إنحدآر مـختلطـ..

إنحدآر مـختلطـ..

بقلم إيمان الشيخ

إنحدآر مـختلطـ..

المقصود بالإنحدار هو سقوط المؤشر إلى أسفل وإشارته لعلامات أقل من المتوسط أو قد تصل الإشارة إلى القاع على حسب نسبة الإنحدار،  وما نعانيه اليوم يعتبر إنحدار مختلط لأن هناك سقوط مجمع لكثير من القيم والأخلاق، فقد ظهرت صورة من الإنحدار المجتمعى والثقافى والدينى على الساحة العربية وأوكل هذا الإنحدار إلى غياب الوعى الدينى فالدين الإسلامى عبارة عن منهج كامل متكامل متى وُجِدَ وطُبِقَ بشكل صحيح  إرتفع المؤشر العام من الإنحدار إلى السمو والعلو، ولكن وبفضل الفراغ الذي تعاني منه الساحة الدعوية والثقافية والذي تعانى منه الساحة العربية  والعالم العربي عموماً، فنجد زيادة فى نسبة الإنحدار،فبالأمس القريب خرج علينا شخص لبنانى يدعى النبوة، أى هراء هذا بحق خالق السموات والأرض؟! ومتى ونحن على أبواب الساعة!!، رجل يدعى النبوة بعد مرور أكثر من الف وأربعمائة عام على ظهور آخر رسالة سماوية، ليس هذا المحزن فقط بل ما يجعل القلب يقطر دمه وجعا هو مناصرة بعض الأشخاص لمثل هذا الهراء،ولكن وعلى نفس المستوى ما أثلج صدرى وضمد جرحى هو تصريح لهذا الشخص عندما صنع لنفسه موقعا على مواقع التواصل الإجتماعي تحديدا مجموعة على الفيسبوك ليروج لنفسه من خلالها،صرح إلى عدم قبوله المصريين على هذه المجموعة،ورفضه التواصل معهم، ودخولهم على موقعه،وهذا إن دل على شئ يدل على مدى خوفه من بلد الأزهر وهذا دليل على صمود المصريين وعدم دخولهم فى سهم الإنحدار الدينى ولله الحمد، أما عن هذا الشخص فما قلته لنفسي عندما تعرضت لأخباره وربما هذا رأى الكثير  أن هذا شخص مريض وأغلقت أذني وعينى عن أخباره ولكن ما أدمى قلبى أن هناك بعض الأشخاص يروجون لأفكاره، هنا وقفت ولابد أن أقف،  إذ وجود أشخاص خلف هذه الحالة معناه أن المرض متفشى والخرق متسع فى الثوب فعلينا مجابهته والتصدى له، فصحيح أنه تم رفع دعوى قضائية  لدى النيابة العامة للتحرك لمواجهة هذا المدعي فى بلاده، ولكن الأمر برمته يطرح سؤالا كبيراً عمن يضبط حال الإنفلات الإعلامي والثقافي والديني التي نعاني منه على الساحة العربية وفى محيط الدول الإسلامية عامةً، ولماذا لا تتم مراقبة وسائل الإعلام التي تقدم  هذا الفساد؟، كما يجب أن يكون هناك حملة توعية وتوجيه حتى لا يقع الجيل الجديد فريسة للشعوذة ولهؤلاء الكاذبين، وأن يكون هناك قانون واضح يمنع ظهور المشعوذين وأمثالهم على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، لأن الأمر أكبر من هذا المدعى،فهناك أشخاص يدعون علمهم بالغيب ويظهرون على مواقع الميديا بحجة أنهم لديهم معرفة إستطلاع الغيب وتوقعات ما سيحدث على مداخل الأعوام الجديدة، وكل هذا محرم فى الدين الإسلامى وترفضه كل فطرة ءامنت ووحدت بالله لأنه لا يعلم الغيب إلا هو، والمطلوب أيضاً أن يقوم كل مسؤول بدوره وبالمهمات الملقاة على عاتقه حتى لا يزيد الفساد فساداً وإفسادا، وعلى المستوى الشخصى علينا جميعا أن نراقب أهلينا وذوينا ليس أبناءنا فقط ولكن كل من يقع تحت سيطرتنا مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما جاء فى الحديث الشريف عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه، والأمير راعٍ، والرجل راعٍ على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولدِه، فكلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤول عن رعيَّتِه))؛ متفق عليه.

وإنى من هنا من موقعى هذا أدعو كل مسلم وحد الله وءامن برسوله محمد ومن قبله رسالات الله جمعاء، أن يتصدى لكل مرض يتفشي فى الأمة وكل متسلق يحاول أن يظهر على أكتاف الدعوة والدين الحنيف واعلموا أن الدين لم يظهر وينتشر ويصل إلينا بسهولة بل بدفاع مستميت من المسلمين الأوائل أدى إلى إستشهادهم وفقدانهم بيوتهم وأسرهم وراحتهم، واليوم وبعد مرور قرون علينا الدفاع عن الدين  وحمايته من المدعين والمتسلقين، بالدعوة الصالحة له ونشر تعاليمه الصحيحة وإبادة الفتن فى مواطنها.