نُقْطَةُ اللَّاعَوْدَةَ
حِوَارٌ شِعْرِيٌّ مِنْ طَرَفَيْنِ
الشَّاعِرُ: عَاطِفُ مُحَمَّد
نُقْطَةُ اللَّاعَوْدَةَ
وَنَظَرَتْ إِلَيْهِ بِحِدَّةٍ وَغَضَبٍ عِنْدَ الْحَدِيثِ وَالْاعْتِرَافْ
قَالَ سَأَتَزَوُّجُ حَتْمًا بِلَاَ ضَجِيجٍ أَوْ نِقَاشٍ أَوْ نُكَافْ
رَدَّتْ بِهُدُوءٍ مَاالسَّبَبُ ؟هَلْ تَقْصِيرٌ مِنِّي أَمْ خِلَافْ ؟
رَمَقَهَا بِنَظْرَةٍ جَامِدَةٍ تَحْمِلُ كُلَ أَلْوَانِ السُخَافْ
كَانَ يُمْكِنُنِي أَنْ أَقُولَ هَذَا حَقِي
بِلَا نِزَاعٍ أَوْ نِكَافْ
وَلَكِنَّ الْحَقِيقَةَ ،بَارِدَةٌ أَنْتِ وَهَذَا إِقْرَارٌ وَاعْتِرَافْ
سَخِرْتْ وَقَالَتْ عَكْسُ دَافِئَةً أَمْ عَكْسُ مُثِيرَةَ اللُّفَافْ
تَسْخَرِينَ..!! بَلْ أَنْتِ مُتَحَجِّرَةُ الْمَشَاعِرِ وَالشَّغَافْ
إِكْتِشَافٌ مُذْهِلٌ بَعْدَ الْخَمْسِينَ
وَزَوَاجُ مَنَحَكَ كُلَ الْعَفَافْ
لَمْ يُعَلِّقْ وَنَظَرَ لَهَا بِكُلِ سُخْرِيَةٍ وَ اسْتِهْجَانٍ وَاسْتِخْفَافْ
أَكْمَلَتْ حَدِيثًا يَحْمِلُ مَرَارَةَ الْأَيَّامِ الطَّوِيلَةِ وَ الْقِشَافْ
لَا تُوجَدُ امْرَأَةٌ مُتَحَجِّرَةٌ نَحْنُ نَنْتَمِي لِأَصْْنَافِ الْعِجَافْ
قَالَ مُغْتَاظًا :هَذَا هَذَيَانٌ بَغِيضٌ ..لَا يَقُولُهُ إِلَّا الْخِفَافْ
مَاذَا تَعْنِينَ مِنْ حَدِيثِكِ الَّذِي لَا يُسْتَسَاغُ وَلَا يُضَافْ
مَعْنَاهُ أَنَّ ..مَنْ تَتَزَوَّجُ بَحْرًا فَيَاضًا بِعَطَاءِ الْكَفَافْ
تُصْبِحُ مَوْجَةً تَتَرَاقَصُ عَلَى سَطْحِهِ بِالْعَفَافْ
وَ مَنْ تَتَزَوَّجُ سَمَاءً تَصِيرُ اِحْدَى غَيْمَاتِهَا اللِّطَّافْ
وَمَنْ تَتَزَوَّجُ جَبَلًا تُصْبِحُ صَخْرَةً
مِنْهُ عَظِيمَةَ الرِّجَافْ
صَخْرَةٌ صَمَّاءُ قَدْ تُزْهِرُ جَانِبُهَا بَعْضَ وُرُودِ الِْاعْتِرَافْ
وَمَنْ تَتَزَوَّجُ جِذْرًا تُصْبِحُ شَجَرَةً مُثْمِرَةَ الْهِفَافْ
أَرْتَفَعَ صَوْتُ أَنْفَاسِهِ بِاضْطِرَابٍ
وَتَعَجَّلَ بِالْهُتَافْ
وَأَنَا مَنْ كُنْتُ فِيهِمُ بِالنِّسْبَةِ إِِلَيْكِ تَحْدِيدًا يَاعَفَافْ
نَظَرَتْ إِلَيْهِ بِاشْمِئْزَازٍ وَسُخْرِيَةٍ
وَقَالَتْ بِطَعْمٍ مِنْ سِخَافْ
أَنْتَ صَحْرَاءٌ جَافَّةٌ لَا زَرْعَ فِيهَا وَلَامَاءَ وَلَا رِشَافْ
فِيهَا ضَلَلْتُ طَرِيقِي وَتَحَوَّلْتُ إِلَى حِفْنَةِ رِمَالٍ خِفَافْ
مُبَعْثَرَةً فِى كُلِّ مَكَانٍ بَيْنَ ذَرَّاتٍ
وَحِيدَةٌ ضِعَافْ
بِسَبَبِكَ صِرْتُ لَا وَطَنَ لِي وَبِتُ أَفْزَعُ كَثِيرًا بَلْ اَخَافْْ
لَا أَشْعُرُ بِالْأَمَانِ وَكُلُّ مَا أُقَابِلُهُ مَكْرٌ شَدِيدٌ وَالْتِفَافْ
وَالْغَرِيبُ أَنَّكَ تَبْحَثُ عَنِ السَّرَابِ فِى زَمَنِ السِّفَافْ
فِي لَيْلِكَ الْبَارِدِ وَلَيْسَ فِى ظَهِيرَةِ الشَّمْسِ اللِّطَافْ
تَرَدَّدَ مَنْ وَقْعِ الْكَلَامِ وَقَالَ بِخَوْفٍ وَارْتِجَافْ
إِِلَى هَذَا الْحَدِّ كُنْتُ ظَالِمًا إِيِّاكِ
