لهذه الأسباب تراجعت أسعار الأصول من الأسهم إلى العملات المشفرة

لهذه الأسباب تراجعت أسعار الأصول من الأسهم إلى العملات المشفرة

شرارة الهبوط الأولى كانت من أميركا بعد البيانات الاقتصادية الضعيفة

الاضطرابات الجيوسياسية تقلل من شهية المخاطرة وقد يمتد تأثيرها إلى إدارات الشركات المدرجة

الذهب والسيولة النقدية والسندات.. ملاذات للتحوط من اضطرابات السوق

هبوط العملات المشفرة يهدد طفرة في الوظائف بالشركات الناشئة – المصدر: بلومبرغ

هبوط العملات المشفرة يهدد طفرة في الوظائف بالشركات الناشئة – المصدر: بلومبرغ

دبي –

رهام الشايب

تراجعات مفاجئة أصابت أسواق العالم وأثرت على كافة الأصول المتداولة من الأسهم إلى النفط وحتى العملات المشفرة. الهبوط الحاد في السوق الذي وصل إلى 10% لبعض الأصول في بداية تداولات الأسبوع، أعاد إلى أذهان المستثمرين “الاثنين الأسود” الذي تراجعت فيه أسواق المال بما وصل إلى 40% منذ 37 عاماً.

 

تلقت الأسواق العربية عدوى التراجع من الأسواق العالمية، وهبطت بشدة خلال تداولات اليوم بعد أن مُنيت أسواق آسيا بتراجعات حادة، كما أن العقود الآجلة للأسهم الأميركية تشير إلى جلسة عاصفة اليوم في وول ستريت.

 

 

تراجع سوقا دبي وأبوظبي في بداية تداولات اليوم الاثنين، بأكثر من 2% متأثرين بالهبوط الحاد الذي تشهده الأسواق الآسيوية، والتذبذب في أسعار النفط والذهب.

 

لماذا تتراجع الأسهم حول العالم؟

قال فيصل حسن رئيس قسم الاستثمارات في المال كابيتال إن التراجع الذي أصاب السوق العالمية سببه البيانات الاقتصادية الضعيفة مؤخراً. “ربما تشير الأسواق إلى أن البنك المركزي قد يتأخر في خفض أسعار الفائدة كما كان متوقعاً هذا العام”. وتوقع حدوث ارتفاع حاد في التقلبات بالأمد القريب.

 

عزا لؤي بطاينة الرئيس التنفيذي في “أومنيفست دي أي في سي” (Ominvest DIFC) إضطرابات الأسواق إلى عاملين مهمين، الأول يتمثل في تباين الإشارات التي تصل من المؤشرات الأميركية ونسب البطالة وسياسة الفيدرالي الأميركي بخصوص أسعار الفائدة.

 

أضاف: “الأرقام التي ظهرت بخصوص معدلات البطالة والأعمال غير المرتبطة بالأعمال الزراعية وتباطؤ سياسة الفيدرالي الأميركي بتخفيض أسعار الفائدة تثير مخاوف قطاع كبير من المستثمرين بشأن تسارع تباطؤ الاقتصاد الأميركي”.

 

الجانب الثاني بحسب بطاينة، أن هناك تخوف كبير في أوروبا خاصة بعد الحديث عن عودة التسلح ووجود نية في نشر صواريخ في منطقة أوروبا. والتصريحات الروسية عن عودة ما يُسمى الحرب الباردة والتخوف من انزلاق الأمور إلى الأسوأ.

 

ورغم أن نتائج أعمال البنوك كانت متميزة، إلا أنها لن تكون كذلك في النصف الثاني من هذا العام، بسبب سياسة الفيدرالي وتخفيض أسعار الفائدة مما ينعكس على هامش ربح البنوك بشكل كبير، وفق “أومنيفست دي أي في سي”.

 

كيف أثرت وول ستريت على الأسواق الخليجية؟

تأثرت الأسواق الخليجية بشكل كبير بالأسواق الأميركية على الرغم من عدم وجود رابط مباشر، بحسب وضاح الطه عضو المجلس الاستشاري الوطني لمعهد “سي أي إس أي” (CISI).

 

وقال: “أعتقد أن ظهور بيانات ضعيفة لسوق العمل الأميركي أعطى انطباع بتباطؤ الاقتصاد الأميركي على الرغم من أن معدل البطالة الحالي من أبطأ معدلات البطالة تاريخياً خلال الخمسين سنة الماضية”.

 

يرى الطه أن السوق الأميركي متضخم بعد أربع سنوات من الارتفاع. وأشار إلى أن مكرر ربحية مؤشر “إس أند بي 500″ تجاوزت الـ 28 مرة، ما يدلل على حالة تضخم سعري بسبب شركات التكنولوجيا التي تشكل وزناً مؤثراً في المؤشر.

 

ولا يستبعد أن يكون هناك المزيد من الانخفاض في الأسواق الخليجية خلال هذا الأسبوع.

 

يرى الطه أن انخفاض السوق الأميركي بشدة أمر صحي، فالهبوط سيجعله جاذباً مرة أخرى و تخفيض الفائدة القادم سيجعل الأموال أرخص ما يأذن بمزيد من الاقتراض للاستثمار في سوق الأسهم.

 

ما ثقل التطورات الجيوسياسية؟

ما يحدث في أسواق المال العالمية من تصحيح قوي و انتقاله إلى الأسواق الإقليمية غير مستغرب كون المستثمر الأجنبي له ثقل في حجم التداولات اليومية في أسواق المنطقة بنسبة لا تقل عن 25%؜ من إجمالي التداولات اليومية، وفق محمد علي ياسين المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أوراكل للاستشارات والاستثمارات المالية.

 

وبجانب المتغيرات الاقتصادية في السوق الأميركية، عزى ياسين هذا التراجع في أسواق المنطقة إلى ارتفاع حدة التوترات الجيوسياسية لمستويات غير مسبوقة منذ 30 عاماً نتيجة للاغتيالات السياسية التي قامت بها إسرائيل، في محاولة منها لجر المنطقة والولايات المتحدة الأميركية إلى حرب جديدة قد تتحول إلى عالمية في حال دخول أطراف أخرى في الصراع.

 

و”إذا لم يتم احتواء هذه التوترات الجيوسياسية بسرعة، فإنها ستؤثر بشكل سلبي ليس على نفسية المستثمرين فحسب، و لكن حتى على أساسيات تقييم الشركات المدرجة وأرباحها القادمة، كون أن إدارات تلك الشركات ستأخذ مبدأ الحيطة و الحذر، وتقلل شهية المخاطر للمحافظة على مكتسبات النصف الأول من العام الحالي”، بحسب ياسين.

 

يتوقع ياسين استمرار التراجعات القوية خلال الأسبوع الحالي في الأسواق الإقليمية ومرورها بتذبذبات يومية حادة لفترة، وذلك اعتماداً على قدرة الأسواق المحلية وشركات صناعة السواق في استيعاب موجات البيع القوية وإيجاد طلبات شراء على الأسهم القيادية ذات الثقل الوزني في مؤشرات كل سوق”.

 

لكن وضاح طه، يرى أن تسارع الأحداث الجيوسياسية في المنطقة ليست هي العامل الأساسي فيما يحدث بالأسواق. وأشار إلى أنه “في حال حدوث مواجهة فسيكون هناك تأثير ولكن لفترة ثم تبدأ الأسواق بالارتداد”.