السيدة فاطمة الزهراء بنت محمد ” جزء 1″

الدكروري يكتب عن السيدة فاطمة الزهراء بنت محمد ” جزء 1″
بقلم / محمـــد الدكـــروري

السيدة فاطمة الزهراء بنت محمد ” جزء 1″

إن من عقيدة المسلم الراسخة هو حب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال الطحاوي رحمه الله ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفرط في حب واحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان” فإن المسلمين يحبون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ويفضلونهم على جميع الخلق بعد الأنبياء، لأن محبتهم من محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم من محبة الله سبحانة وتعالي، وهم يثنون على الصحابة الكرام، ويترضون عنهم، ويستغفرون لهم لأنهم خير القرون في جميع الأمم، وقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبدالله رضي الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال.

“خير الناس قرنى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم” وإن الصحابة الكرام هم الواسطة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أمته، فمنهم تلقت الأمة عنه الشريعة، وما كان على أيديهم من الفتوحات الواسعة العظيمة، وأنهم نشروا الفضائل بين هذه الأمة، من الصدق والنصح والأخلاق والآداب، التي لا توجد عند غيرهم، وهذه هى شخصبى عظيمة من بيت النبوة ومن آل محمد صلى الله عليه وسلم فهي السيدة فاطمة بنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة، بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، فهي فاطمة الزهراء بنت الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من أول زوجاته أم المؤمنين خديجة بنت خويلد.

وأم السبطين الحسن والحسين من زوجها وابن عم أبيها علي بن أبي طالب، وقد ولدت السيدة فاطمة الزهراء يوم الجمعة العشرون من شهر جمادى الآخرة في السنة الخامسة بعد البعثة النبوية الشريفة بعد حادثة الإسراء والمعراج بثلاث سنوات، أو في السنة الخامسة قبل البعثة النبوية في مكة، والنبي صلى الله عليه وسلم له من العمر خمسة وثلاثين عاما، وتعد فاطمة الزهراء من ضمن النساء العربيات اللاتي عرفن بالبلاغة والفصاحة، ويجب علينا إبراز القدوات السامية الصحيحة التي يجدر بنا أن نجعلها خطوات نتأسى بها، ونترسم خطاها بدلا من القدوات الزائفة الزائغة، كما يجب علينا شحذ الهمم العالية، فإن في السير سبقا عظيما، وتنافسا شريفا، وقدوات بلغت مراتب عالية، فمتى ما قرأنا هذه السير، ووقفنا عندها شحذت منا هممنا الضعيفة.

ورفعت معنوياتنا التي يعتريها كثير من الوهن أو الخلل، وكما يجب علينا الإلمام بالمعارف المتنوعة فإن السير تتضمن علوما مختلفة، فقد تمر فيها ومضات من الحكمة، وقد يمر فيها صور من الجرأة، وقد تتجلى فيها ملامح من الحياء، وقد تمر فيها فوائد من تفسير أو فقه أو أصول أو غير ذلك، فهذه فوائد عظيمة جدير بنا أن نعنى حينئذ بمطالعة السير، وليس أعظم ولا أنفع من سير أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد تعددت أسماء السيدة فاطمة الزهراء وألقابها، أما تسمية فاطمة فقد قال عنها الخطيب البغدادي وابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة، أن الله سمّاها فاطمة لأنه فطمها ومحبيها عن النار، وفي سنن الأقوال والأفعال روى الديلمي عن أبي هريرة رضى الله عنه إنما سميت فاطمة لأن الله فطمها ومحبيها عن النار.

بينما قال محب الدين الطبري في ذخائر العقبى، إن الله فطمها وولدها عن النار، وكان من ألقابها هو الزهراء، وهناك أقوال بأنها كانت بيضاء اللون مشربة بحمرة زهرية، إذ كانت العرب تسمي الأبيض المشرب بالحمرة بالأزهر ومؤنثه الزهراء، وهناك من يقول أن النبي صلى الله عليه وسلم هو من سماها بالزهراء لأنها كانت تزهر لأهل السماء كما تزهر النجوم لأهل الأرض، وذلك لزهدها وورعها واجتهادها في العبادة، وفي ذلك ينقل بعض المحدثين وأصحاب السير عنها عبادات وأدعية وأورادا خاصة انفردت بها، مثل تسبيح الزهراء، ودعاء الزهراء وصلاة الزهراء وغير ذلك، فإن الحديث عن السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها حديث عذب، يرقق القلوب، ويذكر بالمعاني الإيمانية اللازمة لنا، فإن السيدة فاطمة الزهراء هي الحسيبة النسيبة، وهي الوليدة الجديدة.