه الأدلة بأنها مطلقة، وحديث “حتى يطلع الشاهد” مقيد، ورد بأنه ليس من المطلق والمقيد أن يكون طلوع الشاهد أحد أمارات غروب الشمس، على أنه قد قيل إن قوله والشاهد النجم مدرج فإن صح ذلك لم يبعد أن يكون المراد بالشاهد ظلمة الليل ويؤيد ذلك حديث السائب بن يزيد عند أحمد والطبراني مرفوعا بلفظ ” لا تزال أمتي على الفطرة ما صلوا المغرب قبل طلوع النجم ”
وحديث أبي أيوب مرفوعا ” بادروا بصلاة المغرب قبل طلوع النجم ” وحديث أنس ورافع بن خديج قال ” كنا نصلي مع النبي ثم نرمي فيرى أحدنا موقع نبله ” وأيضا يستحب تعجيل صلاة المغرب لأول وقتها، ويدل على هذا حديث عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” لا تزال أمتي بخير، أو على الفطرة، ما لم يؤخروا المغرب حتى تشتبك النجوم ” رواه أحمد وأبو داود، والحاكم في المستدرك، وأيضا عند ابن ماجه والحاكم وابن خزيمة في صحيحه بلفظ ” لا تزال أمتي على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب حتى تشتبك النجوم ” وقال الشوكاني ” والحديث يدل على استحباب المبادرة بصلاة المغرب وكراهة تأخيرها إلى اشتباك النجوم.
وقد عكست الروافض القضية فجعلت تأخير صلاة المغرب إلى اشتباك النجوم، مستحبا والحديث يرده، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” إذا قدم العشاء، فابدءوا به قبل أن تصلوا المغرب، ولا تعجلوا عن عشائكم ” وعن عبد الله بنِ مغفل المزنى رضي الله عنهما، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” صلوا قبل المغرب ركعتين ” ثم قال ” صلوا قبل المغرب ركعتين لمن شاء ” خشية أن يتخذها الناس سُنة، وقال النووي في شرح مسلم إن تعجيل المغرب عقيب غروب الشمس مجمع عليه، قال وقد حكي عن الشيعة فيه شيء لا التفات إليه ولا أصل له، وأما الأحاديث الواردة في تأخير المغرب إلى قرب سقوط الشفق فكانت لبيان جواز التأخير.
ويدخل وقت صلاة المغرب إذا غابت الشمس، ويمتد إلى مغيب الشفق الأحمر، لحديث عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” وقت صلاة المغرب إذا غابت الشمس ما لم يسقط الشفق ” وروي أيضا عن أبي موسى أن سائلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن مواقيت الصلاة، فذكر الحديث، وفيه فأمره فأقام المغرب حين وجبت الشمس، فلما كان اليوم الثاني، قال ثم أخر حتى كان عند سقوط الشفق، ثم قال الوقت ما بين هذين، وقال النووي في شرح مسلم وذهب المحققون من أصحابنا إلى ترجيح القول بجواز تأخيرها ما لم يغب الشفق، وأنه يجوز ابتداؤها في كل وقت من ذلك، ولا يأثم بتأخيرها عن أول الوقت.
وعن صهيب مولى رافع بن خديج قال سمعت رافع بن خديج يقول ” كنا نصلي المغرب مع النبي صلى الله عليه وسلم فينصرف أحدنا وإنه ليبصر مواقع نبله ” وقد أجمع العلماء على أن وقت صلاة المغرب يبدأ بغروب الشمس، وقد بين النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، أن ذلك الوقت يقع ما بين غروب الشمس إلى غروب الشفق الأحمر الذي يكون في جهة الغرب، والأفضل أن يؤديها المسلم في أول وقتها، لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان إذا أذن المؤذن لها يصلي ركعتين، ثم يأمر بإقامة الصلاة، وقد كان يأمر أصحابه بأداء ركعتين قبل الفرض بقوله صلى الله عليه وسلم “صلوا قبل المغرب ركعتين، صلوا قبل المغرب ركعتين، لمن شاء
وأما عن كيفيّة أداء صلاة المغرب فتؤدى صلاة المغرب ثلاث ركعات، ويجهر الإمام أو الرجل في أول ركعتين، ويجلس بعدهما للتشهد، ثم يؤدى الركعة الثالثة، ويسرّ فيها بالقراءة، ويجلس بعدها للتشهد الأخير، وتؤدى باستقبال المصلي للقبلة بجميع بدنه من غير انحراف أو التفات، ثم ينوي صلاة المغرب، ثم يكبّر تكبيرة الإحرام بقول “الله أكبر” مع رفع اليدين حذو المنكبين، ثم يضع كف يده اليمنى على ظهر كف يده اليسرى، ويضعهما على صدره، ثم يقرأ دعاء الاستفتاح بأي صيغة من صيغه، وصلاة المغرب لها راتبة بعدية، وهي ركعتان، والسنة أن يصليها في بيته، لحديث السيدة عائشة وابن عمر رضي الله عنهم ” أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي راتبة المغرب في بيته ” وذات مرة صلى عليه الصلاة والسلام، المغرب في مسجد بني عبد الأشهل، فلما قضوا صلاتهم، رآهم يصلون راتبتها، فقال صلى الله عليه وسلم ” هذه صلاة البيوت ” رواه أبو داود.