الدكرورى يكتب عن مشروعية صلاة الإستخارة “جزء 1”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
مشروعية صلاة الإستخارة “جزء 1”
قد يتعرض الانسان في حياته لكثير من الأمور الغيبية النتائج، ويقدم على أمور مجهولة العواقب، ولا يدري خيرها من شرها، أيقدم على هذا العمل أم لا، فشرع الله صلاة الاستخارة علاجا للتردد، وحلًا للمشكلة لكي ينقلب التردد ثباتا والشك يقينا، فيصبح مطمئن النفس هادئ البال راضيا بما قدر الله تعالى له، ولو كان شرا في الظاهر، وذلك لأنه قد استسلم لربه وتوكل عليه، فالاستخارة هو طلب مبني على ضعف وعجز من العبد، في معرفة موقع الخير وسبيله، والاستخارة كذلك دعاء جميل يحمل إلى الله تبارك وتعالى، من الإذعان، وتعظيم الله، والتفويض إليه، وهي أيضا عبادة مهمة حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليمها لأصحابه إذا همّ أحدهم بالأمر إذا قصده.
أو عزم عليه لا يدري هل فيه خير له أم لا في الحقيقة، لكنه في الظاهر يراه من مصلحته، فصلاة الاستخارة هى سنة، والدعاء فيها يكون بعد السلام كما جاء بذلك الحديث الشريف، ولكن ما هو وصف صلاة الإستخاره وكيف يؤديها الإنسان؟ فأقول لكم وهو أن يصلي الإنسان المسلم والموحد بالله عز وجل، ركعتين مثل بقية صلاة النافلة، ويقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وما تيسر من القرآن، ثم يرفع يديه بعد السلام ويدعو بالدعاء الوارد في ذلك، وهو عن النبى صلى الله عليه وسلم اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر.
“ويُسميه بعينه من زواج أو سفر أو غيرهما” خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به ” وهذا ما رواه الإمام البخاري في صحيحه، وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كالسورة من القرآن، ويقول إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم يقول اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي.
“ويسمى ذلك الأمر ” في ديني ومعاشي، وعاقبة أمري، أو قال عاجل أمري وآجله، فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر ” ويذكره ” شر لي في ديني ومعاشي، وعاقبة أمري، أو قال عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به، قال ويسمي حاجته” رواه البخاري، وقد أجمع العلماء أن الإستخاره، سنة عن النبى صلى الله عليه وسلم،ودليل مشروعيتها هو ما رواه البخارى أن النبى صلى الله عليه وسلم، قال “من سعادة ابن آدم استخارة الله، ومن سعادة بني آدم رضاه بما قضى الله، ومن شقوة ابن آدم تركه استخارة الله، ومن شقوة ابن آدم سخطه بما قضى الله” وهو حديث صحيح.
وأما عن شروط الإستخاره فهو النية، والأخذ بالأسباب، والرضا بقضاء الله، والاستخارة في الأمور المباحة فقط، وأيضا تلزم الإستخاره التوبة، ورد المظالم، وعدم الكسب أو المأكل من حرام، وأن تستخير في أي شيء حتى لو تمكن هذا الأمر منك وصار عندك الميل والرغبة في الأمر، فصلاة الاستخارة هي طلب الخيرة، ومعناها هو أن يطلب المسلم في دعاء صلاة الإستخارة من ربه سبحانه وتعالى أن يختار له ما فيه الخير له في دينه ودنياه، وهي سنة لمن أراد الإقدام على أي أمر، وأما عن آيات تقرأ في صلاة الاستخارة، فالمصلي يقرأ ما يشاء من القرآن الكريم في صلاة الاستخارة، ولكن يستحب له أن يقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة ” قل يا أيها الكافرون”
وفي الركعة الثانية يقرأ ” قل هو الله أحد ” وناسب الإتيان بهما في صلاة يراد منها إخلاص الرغبة وصدق التفويض وإظهار العجز لله عز وجل، وقد استحسن بعض العلماء أن يزيد في صلاة الاستخارة على القراءة بعد الفاتحة قولَه تعالى من سورة القصص ” وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون، وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون” في الركعة الأولى، وفي الركعة الثانية قولَه تعالى من سورة الأحزاب “وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا” وأما عن كيفية صلاة الاستخارة؟ فصلاة الاستخارة كما ذكرنا أن يصلي العبد ركعتين من غير الفريضة.