الرسول في غزوة بنى المصطلق “جزء 12”

الدكرورى يكتب عن الرسول في غزوة بنى المصطلق “جزء 12”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

الرسول في غزوة بنى المصطلق “جزء 12”

ونكمل الجزء الثانى عشر مع الرسول في غزوة بنى المصطلق، فقام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يستعذر من عبد الله ابن أبي ويقول من يعذرني في رجل بلغ أذاه في أهل بيتي فأظهر أسيد بن حضير سيد الأوس رغبته في قتله فأخذت سعد بن عبادة، سيد الخزرج، وهي قبيلة ابن أبي الحمية القبلية، فجري بينهما كلام فخفضهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سكتوا وسكت‏،‏ أما السيدة عائشة رضي الله عنها فقد مرضت بعد رجوعها شهرا كاملا ولم تعلم عن حديث الإفك شيئا ولم يخبرها رسول الله صلى الله ليه وسلم بشي، سوي أنها كانت لا تعرف اللطف الذي كانت تعرفه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما نقهت من مرضها خرجت مع أم مسطح إلى البراز ليلا فعثرت أم مسطح في مرطها، فدعت على ابنها فاستنكرت ذلك عائشة منها.

فأخبرتها بالخبر وقصت عليها القصة وأعلمتها بما يدور بين الناس من الحديث عنها رضي الله عنها فرجعت عائشة واستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم لتأتي أبويها فتستيقن الخبر فعرفت جلية الأمر فجعلت تبكي، فبكت لليلتين ويوما لم تكن تكتحل بنوم ولا يرقأ لها دمع حتى ظنت أن البكاء فالق كبدها، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم إلى بيت أهلها، فتشهد ثم قال‏ “أما بعد يا عائشة، فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه، ثم تاب إلى الله تاب الله عليه‏”‏‏ فقالت عائشة رضي الله عنها لأبيها أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم عني فيما قال فقال أبوبكر والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لأمها أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم عني.

فيما قال فقالت أمها والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت عائشة، والله لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم، وصدقتم به، فلئن قلت لكم‏، إني بريئة والله يعلم أني بريئة، لا تصدقونني ولئن اعترفت لكم بأمر، والله يعلم أني منه بريئة، لتصدقنى، والله ما أجد لي ولكم مثلا إلا قول أبي يوسف، قال ” فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون” ثم تحولت فاضطجعت على فراشها، فنزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسُرّى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك‏ فكانت أول كلمة تكلم بها‏ أن قال ” ‏يا عائشة، أما الله فقد برأك‏” قالت، فقالت لي أمي،‏ قومي إليه‏، فقالت عائشة والله لا أقوم إليه، ولا أحمد إلا الله عز وجل‏، وأنزل الله تعالى بشأن الإفك عشر آيات بدأها بقوله سبحانه وتعالى “إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذى تولى كبره منهم له عذاب عظيم”