#السودان.. المأساة تكبر ولا حلول في الأفق وتحذير أخير
ما زالت تواصل الأوضاع الإنسانية تدهورها السريع مع استمرار الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ قرابة 11 شهرا خلفت آلاف القتلي والمصابين في وقت بات البلد العربي الإفريقي على شفا المجاعة.
حذر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك من تبعات استمرار الصراع على الأوضاع الإنسانية، موضحا أن ما لا يقل عن 14 ألفا و600 شخص قتلوا في السودان بينما أصيب 26 ألفا آخرون جراء الصراع الدائر في البلاد منذ أكثر من عشرة أشهر، محذرا من أن حياة السودانيين تحولت إلى «كابوس» مستمر.
وأوضح تورك في بيان على أن الأرقام الفعلية للقتلى والجرحى أعلى من ذلك بكثير، موضحا أنها تشمل آلاف المدنيين ومن بينهم الكثير من النساء والأطفال.
صغوبة الأوضاع في السودان (الإنترنت)
قصف المدنيين بالطائرات
وذكر البيان الذي نقلته وكالة أنباء العالم العربي أن الحرب في السودان استخدمت فيها «أسلحة ذات تأثير واسع النطاق حتى في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان، والتي يتم إطلاقها من الطائرات المقاتلة والمسيرات والدبابات».
المفوض الأممي أشار إلى أن مكتبه تلقى تقارير عن تجنيد قوات الدعم السريع لمئات الأطفال في دارفور، وهو الأمر الذي فعله الجيش السوداني أيضا في شرق السودان.
وأضاف «هذه الممارسات تشكل انتهاكا صارخا للبرتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن مشاركة الأطفال في النزاعات المسلحة، والتي يلتزم بها السودان».
كما حذر تورك من أن هناك مخاوف حقيقية من أن يؤدي تسليح المدنيين في السودان إلى «تشكيل ميليشيا مدنية مسلحة غير خاضعة لرقابة محددة، مما يزيد من فرص انزلاق السودان إلى دوامة حرب أهلية طويلة الأمد».
اندلاع القتال
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023 بعد توتر على مدى أسابيع بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا.
الجوع يلاحق أطفال السودان ( الإنترنت)
جريمة حرب
اعتبر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان أن المنع المتعمد والواضح لوكالات الإغاثة من الوصول الآمن إلى داخل السودان الذي تمزقه الحرب يمكن أن يرقى إلى جريمة حرب، فيما تخوض قوات الدعم السريع شبه العسكرية قتالا مع الجيش السوداني للسيطرة على البلاد منذ أبريل من العام الماضي في حرب أسفرت عن مقتل الآلاف وتشريد الملايين داخل البلاد وخارجها وأثارت تحذيرات من حدوث مجاعة.
وقال تورك في كلمته أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف إن السودان أصبح «كابوسا حقيقيا». وأضاف أن «المنع المتعمد على ما يبدو لوكالات الإغاثة من الوصول الآمن ودون عوائق إلى داخل السودان يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي، وقد يرقى إلى مستوى جريمة حرب». وتابع «أدعو مجددا الطرفين المتحاربين إلى الوفاء بالتزاماتهما القانونية من خلال فتح الممرات الإنسانية فورا قبل فقدان المزيد من الأرواح».
أوضاع معيشية صعبة في السودان ( الإنترنت)
نهب إمدادات الإغاثة في السودان
وتتعرض إمدادات الإغاثة للنهب ويواجه العاملون في مجال الإغاثة هجمات في حين تشكو الوكالات الدولية والمنظمات غير الحكومية من العقبات البيروقراطية التي تحول دون الوصول إلى بورتسودان، التي يسيطر عليه الجيش، لإدخال المساعدات الإنسانية إلى البلاد.
وذكرت جماعة مدافعة عن النازحين داخليا يوم الثلاثاء الماضي أن الملايين في إقليم دارفور معرضون لخطر الموت جوعا بعد قرار الحكومة حظر توصيل المساعدات عبر تشاد.ويعني هذا فعليا إغلاق طريق حيوي للإمدادات إلى منطقة دارفور التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع. ووفقا للأمم المتحدة، يحتاج نصف سكان السودان، البالغ عددهم حوالي 25 مليونا، إلى المساعدة الإنسانية والحماية في حين نزح الملايين إلى جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان.
وقال تورك «مع اضطرار أكثر من ثمانية ملايين إلى النزوح داخل السودان وإلى البلدان المجاورة، فإن هذه الأزمة تقلب البلاد رأسا على عقب وتهدد بشدة السلام والأمن والأوضاع الإنسانية في أنحاء المنطقة بأكملها».