بِلَا ضَمِيرٍ أَوِ انْصَافْ
ضَحِكَتْ بِصَوْتِ سُخْرِيَةٍ وَقَالَتْ بِعُنْفُوَانِ الثِّقَافْ
هَلْ هِيَ كَمَا كُنْتُ أَيَّامَ الشَّبَابِ
وَزَمَنَ الظِّرَافْ
صَغِيرَةً كَمَا تَزَوَّجْتَنِي.. جَمِيلَةً وَقْتَ الزِّفَافْ
كَمَا كُنْتُ قَبْلَ إِهْمَالِكَ.. نَدِيَّةً
مَوْصُولَةَ الطِرَافْ
هَلْ هِىَ مِثْلِي قَبْلَ ذُبُولِي مِنْ سُوءِ مُعَامَلَةِ الْإِجْحَافْ
هَلْ سَتَقْضِي مُعْظَمَ وَقْتِكَ مَعَهَا فِي لِطَافْ
تُدَلِّلُهَا وَأَنْتَ لَمْ تَكُنْ تَطَأُ قَدَمُكَ الْبَيْتَ فَكَانَتْ خِفَافْ
لَمْ تَطَأْ إِلَّا لِلطَّعَامِ وَالْمَبِيتِ بِكُلِ عَوْرَاتِ السِّفَافْ
هَلْ سَتُنْفِقُ عَلَيْهَا مُدَّخَرَاتَ بُخْلِكَ عَلَيَّ دُونَ صِرَافْ
أَمْ سَتُغْدِقُ عَلَيْهَا مَشَاعِرَ سَأَلْتُكَ إِيَّاهَا وَقْتَ اللِّطَافْ
فَمَنَعَتُهَا بِكُلِ أَنَانِيَةٍ وَجَعَلْتَ عُبُوسَكَ دُوْمًا غِلَافْ
هَلْ سَتَجُوبُ بِهَا بِقَاعَ الْأَرْضِ لِتَسْتَرِدَّ شَبَابًا بِاغْتِرَافْ
شَبَابٌ دَفَنْتَهُ فِي قَبْرِ الْعَمَلِ وَالِانْشِغَالِ بِلَا اِنْصَافْ
دَفَنْتَنِي مَعَكَ لِأَتَحَجَّرَ كَمَا تَدَّعِي بِقَوْلٍ مِنْ سُخَافْ
هَلْ سَتَتَذَكَّرُ تَارِيخَ مَوْلِدِهَا وَزَوَاجِكُمَا مِثْلَ الِاصْطِيَافْ
هَلْ سَتَتَذَكَّرُ تَارِيخَ لِقَاءِكُمَا الْأَوَّلِ فِى كُلِّ هُتَافْ
هَلْ سَتُفَاجُأُهَا بِالْهَدَايَا وَالْحُلَلِ وَالْمَصَاغِ الظِّرَافْ
أَمْ سَتَنْسَى كَمَا كُنْتَ مَعِي فِى كُلِّ فَرَحٍ وَأْتِلَافْ
ارْتَبَكَ وَعَصَرَتْ أَصَابِعُهُ بَعْضَهَا
بِكُلِ قَلَقٍ وَارْتِجَافْ
لَنْ أُنْكِرَ سَأَتَغَيَّرَ سَأَتَعَلَّمُ مَعَهَا مَا جَهِلْتُ دُونَ إِسَافْ
أَمَالَتْ رَأْسَهَا وَهِيَ تُطِيلُ النَّظَرَ إِلَيْهِ فِى شِفَافْ
الصَّحَرَاءُ إِنْ جَادَتْ بِالشَّجَرِ فَلَنْ تَجُودَ بِالثِّمَارِ اللِّطَافْ
وَلَنْ يَصْبِرَ عَلَى الِارْتِحَالِ فِيهَا إِلَّا الْجِمَالُ الْقُحَافْ
فَهَلْ حَبِيبَتُكَ صَابِرَةٌ أَمْ طَامِعَةٌ
أَمْ شَابَّةٌ هَوْجَاءَ الْخِطَافْ
سُرْعَانَ مَا سَتَتَمَنَّى مَنْ فِي مِثْلِ شَبَابِهَا عِتْقَ الْعَفَافْ
تَرَكَهَا وَانْصَرَفَ عَلَى قَدَمَيِ التَّمَنِّي وَالْعَمَى دُونَ نِكَافْ
لَكِنَّهُ عَادَ عَلَى جَنَاحَيْ الْبَصِيرَةِ وَالرَّجَاءِ يَحْمِلُ كُلَّ اعْتِرَافْ
سَامِحِينِي مَا كُنْتُ إِلَّا مُهْمِلًا كُلَّ مَشَاعِرِكِ اللِّطَافْ
رَفَعَتْ كَفَّهَا لِتَقْطَعَ كَلَامَهُ بِحَزْمٍ
وَبُرُودٍ وَجَفَافْ
هَلْ سَمِعْتَ يَوْمًا عَنْ نَاجٍ مِنْ هَلَاكِ الصَّحْرَاءِ عَادَ أَيَّامَ الْقِحَافْ
هَلْ عَرِفْتَ بِعُصْفُورٍ كُسِرَتْ أَجْنِحَتُهُ عَمْدًا فَعَادَ بِرَافْرَافْ
هَلْ رَأَيْتُ شَجَرَةً قُطِعَتْ مِنْ جُذُورِهَا فَتَحَوَّلَتْ لِصَفْصَافْ
لَوْ عَادَ كُلُ ذَلِكَ لَقَبِلْتُ اَسَفَكَ
وَسَامَحْتُكَ دُونَ تِفَافْ