الدكرورى يكتب عن ضوابط بناء الأسرة ” جزء 5″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ضوابط بناء الأسرة ” جزء 5″
ونكمل الجزء الخامس مع ضوابط بناء الأسرة، ويطلق مصطلح الأسرة في المعجم الخاص باللغة العربية على جماعة من الناس تجمعهم صلات دم أو زواج يعيشون معا في بيت واحد وكل فرد في داخل هذه الأسرة له دور هام فيها يجب عليه القيام به، ويتميز أفراد الأسرة الواحدة بأنهم يتفاعلون مع بعضهم البعض وتجمع مشاعر الألفة والمحبة بينهم والأسرة هي المكون الأساسي للمجتمع، والذي يبدأ فيها أي إنسان حياته العادية، وكما تعرف الأسرة من حيث الجانب الوظيفي، الذي يتضمن الأب وألام والأطفال الصغار ولكن التعريف هنا يركز على المفهوم الوظيفي للاب وألام، أي الوظيفة التي يشغلها كل منهم التي تساعدهم على توفير الموارد المادية للإنفاق على الأسرة والأطفال بشكل يوفر لهم الحياة الكريمة، ويجب أن يحتوي هذا التعريف الوظيفي
على عدة جوانب وشروط يجب على كل أسرة تجاوزها واستيفاء كافة النقاط الخاصة بهذا الجانب الوظيفي، وفي حالة عدم استيفاء أي نقطة من نقاط التعريف الوظيفي للأسرة لا يعترف الخبراء بهذه الجماعة بأنها عائلة أو أسرة من الناحية الوظيفية، وأما عن تعريف الأسرة من الجانب النفسي ومن الناحية النفسية فتعرف الأسرة بأنها هذه العلاقة الموجودة بين الرجل والمرآة المبنية على المودة والرحمة، ومشاعر المحبة والألفة التي تكون موجودة في رابطة الزواج التي تجمعهم، والتعريف من هذا الجانب يعني التأكيد على حقوق وواجبات كل جانب من الجانبين وهو يؤكد على حقوق وواجبات الرجل وحقوق وواجبات المرأة، وواجباتهم تجاه الأطفال ورعايتهم المادية والنفسية وتوفير جو أسرى هادئ ودافئ يساعدهم على النمو بشكل سليم
كما يؤكد هذا التعريف على أهمية دور المرأة في بناء الأسرة ورعايتها، فالمرأة التي تكون حصلت على تعليم دراسي متقدم ولديها وظيفة يمكنها أن تساعد أسرتها في العديد من الأمور من الناحية النفسية والدراسية كما تساعد في زيادة موارد الأسرة بصفة عامة، وإن للتربية هدفان أساسيان هما تكوين الفرد وصقل شخصيته، والمساهمة في ترقية المجتمع وتطويره، ومن الجدير بالذكر أن قيام الأسرة بدورها في الرعاية والتربية باعتبارها المؤسسة التي لا يمكن الاستغناء عنها في هذه المجالات من شأنه أن يساهم في إبراز أهميتها العظمى وهي الأهمية الاجتماعية، وتكمن أهمية الأسرة في أنها تبني شخصية الطفل اجتماعيا ونفسيا لكي يكون قادرا على القيام بدوره في المستقبل، بحيث يصبح الطفل قادرا على تحمل المسؤولية، فيتم تعزيز قيم ومبادئ الاحترام والتقدير لذاته وللآخرين.
فإذا ضعفت الخلية الأولى في المجتمع وهي الأسرة ضعف أساس الفرد ونقطة ارتكازه مما يؤدي إلى معاناة المجتمع من الانحطاط الفكري والإنساني في العلاقات الإنسانية وغياب التكامل الاجتماعي بين مختلف أوساط المجتمع، ويمكن تلخيص دور الأسرة التربوي في أنها تنشئ الروابط الأسرية والعائلية للطفل، والتي تكون أساسا لتشكّل العواطف الاجتماعية لدى الطفل والتي تدفعه للتفاعل مع الآخرين، وكذلك تهيئ الأسرة للطفل اكتساب مكانة معينة في البيئة والمجتمع، حيث تعد المكانة التي توفرها الأسرة للطفل بالميلاد والتنشئة محددا مهما لمعاملته في المجتمع ونظرة الآخرين إليه، وكذلك أيضا تعتبر الأسرة الوسيط الأول والموثوق لنقل ثقافة المجتمع إلى الأطفال، ونقل الثقافة من جيل الآباء إلى جيل الأبناء، وتمثّل الأسرة المرجعية الأولى للطفل في معارفه.
وقيمه، ومعاييره، فهي توفر للطفل المصدر الأول لإشباع الحاجات الأساسية له، وتشكّل الأساس الاجتماعي والنفسي له أيضا، وتنفرد الأسرة بتزويد الطفل بمختلف الخبرات أثناء سنوات تكوينه الأولى، وتكون الأسرة مسؤولة عن تكوين القيم الروحية والوجدانية والخلقية، وتعليم الأفراد أدوارهم المتوقعة منهم، وتكون الأسرة الشخصية الإنسانية والقومية في المجتمع، وتغرس في أفرادها مفاهيم حب الوطن والانتماء إليه، وتعلمهم التفاعل الاجتماعي وتكوين العلاقات الاجتماعية، وتلعب الأسرة دورا فاعلا بكونها أكثر المؤسسات انضباطا فمن خلال الرقابة والضبط الاجتماعي تعمل الأسرة على توجيه السلوك الوجهة السليمة التي تنسجم مع المجتمع، ولقد اعتنى الشرع الشريف بالأسرة عناية خاصة لما تؤديه من وظائف أساسية تحافظ من خلالها على وجود النوع البشرى.