الدكرورى يكتب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبه ” جزء 1″
بقلم/ محمـــد الدكـــرورى
عبيد الله بن عبد الله بن عتبه ” جزء 1″
لقد كان فقهاء المدينة المنوره، هم سبعة أو عشرة من كبار التابعين الذي انتهى إليهم العلم والفتوى في المدينة المنورة، ويسمّون بالفقهاء السبعة، وهم الفقهاء الذين اتخذهم الخليفه الأموى عمر بن عبد العزيز، مستشارين له فيما يعرض عليه من أمور عندما كان والياً على المدينة، والفقهاء السبعة، وهي عبارة أطلقها الفقهاء على سبعة من التابعين، حيث كانوا متعاصرين بالمدينة، وعلى الرغم من أنه كان في عصرهم جماعة أخرى من العلماء، إلا أن الفقهاء السبعة كانوا في عصر واحد قريب من الهجرة، وعنهم انتشر العلم والفتيا في الدنيا، ولما صارت بالمدينة الفتوى إليهم بعد الصحابة واشتهروا بها خُصوا بهذه التسمية، وقد كان في عصرهم جماعة من العلماء والتابعين.
ولكن الفتوى لم تكن إلا لهؤلاء السبعة، وقد ذكرهم ابن القيم في كتابه أعلام الموقعين، فقال وكان المفتون بالمدينة من التابعين هم سعيد ابن المسيب، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد، وخارجة بن زيد، وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وأبان بن عثمان، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وأبا بكر بن عبد الرحمن بن حارث بن هشام، وسليمان بن يسار، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وهؤلاء هم الفقهاء السبعة، وسوف نتكلم عن الفقيه والإمام عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي، وهو تابعي مدني، وهو أحد رواة الحديث النبوي الشريف، وهو أحد فقهاء المدينة السبعة، وهو مفتي المدينة وعالمها، وقد لقي عددا كثيرا من الصحابة رضوان الله عليهم.
وكانت الرياسة في الجاهلية إلى جده صُبح بن كاهل، وكان رضي الله عنه عالما ناسكا، وكان موثوق الرواية لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ولد أبو عبد الله عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلى، في المدينة المنورة في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه، أو بعدها بقليل، وهو أخو المُحدث عون بن عبد الله بن عتبة، وهو حفيد الصحابي عتبة بن مسعود، أخو الصحابي عبد الله بن مسعود، وقد نشأ ابن عتبة في المدينة المنورة، وتفقّه فيها ونبغ، حتى صار أحد فقهاء المدينة السبعة من التابعين في زمانه، وهو الذي تأدّب على يديه عمر بن عبد العزيز وقت نشأته في المدينة، وقد أثنى عليه الزُهري، فقال.
كان عبيد الله بن عبد الله لا أشاء أن أقع منه على ما لا أجده إلا عنده، إلا وقعت عليه، وقال أيضا كان عبيد الله بن عبد الله بحرا من بحور العلم، والزهرى، هو ابن شهاب القرشي الزهري أبو بكر المدني، وقد سكن الشام، وقد ولد الزهرى سنة ثمان وخمسين بعد الهجرة، في آخر خلافة معاوية بن أبى سفيان، وهى السنة التي ماتت فيها السيدة عائشة زوجة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ورضى الله عنها، وقد ذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة من أهل المدينة، وأسند الزهري أكثر من ألف حديث عن الثقات وقيل أن مجموع أحاديث الزهري كلهاالفين ومائتين حديث، وقد نشأ الزهرى فقيرا فأكب على العلم، ولازم بعض صغار الصحابة وعلماء التابعين، فمن الصحابة
أمثال أنس بن مالك، وسهل بن سعد الساعدي، ومن التابعين، فقهاء المدينة السبعة، وعبيد الله بن عمر، وغيرهم من كبار التابعين، وقد قال أحمد بن حنبل عن الزهرى، أنه أصح الأسانيد الزهري عن سالم بن عبد الله عن أبيه، وقد توفي الزهرى، ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة مائه وأربعه وعشرين من الهجره، ودفن بشغب، وهو آخر حد الحجاز وأول حد فلسطين، وأما عن عبيد الله بن عبد الله، فكان رضي الله عنه مؤدبا لعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أمير المؤمنين، وقد ذكره في مجلس من مجالسه فقال “لأن يكون لي مجلس من عبيد الله أحب إليّ من الدنيا” وقال أيضا “والله إني لأشتري ليلة من ليالي عبيد الله بألف دينار من بيت المال”