عاجل..واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون يحذرون إيران من نفاد الوقت

عاجل..واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون يحذرون إيران من نفاد الوقت

حذّر وزراء خارجية الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا اليوم الخميس إيران من نفادذ الوقت، منتقدين بطء وتيرة سير المفاوضات وما تحقق إلى حدّ الآن بعد نحو ثماني جولات من المحادثات

ورأى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنه في الإمكان إعادة إحياء الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي بعدما تم تحقيق “تقدم متواضع” في المحادثات

وصرح لصحافيين بعد محادثات مع نظرائه الأوروبيين “يمكنني القول إننا شهدنا تقدّما متواضعا في الأسابيع الأخيرة الماضية من المحادثات” الجارية في فيينا بين إيران والقوى الكبرى وبالتالي “تقييمي بعد محادثاتي مع الزملاء، أن العودة إلى الامتثال المتبادل لا يزال ممكنا”

وبدورها أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في تصريحات أدلت بها خلال مؤتمر صحافي مشترك مع بلينكن على الحاجة إلى تحقيق “تقدّم عاجل” في المحادثات الرامية لإعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران

وقالت لصحافيين في برلين إن “النافذة لإيجاد حل تشارف على الإغلاق”، مضيفة “المفاوضات في مرحلة حاسمة. نحتاج إلى تقدّم عاجل للغاية وإلا فلن ننجح في التوصل إلى اتفاق مشترك”

واتفق بلينكن على أن المفاوضات أمام “لحظة حاسمة”، مؤكدا أن “الوقت ينفد” للتوصل إلى اتفاق

وشدد وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان من جهته على أنه لا يمكن للمفاوضات المنعقدة في جنيف بين القوى الكبرى وإيران أن “تمضي بهذا البطء” الذي سيجعل من إعادة إحياء الاتفاق النووي أمرا مستحيلا

ووصف التقدّم الذي تم إحرازه في المحادثات بأنه “جزئي وخجول وبطيء”، فيما لفت إلى وجود “حاجة ملحّة لتغيير الوتيرة وإلا فستكون نهاية خطة العمل الشاملة المشتركة حتمية” بالإشارة إلى الاتفاق باسمه الرسمي

وتأتي التصريحات بعد يوم من تشديد الرئيس الأميركي جو بايدن على وجوب عدم التخلي عن المحادثات مع طهران، مؤكدا إحراز “بعض التقدم”

ولفت بلينكن الأسبوع الماضي إلى أن “بضعة أسابيع بقيت” فقط لإنقاذ الاتفاق وأن بلاده على استعداد للنظر في “خيارات أخرى” في حال فشلت المحادثات

وأبرمت إيران وست قوى كبرى (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا)، اتفاقا في فيينا في العام 2015 بشأن برنامج طهران النووي، بعد سنوات من التوتر والمفاوضات الشاقة

وأتاح الاتفاق رفع العديد من العقوبات التي كانت مفروضة على إيران، في مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. إلا أن مفاعيله باتت معلقة منذ انسحاب الولايات المتحدة أحاديا منه العام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب وإعادة فرضها عقوبات قاسية

من جهتها تراجعت طهران عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق وذلك بشكل تدريجي بعد الانسحاب الأميركي

وبدأ أطراف الاتفاق بمشاركة أميركية غير مباشرة مباحثات في فيينا هذا العام بهدف إحيائه. وأجريت ست جولات من المفاوضات بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران من دون تحديد موعد لاستئنافها بعد

وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اليوم الخميس خلال زيارته الأولى لروسيا، إنه بحث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الملف النووي الذي يجري التفاوض في شأنه في فيينا، فجدد التأكيد على أن إيران “جادة في ما يتعلق بإبرام اتفاق إذا كانت الأطراف الأخرى جادة أيضا في شأن الرفع الفاعل للعقوبات”

وشدد على أن “طهران وفت بموجباتها، في حين خالفت الولايات المتحدة الاتفاق ولم يفِ الأوروبيون بالتزاماتهم”

وأضاف “سياسة إيران مفادها وفق فتوى المرشد الأعلى (للجمهورية الإسلامية) عدم السعي إلى أن نمتلك سلاحا نوويا وأن لا مكان لهذا السلاح في إستراتيجيتنا الدفاعية”

وكان رئيسي وصل إلى موسكو الأربعاء تلبيةً لدعوة من نظيره الروسي

واعتبر رئيسي الخميس من روسيا حيث يجري زيارة أن رفع مستوى العلاقات بين طهران وموسكو يؤدي إلى تحفيز التبادلات بينهما وخصوصا على المستوى التجاري وإلى تعزيز أمن البلدين

وقال في خطاب أمام النواب الروس في مجلس الدوما إن المستوى الحالي للعلاقات الثنائية مخيّب، داعيا إلى بذل جهود جدية لتعزيزها

وقال الرئيس الإيراني “نحن مصممون على تطوير العلاقات في المجالات كافة، أي على الصعيد السياسي والاقتصادي والتجاري والعلمي والثقافي”

ووصف المستوى الحالي للعلاقات بأنه “غير كاف”، مضيفا أنه ونظيره الروسي فلاديمير بوتين شددا في الاجتماع المشترك الأربعاء على أن هذا المستوى “غير مقبول”. ووسط تصفيق النواب الروس أكد عزم الطرفين “على تطوير هذه العلاقات”

وتوقع رئيسي أن “يحفّز تعزيز العلاقات الإيرانية الروسية اقتصادَي البلدين ويعزز الأمن الإقليمي والدولي”

واعتبر أن التعاون بين طهران وموسكو في ملف سوريا يشكّل نموذجا، إذ دعم البلدان بشكل مباشر نظام الرئيس بشار الأسد خلال الأعوام الأحد عشر للحرب الأهلية

ورأى أن “النموذج الناجح للتعاون بين إيران وروسيا في سوريا ومواصلة الشعب السوري وحكومته المقاومة ضمنا استقلال البلدين وترسيخ أمن المنطقة”

وتابع “لقد استفدنا من تعاون روسيا بقيادة الرئيس بوتين الذكية وهذا أمر يستحق الثناء. ويشكّل ذلك نموذجا فاعلا لتنمية التعاون الثنائي في مختلف المجالات”