معارك داريه بين الجيش السوداني والدعم السريع فى عدد من المناطق المحيطة بمدينة الأبيض
كتب /أيمن بحر
معارك داريه بين الجيش السوداني والدعم السريع فى عدد من المناطق المحيطة بمدينة الأبيض
تضاربت الأنباء حول الموقف الميدانى وعدد القتلى من الطرفين وقالت منصات تابعة للدعم السريع إن المعارك التي اندلعت حول مقر قوات الاحتياطى المركزى بمدينة الأبيض أسفرت عن مقتل 700 من قوات الجيش فى حين أشارت منصات أخرى إلى مقتل ألف جندى على الأقل من الطرفين.
وفيما قالت مصادر تابعة للجيش السودانى تصديه لهجوم نفذته قوات الدعم السريع أكدت الأخيرة مطاردتها لقوات فرقة الهجانة التابعة للجيش إلى داخل مناطق سكنية تبعد عن قيادة الفرقة بنحو 600 مترا مشيرة إلى تمكنها من استلام 13عربة قتالية و3 مدرعات ودبابتات وكمية من الاسلحة والذخائر.
ولم يتسن لنا التأكد من جهة مستقلة.يأتى هذا فيما أشارت تقارير إلى حشد قوات الدعم السريع أكثر من الآلاف من مقاتليها حول مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور التى شهدت عدد من أحياؤها خلال الساعات الماضية عمليات قصف جوى مكثفة واشتباكات بالأسلحة الخفيفة.
وتتصاعد المخاوف من مواجهة شاملة وشيكة بين الجيش وقوات الدعم السريع فى المدينة رغم النداءات الدولية الداعية لتجنب القتال فى المدينة.
وفى حين واصلت قوات الدعم السريع الدفع بآلاف المقاتلين المدججين بأسلحة خفيفة وثقيلة نفذ سلاح الجو التابع للجيش عدة طلعات فى سماء المدينة لكن قوات الدعم السريع قالت إن مضاداتها أبطلت مفعول تلك الطلعات وأسقطت طائرة من طراز انتينوف وفقا لمقطع فيديو نشرته منصات اعلامية تابعة لها.
ويقول مسؤولون فى منظمات دولية وسكان محليون إن الأوضاع الإنسانية فى المدينة ومعسكرات النازحين المحيطة بها تزداد سوءا فى ظل نقص حاد فى الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب
وحذرت الأمم المتحدة من خروج الأوضاع فى المدينة عن السيطرة مناشدة طرفى الحرب بوقف القتال وفتح الممرات الإنسانية لإنقاذ آلاف الجوعى المحاصرين فى المدينة.
وتتزايد المخاوف الدولية والمحلية من تفاقم الوضع المتأزم اصلا فى ظل الحصار الشديد الذى تعيشه الفاشر آخر مدن إقليم دارفور التى لا يزال للجيش وجود فيها. وتشهد المدينة ترديا شديدا فى الأوضاع الصحية والمعيشية وسط نقص حاد فى المعينات الطبية والسلع والمواد الغذائية التى تضاعفت أسعار بعضها ثلاث مرات خلال الشهرين الماضيين.
وقالت وكالات الأمم المتحدة فى بيان مشترك إن الوقت ينفد لمنع المجاعة بسبب تصاعد الاشتباكات حول الفاشر مما يعيق الجهود المبذولة لتقديم المساعدات المنقذة للحياة.
وقد أدى التصعيد الأخير لأعمال العنف حول الفاشر إلى إيقاف قوافل المساعدات من معبر الطينة الحدودى فى تشاد فى حين تمنع السلطات فى بورتسودان نقل المساعدات عبر أدرى وهو الممر الوحيد الآخر القابل للحياة عبر الحدود من الجارة الغربية للسودان بحسب بيان وكالات الأمم المتحدة.
وشددت وكالات الأمم المتحدة على وجوب تمكين العاملين فى المجال الإنسانى من استخدام معبر أدرى الحدودى ونقل المساعدات عبر الخطوط الأمامية من بورتسودان للوصول إلى الناس فى جميع أنحاء دارفور.بسبب الحرب
وتتزايد المخاوف من أن يؤدى القتال فى الفاشر إلى سقوط المزيد من المدنيين ويؤجج الصراعات القبلية خصوصا فى ظل الانقسامات الكبيرة بين الحركات المسلحة التى انقسمت مواقفها بين الانحياز لجانب الجيش والاصطفاف مع الدعم السريع فيما اتخذت مجموعة أخرى يقودها عضوا مجلس السيادة السابقان الهادى ادريس والطاهر حجر موقفا محايدا.
وعبر نمر عبد الرحمن والي شمال دارفور السابق عن مخاوفه من ان يؤدى القصف المدفعى والجوى لوقوع المزيد من الخسائر فى أوساط المدنيين ومفاقمة الوضع المعيشى والإنسانى بالمدينة.
وفى ذات السياق وصف الصادق على حسن عضو هيئة محامى دارفور الاصطفافات والانقسامات الحالية بـ الخطيرة قال إن الحرب فى طريقها للخروج من سيطرة جميع الأطراف بما فيها الجيش والدعم السريع والأطراف المسلحة الأخرى.
وأشار حسن إلى التبعات الكارثية التى قد تنجم عن الانقسامات المتزايدة فى الإقليم محذرا من ان يؤدى تكريس الاستقطاب بين المجموعات القبلية إلى توسيع رقعة الحرب ودخول البلاد فى الفوضى والحرب الأهلية الشاملة.