مشروعية الوضوء والطهارة “جزء 1” 

الدكرورى يكتب عن مشروعية الوضوء والطهارة “جزء 1” 

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

مشروعية الوضوء والطهارة “جزء 1”

إن من أجمل الأحكام والحكم ما يتعلق بالطهارة والوضوء، وذلكم أن الإسلام دين الطهارة والنقاء والنظافة والصفاء، وقد جمع بين تطهير الباطن والظاهر، وعند التأمل تتبدى لك أحكام جليلة وحكم جميلة تتبين فيها عظمة الإسلام ورقي أحكامه وسمو شريعته، فما أجمل أن يكون المسلم متوضئا، فإن الوضوء ينشط الجوارح ويزيد حركة الدم في البدن ويعيد فيه قوته ونشاطه وحيويته، ويوقف العبد أمام ربه بطهارة وروح عالية، ويجلب محبة الله عز وجل، للعبد وهناك فضائل وأجور ونظافة وطهور، والوضوء مأخوذ من الوضاءة، وهي الإشراقة والضياء والنور والصفاء والحسن والنظافة، وهي الحالة التي يكون عليها باطن المتوضئ وظاهره حينما يتوضأ، فهو علامة الإيمان.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن ” رواه ابن ماجة، والوضوء من العبادات الشريفة في الإسلام، فهو طهارة للبدن وللملابس من النجاسة التي يمكن أن تكون عليه، وإن من عظمة عبادة الوضوء أنها سبب لصحة الصلاة، والصلاة هي صلة بين العبد والله سبحانه وتعالى، وسبب لكل أبواب الخير، ويجب علينا أن نعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، صلى الصلوات الخمس بوضوء واحد صحيح، وكان ذلك عام الفتح، إلا أن السنة هي تجديد الوضوء عند كل صلاة، ولكن لا يجب الوضوء للصلاة إذا كان القائم لها على وضوء، ففي صحيح مسلم من حديث بريدة رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ عند كل صلاة.

فلما كان يوم الفتح توضأ، ومسح على خفيه، وصلى الصلوات بوضوء واحد، فقال له عمر بن الحطاب يا رسول الله، إنك فعلت شيئا لم تكن تفعله، فقال “عمدا فعلته يا عمر” رواه مسلم، وقد قال ابن عبد البر، رحمه الله، في التمهيد، الوضوء للصلاة ليس بواجب على القائم إليها إذا كان على وضوء، وأن دخول الوقت وحضور الصلاة لا يوجبان على من لم يحدث وضوءا، وعلماء المسلمين متفقون على ذلك، ويجب علينا أن نعلم جميعا أن الوهم في نقل حديث النبي صلى الله عليه وسلم، دون قصد يقع لكثير من الناس وحتى للمحدثين، وربما وقع لبعض الحفاظ، فلا يعد كذبا على النبي صلى الله عليه وسلم، لعدم تعمدهم له، لقوله صلى الله عليه وسلم “من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار” متفق عليه، وأما عن منزلة الوضوء في الإسلام قهى منزلة عالية.

فهو نصف الإيمان كما في صحيح مسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” الطهور شطر الإيمان ” والوضوء عبادة مستقلة وقربة كاملة حتى ولو لم تعقبه صلاة، وإن الأمر ليس مجرد غسل للأطراف وإزالة للأقذار، ولكنه أعلى وأجل، فالوضوء عبادة والوضوء محو للذنوب وكفارة للخطايا ورفعة للدرجات وسبب لدخول الجنة وحرز من الشيطان وحفظ من الشرور ومنافع للقلوب والأبدان، ومن أقوال النبي صلى الله عليه وسلم، والتى فيها البشارة والحث على الوضوء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ” إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء،

فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كانت بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقيّا من الذنوب ” رواه مسلم، والوضوء في الشرع الإسلامي هو طهارة مائية تخص أعضاء معينة على صفة مخصوصة بنية التعبد، وأما عن الأفعال المخصوصة فهي النية، وإيصال الماء إلى أعضاء مخصوصة، وأما عن أركانه، فهى النية عند غسل الوجه، وغسل الوجه، ثم غسل اليدين إلى المرفقين، ثم مسح الرأس أو جزء منه ثم غسل الرجلين، وهذه الأركان بمعنى الأسس التي لا يصح الوضوء إلا بها، وهناك أفعال أخرى مشروعة للوضوء، منها ما هو فرض عند بعض العلماء كالترتيب.

أو الترتيب والموالاة عند البعض، ومنها ما هو واجب عند البعض، كما أن للوضوء شروط وسنن وأحكام أخرى محلها كتب الفقه، والوضوء هو أول مقصد للطهارة، لأنه مطلوب أساسي للصلاة، وهو من أهم شروط الصلاة وفي الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ ” والوضوء بضم الواو هو اسم للفعل وهو استعمال الماء في أعضاء مخصوصة وبفتحها اسم للماء الذي يتوضأ به وهو مأخوذ من الوضاءة وهى الحسن والنظافة والضياء من ظلمة الذنوب وسمي بذلك لما يضفي على الأعضاء من وضاءة بغسلها وشرعا استعمال الماء الطهور في الأعضاء الأربعة وهي الوجه واليدين والرأس والرجلين، وأيضا فهو حل لعُقد الشياطين.