مشروعية الوضوء والطهارة “جزء 8” 

الدكرورى يكتب عن مشروعية الوضوء والطهارة “جزء 8” 

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

مشروعية الوضوء والطهارة “جزء 8”

ونكمل الجزء الثامن مع مشروعية الوضوء والطهارة، وأما عن شعور الإنسان أثناء الصلاة كأنه يخرج منه بول هل يبطل الصلاة؟ فهذا الشعور لا يبطل به الوضوء، ولا الصلاة، لأنه مجرد وسوسة من الشيطان، وصلاتك صحيحة، ولا يضرك هذا الوسواس إلا إذا جزمت وتحققت أنه خرج منك بول، فإذا جزمت بذلك، فعليك أن تعيد الاستنجاء والوضوء والصلاة، وتغسل ما أصاب بدنك وملابسك من البول، وأما عن السائل الأبيض الخارج من المرأة هل ينقض الوضوء؟ فكل ما يخرج من الفرجين من السوائل فهو ينقض الوضوء، بحق الرجل والمرأة، وأما عن حكم مصافحة المرأة الأجنبية وهل تنقض الوضوء؟ فإنه لا يجوز للرجل أن يصافح المرأة الأجنبية، لقول النبى صلى الله عليه وسلم.

“إني لا أصافح النساء” وقول السيده عائشة رضي الله عنها والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط، ما كان يبايعهن إلا بالكلام ولما في مصافحتهن من أسباب الفتنة،أما مس المرأة ففي نقضه للوضوء خلاف، وقد تكلمنا عنه بالتفصيل فى الجزء السابق، وأما عن كيفية الوضوء؟ فهى أن تغسل يديك ثلاثا، وتتمضمض وتستنشق ثلاثا، والمضمضة وهى جعل الماء في الفم ومجه وطرحه، والاستنشاق هو جذب الماء بالهواء إلى داخل الأنف، ثم تغسل وجهك ثلاثا، ثم تغسل يديك إلى المرفقين ثلاثا، ثم تمسح رأسك، وتمسح الأذنين، ثم تغسل رجليك إلى الكعبين ثلاثا، وهذا هو الأكمل، وقد ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، في أحاديث في البخاري ومسلم.

رواها عنه عثمان وعبد الله بن زيد وغيرهما، وقد ثبت أيضا عنه في البخاري وغيره أنه توضأ مرة مرة، وأنه توضأ مرتين مرتين بمعنى أنه يغسل كل عضو من أعضاء الوضوء مرة، أو مرتين، وأما عن الاستنشاق فهو جزء من الوضوء وفيه من الفوائد الكثير فقد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم، أنه قال “بالغ في الاستنشاق ما لم تكن صائما” وحديث لقيط قال قلت يا رسول الله أخبرني عن الوضوء قال “أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق ما لم تكن صائما” ولاستنشاق هو جعل الماء في الأنف، والمبالغة هو إيصال الماء إلى البلعوم عن طريق الأنف، وكانت هذه نبذه بسيطه عن موجبات الوضوء ومكروهاته ونواقضه وإضافة إلى ما تقدم، فقد أكرم الله عز وجل.

المؤمن أن أعدّ له كل مطهّر في الجنة، وجعل الله عز وجل، بيوته التي يرتادها المؤمن طاهرة، بل أمر أن تكون كذلك، وأن يساهم الجميع في إبقائها طاهرة، ولقد طهّر الله عز وجل، كتابه الذي هو المنهج لكل مؤمن، فلا يمسه إلا طاهر، والله تعالى يحب كل مؤمن متطهر، ومن هنا تتجلى لنا أهمية أن يكون المؤمن طاهرا متطهرا، وإن من أعظم أنواع الطهارة وأهمها في شرع الله عز وجل هى الوضوء، فتلك العبادة العظيمة، والشعيرة الجليلة، التي تتقدم كل صلاة لله تعالى، إذ لا صلاة لمن لا وضوء له، ومن عظم قدر شعيرة الوضوء فإن لها آثارا عظيمة جدير بالمؤمن أن يقف عندها ويتأملها لتكون له دافعا للإتيان بها على الوجه الذي يرضي الله عنه .