الدكروري يكتب عن العلم هو الطريق إلي الجنة ” جزء 1″
بقلم / محمـــد الدكـرورى
العلم هو الطريق إلي الجنة ” جزء 1″
إن العلم هو ذلك النور الذى يضئ لنا الطريق وهو الشعاع الذى يدخل علينا فنبصر من خلاله على أمور الدنيا التى تعيننا على أمور الاخره وهو الطريق الذى يعرفنا الى طريق الله عز وجل والعلم هو طريق الى الجنة ونعيمها في الدنيا والآخرة ومع ذلك فإن مجالس العلم مظنات السكينة والرحمة وتنزلات الملائكة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله فى الدنيا والآخرة، ومن يسر على معسر، يسر الله عليه فى الدنيا والآخرة، والله فى عون العبد ما كان العبد في عون أخية، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له به طريقا إلى الجنة،
وما اجتمع قوم فى بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا حفتهم الملائكة ونزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده، ومن أبطأ به علمه لم يسرع به نسبة” رواه ابن ماجه، وعن صفوان بن عسال رضي الله تعالى عنه قال ” آتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو فى المسجد متكئ على برد له أحمر، فقلت له يا رسول الله، إنى جئت أطلب العلم، فقال “مرحبا بطالب العلم، إن طالب العلم تحفه الملائكة وتظله بأجنحتها، ثم يركب بعضهم بعضا حتى يبلغوا السماء الدنيا من محبتهم لما يطلب” وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال “من سلك طريقا يطلب فيه علما، سلك الله له به طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم، وإن العالم يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، حتى الحيتان في البحر،
وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورّثوا دينارا ولا درهما، إنما ورّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر” والعالم الصالح مقدم في أبواب الفضل على العابد كما جاءت بذلك الأحاديث، فقد قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم “وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب” وإن للعمل في الإسلام مكانة عالية ومنزلة رفيعة وعبادة عظيمة لله وامتثال لأمره، عن طريقه تقوم الحياة، وتعمر الديار، وتزدهر الأوطان، ويحدث الاستقرار، أمر به سبحانه وتعالى فقال “فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون” وقد اعتبر الإسلام العمل نوعا من أنواع الجهاد في سبيل الله، فقد رأى بعض الصحابة شابا قويا يسرع إلى عمله، فقالوا لو كان هذا في سبيل الله،
فردَّ عليهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله “لا تقولوا هذا فإنه إن كان خرج يسعى على ولده صغارا فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان” ولقد حث الله سبحانه وتعالى على العلم وبين منزلة العلم والعلماء والثواب العظيم عند الله تعالى، فقال سبحانه وتعالى فى سورة المجادلة ” يا ايها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا فى المجالس فافسحوا يفسح الله لكم، وإذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير” ولقد ذم الله تعالى الجهل والجاهلين وحذر منه، وبيّن سبحانه أنه سبب إعراض المعرضين عن دعوة الأنبياء والمرسلين.
وأن الناس لجهلهم كذبوا بهم، فيقول الله تعالى مخبرا عن قول نوح لقومه، كما جاء فى سورة هود ” ويا قوم لا أسألكم عليه مالا إن أجري إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقوا ربهم ولكنى أراكم قوما تجهلون” ولقد وردت في القرآن الكريم آيات عديدة للتحذير مِن مخاطر الجهل، ومنها قول الله سبحانه وتعالي فى سورة الفرقان ” وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما” فلا يخفى على عاقل أن العلم أفضل مكتسب و أشرف منتسب، وأطيب ثمرة تجتني، به يتوصل إلى معرفة الحقائق ويتوسل به إلى نيل رضى الخالق، وهو أفضل نتائج العقل وأعلاها وأكرم فروعه وأزكاها، لا يضيع أبدا صاحبه، ولا يفتقر كاسبه، ولا تنحط مراتبه، ونور زاهر لمن استضاء به.