أول محاولة اغتيال إرهابية يرتكبها الإسرائيليون هى.
أول محاولة اغتيال إرهابية يرتكبها الإسرائيليون هى..
القرآن الكريم ملئ بقصص بني صهيون ،ولكن بحسب القصص القرآني تعد أول محاولة إرهابية إسرائيلية ارتكبها الأسباط أبناء نبي الله يعقوب والملقب بـ”إسرائيل”، كانت محاولة قتل سيدنا يوسف شقيقهم من زوجة أبيهم راحيل بنت لابان وهي أم بنيامين أيضًا، وقد تزوجها النبي يعقوب بعد سبع سنوات من زواجه من أختها الكبرى ليا بنت لابان، إذ لم تكن محبة سيدنا يعقوب الملقب بـ”إسرائيل” لانبه يوسف تخفى على إخوته، فكيف وهم يعيشون في بيت واحد، وظل هذا الأمر حبيسًا في صدورهم، إلى أن جلسوا يومًا يبثون الشكوى ويتشاورون فيما بينهم، وقد امتلأت صدورهم بالحقد والحسد على يوسف وأخيه الأصغر، فأدركوا بلا شك بأنهما أحب إلى أبيهم منهم، ووصفوا أباهم بالضلال “أي بالخطأ مما فعله”، وبدأوا يفكرون في طريقة يتخلصوا فيها من يوسف “إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إلى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ”.
أول محاولة اغتيال إرهابية يرتكبها الإسرائيليون هى.
لكن أخوة يوسف أصروا على تنفيذ خطتهم، فعادوا إلى أبيهم وسألوه عن سبب رفضه لخروج يوسف معهم ولِمَ لا يأتمنهم عليه “قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ”.
أول محاولة اغتيال إرهابية يرتكبها الإسرائيليون هى.
وطلب الأبناء بتودد من يعقوب أن يسمح ليوسف بالخروج معهم في اليوم التالي كي يرتع ويلعب، ووعدوه بأنهم سيحفظوه ويحموه حتى يعود إليه “أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ “، إلا أنَّ يعقوب أبدى عدم ارتياحه لطلبهم، وخاف أن يغفلوا عن يوسف وينشغلوا عنه فيأتيه ذئب فيأكله “قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ”.
أول محاولة اغتيال إرهابية يرتكبها الإسرائيليون هى.
وطمأن الأبناء أباهم أنَّ يوسف سيكون في أيدٍ أمينة، وأنهم سيحفظونه كما وعدوه، متباهيين بقوتهم وكثرتهم “قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ”، فرضخ يعقوب لطلبهم ووافق على ذهاب يوسف معهم، ولكنه ظل يتوجَّس خيفة في نفسه من أن يصيب يوسف مكروه.
أول محاولة اغتيال إرهابية يرتكبها الإسرائيليون هى.
المؤامرة عليه وإلقاؤه في البئر
أدرك إخوة يوسف مؤخرا أنهم حصلوا على مرادهم، وبعد أن خرجوا من منزلهم وذهبوا بيوسف بعيدًا عن أبيه، اقترح أن يقتلوا يوسف أو ينفوه إلى مكان بعيد عن المنزل إلى أرض خلاء كي تأكله السباع، ثم ينفردوا بمحبة أبيهم لهم، إلَّا أن أحدهم لم يوافق على قتل واقترح أن يلقوه في البئر ويلتقطه أحد القوافل التي تمر في المنطقة، وأجمعوا هذه المرة على إلقائه في البئر فلم يعترض منهم أحد، وأوحى الله إلى يوسف دون أن يشعر إخوته ألاَّ يحزن مما هو فيه، فإن الله سيجعل له من بعد ذلك فرجًا ومخرجًا حسًنا، وسينصره عليهم ويعليه ويرفع درجته، وسيخبرهم يوسف بما فعلوا معه من هذا الصنيع لاحقًا “فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ “.
أول محاولة اغتيال إرهابية يرتكبها الإسرائيليون هى.
ثم ألقى الأخوةُ يوسفَ في البئر المظلمة، وظلوا عنده حتى غربت الشمس وغاب الشفق ودخل الليل، واختاروا هذا الوقت لأنه وقت لا يمكن فيه البحث عن يوسف.
أول محاولة اغتيال إرهابية يرتكبها الإسرائيليون هى.
عاد الأبناء إلى أبيهم ليلًا “وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ”، متظاهرين بالبكاء والحسرة والندم على فقدان أخيهم، مظهرين لوالدهم الأسف والجزع على يوسف، وأخبروا أباهم بأنهم ذهبوا ليتسابقوا فيما بينهم، وتركوا يوسف عند أمتعتهم، لأنه لا يقوى مثلهم على الاستباق ومن أجل أن يحفظ المتاع، فحدث ما حدث وأكله الذئب.
أول محاولة اغتيال إرهابية يرتكبها الإسرائيليون هى.
كان الأخوة شبه متيقنين بأن والدهم لن يصدق روايتهم “قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ “، ولكي تكتمل المؤامرة ويقنعوا آباهم بروايتهم جاءوا بقميص يوسف وعليه دم كذب “أي ليس دم يوسف ربما من شاه أو نحوها”، في محاولة لإقناع يعقوب بأن هذا قميص يوسف الذي أكله فيه الذئب وقد أصابه من دمه، لم يقتنع يعقوب بالرواية وحزن حزنًا شديدًا، وأعلن لهم أن ما حدث ليس كما قالوا، بل إنهم يخفون شيئا في صدورهم، طالبًا من الله أن يلهمه الصبر على فراق يوسف، وأن يفرِّج الله بعونه ولطفه هذا الهم عن قلبه “وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ “.