في تحذير جديد.. كابلات الاتصالات البحرية بالقطب الشمالي والخليج في خطر
أكدت الرئاسة الإيطالية لمجموعة السبع، اليوم الجمعة، إن كابلات الاتصالات البحرية بالقطب الشمالي والخليج قد تتعرض مرة أخرى للهجوم، وإن أمنها أمر بالغ الأهمية.
وقال وزير الصناعة أدولفو أورسو بعد اجتماع مع نظرائه في مجموعة السبع، إن المجموعة ستتخذ خطوات في الأشهر المقبلة لتجنب أي حالة طوارئ جديدة في حالة تعطيل سلاسل التوريد الرئيسية، مثل أشباه الموصلات.
عطل بكابلات بحرية غرب أفريقيا يقطع الإنترنت عن دول بالقارة
وكان أدى عطل لحق بثلاثة كابلات بحرية على الأقل قبالة الساحل الغربي لأفريقيا إلى انقطاع خدمات الإنترنت على امتداد القارة.
تضررت خطوط الكابلات البحرية “نظام غرب أفريقيا” (West Africa Cable)، و”ماين ون” (MainOne) و”إيه سي إي” (ACE) -وهي مسارات بيانات الاتصالات الرئيسية- أمس الخميس، ما أدى إلى انقطاعات ومشكلات في الاتصال لمشغلي الهاتف المحمول ومزودي خدمات الإنترنت، وفقاً لبيانات من شركات تحليل الإنترنت، بما في ذلك “نت بلوكس” (NetBlocks)، و”كينتيك” (Kentik) و”كلاودفلير”، ولم يتم بعد تحديد سبب أعطال الكابلات.
تظهر البيانات انقطاعًا كبيرًا في الاتصال في ثماني دول في غرب أفريقيا، وكانت ساحل العاج وليبيريا وبنين هم الأكثر تضرراً، حسبما ذكرت هيئة مراقبة الإنترنت “نت بلوكس” في منشور عبر موقع “إكس”، كذلك تأثرت بالانقطاع كلٌ من غانا ونيجيريا والكاميرون، كما أبلغت العديد من الشركات عن انقطاع الخدمة في جنوب أفريقيا.
قال دوج مادوري، مدير شركة “كينتيك” لتحليلات الإنترنت: “هذه ضربة مدمرة لاتصالات الإنترنت على طول الساحل الغربي لأفريقيا، والذي سيظل في حالة متدهورة لأسابيع قادمة”.
تأتي أعطال الكابلات قبالة ساحل العاج بعد أقل من شهر من قطع ثلاثة كابلات اتصالات في البحر الأحمر، مما يسلط الضوء على ضعف البنية التحتية الحيوية للاتصالات، ومن المحتمل أن تكون مرساة سفينة شحن أغرقها المسلحون الحوثيون هي المسؤولة عن ذلك، وفقًا لتقييمات الولايات المتحدة و”لجنة حماية كابلات الإنترنت” المعنية بقطاع الكابلات .
مسار حيوي بين أوروبا وأفريقيا وآسيا
يعد البحر الأحمر مساراً حيوياً بالنسبة إلى الاتصالات، إذ يربط أوروبا بأفريقيا وآسيا عبر مصر، وتحمل الكابلات التالفة حوالي 25% من حركة تدفق البيانات في المنطقة، وفقاً لتقديرات شركة “إتش جي سي كوميونيكيشنز” (HGC Global Communications)، ومقرها في هونج كونج، والتي تستخدم هذه الكابلات، جرى تغيير هذا المسار عبر كابلات بديلة، بما في ذلك عبر الساحل الغربي لأفريقيا.
تؤدي المشكلات المتعلقة بالكابلات في القارة إلى التسبب بأزمة في القدرات، في ظل تدافع عملاء تلك الكابلات لإيجاد طرق بديلة.
قالت أكبر شركتي اتصالات لاسلكية في أفريقيا، وهما “إم تي إن جروب” (MTN Group) و”فوداكوم جروب”، إن مشكلات الاتصالات المتعلقة بأعطال الكابلات البحرية تؤثر على مزودي الشبكات في جنوب أفريقيا، وذكرت “فوداكوم” في رسالة نصية: “إن أعطال الكابلات البحرية المتعددة بين جنوب أفريقيا وأوروبا تؤثر حالياً على مزودي الشبكات”.
من جانبها، قالت “إم تي إن” إن الخدمات في العديد من دول غرب أفريقيا تأثرت، وإنها تعمل على “إعادة توجيه حركة التدفق من خلال مسارات شبكة بديلة”، وأكدت “التعامل مع شركائنا لتسريع عملية إصلاح الكابلات التالفة”.
تعطل خدمات “مايكروسوفت” السحابية
أبلغت شركة “مايكروسوفت” عن تعطل خدماتها السحابية وتطبيقات “Microsoft 365” في جميع أنحاء أفريقيا.
أوضحت “مايكروسوفت” في بيان تحديث للحالة: “ثبت لدينا أن العديد من كابلات الألياف على الساحل الغربي لأفريقيا قد تأثرت، مما أدى إلى انخفاض إجمالي القدرة التي تدعم مناطقنا في جنوب أفريقيا”، مضيفة أن انقطاع كابلات البحر الأحمر يؤثر أيضاً على الساحل الشرقي، وأضافت: “أثرت هذه الحوادث على جميع القدرات في أفريقيا -بما في ذلك مزودي الخدمات السحابية الآخرين والإنترنت العام أيضاً”.
في العام الماضي، تعرض نظام الكابلات في غرب أفريقيا، إلى جانب كابل آخر -نظام “جنوب المحيط الأطلسي 3”- لأضرار في موقع مختلف نوعاً ما، بالقرب من مصب نهر الكونغو في أعقاب انهيار تحت سطح البحر، وأدى فقدان الكابلات إلى توقف حركة التدفق الدولية على طول الساحل الغربي لأفريقيا، واستغرق إصلاحها حوالي شهر