العلم هو الطريق إلي الجنة ” جزء 2″

الدكروري يكتب عن العلم هو الطريق إلي الجنة ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـرورى

العلم هو الطريق إلي الجنة ” جزء 2″

ونكمل الجزء الثاني مع العلم هو الطريق إلي الجنة، وفي سنن أبي داود أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه جمع أهل الكوفة، فلما اجتمعوا عليه قال لهم يا أيها الناس انظروا إليّ، فنظروا فقام وتوضأ، فلما انتهى قال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ، وكان أبو الحسن علي بن أبي طالب يتوضأ ويقول للناس هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ، فهل عز علينا أن ندعو الناس في القرى والضواحي، وأن نجلس بين أيديهم، ونتوضأ كما توضأ الرسول صلى الله عليه وسلم ونقول هكذا توضأ الرسول صلى الله عليه وسلم أليس بعلم, والله ربما يكون وضوءك مرة واحدة أمام جمع من الناس أو قرية من القرى، فية الخير الكثير والكثير، فالعلم هو الصاحب في الغربة، والمؤنس في الخلوة وهو الشرف في النسب فقال الله تعالى فى سورة المجادلة ” يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أتوا العلم درجات”

وعن ابن مسعود وابن عمر رضي الله عنهم أجمعين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا حسد إلا في اثنتين، رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وأطراف النهار” وفي رواية أخرى قال صلى الله عليه وسلم “رجل آتاه الله الحكمة فهو يتعلمها ويعلمها الناس” والرسول صلى الله عليه وسلم يقف للأمة ويقول “من سلك طريقا يتلمس فيه علما، سهل الله له به طريقا إلى الجنة” فقم يا طالب العلم، وقم يا أيها الشاب، وقم أيها المتجه في ركب الصحوة واجلس في حلق الذكر، وزاحم العلماء بالركب، فإن الملائكة تظلك بأجنحتها، وتضع لك الأجنحة رضا بما تصنع، وطريقك ميسور مسهل إلى الجنة، ويقول صلى الله عليه وسلم “بلغو عني ولو آية” رواه مسلم وغيره، يقول صلى الله عليه وسلم “بلغوا عني”

والبلاغ لا يأتي إلا بالعلم، فالله الله ولو آية، الله الله ولو حديث، ليكون لك موقف يوم القيامة، لتشرب من الحوض المورود الذي طوله شهر وعرضه شهر، وعدد آنيته عدد نجوم السماء، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا، وأول ما يشرب منه من بلغ الرسالة إلى الناس، والرسول صلى الله عليه وسلم يتحدث عن العلم فيثني عليه كثيرا فيقول “الدنيا معلونة ملعون ما فيها، إلا ذكر الله وما والاه أو عالم أو متعلم” رواه الترمذي وابن ماجة، ويقول صلى الله عليه وسلم “إن معلم الناس الخير يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر، وحتى النملة في جحرها” هذا الحديث رواه الترمذي، وعن أبي الدرداء رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “من سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له به طريقا إلى الجنة”

ثم يقول صلى الله عليه وسلم “وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يخلفوا درهما ولا دينارا، وإنما خلفوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر” رواه الترمذي، ويدعو النبي صلى الله عليه وسلم إلى التعليم، فيقول في “لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم” فهداية الرجل الواحد إنما هو بالعلم، وقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه ” لموت ألف عابد قائم الليل صائم النهار، أهون من موت العاقل البصير بحلال الله وحرامة” وحتى بعد الموت تنال بركات العلم أهله فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم “إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به” أو ولد صالح يدعو له”

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال “إن الشياطين قالوا لإبليس يا سيدنا ما لنا نراك تفرح بموت العالم ولا تفرح بموت العابد، والعالم لا نصيب منه والعابد نصيب منه؟ قال أنطلقوا، فأنطلقوا إلى عابد فأتوه فقالوا نريد أن نسألك، فقال إبليس هل يقدر ربك أن يجعل الدنيا في جوف بيضة؟ فقال هذا الجاهل الذي تعبّد لله بالجهل فقال لا أدري، فقالوا أترونه كفر في ساعة؟ ثم جاوزوه إلى عالم في حلقته يُضحك أصحابه ويحدّثهم، فقالوا نريد أن نسألك، فقال سلوا، فقالوا هل يقدر ربك أن يجعل الدنيا في جوف بيضة؟ فقالوا نعم، قالوا كيف؟ فقال يقول كن، فيكون، فقال إبليس أترون هذا أم العابد؟ العابد لا يعدوا نفسه، وهذا أي العالم يفسد على عالم كثيرة أي بتعليمه للناس” فالعلماء هم الأعلام على طريق الهدى، وهم كالنجوم يُهتدى بهم.