الدكروري يكتب عن السيدة فاطمة الزهراء بنت محمد ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــروري
السيدة فاطمة الزهراء بنت محمد ” جزء 2″
ونكمل الجزء الثاني مع السيدة فاطمة الزهراء بنت محمد، وهي الزوجة الأثيرة، وهي الشبيهة الحبيبة، وهى الصابرة العظيمة، فهل هناك ثمة حسب أو نسب أو شرف يمكن أن يضاهي ما للسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها؟ فإن أبوها هو محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين، حسب الشرف، كما قال صلى الله عليه وسلم “إن الله نظر إلى بقايا العرب والعجم فمقتهم جميعا إلا بقايا من أهل الكتاب” ثم قال عليه الصلاة والسلام “فاصطفى العرب، واصطفى كنانة من العرب، ثم اصطفى قريشا من كنانة، ثم اصطفى بني هاشم من قريش، ثم اصطفاني من قريش، فأنا خيار من خيار من خيار” ذلك هو صلى الله عليه وسلم، فقد روت السيدة فاطمة الزهراء ثمانية عشر حديثا، وروى عنها ابناها، وروى عنها علي رضي الله عنه.
وروت عنها السيدة عائشة رضي الله عنها، وغيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم، وقيل لما نزل قول الله سبحانه وتعالى في شأن أهل البيت فى سورة الأحزاب ” ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا” دعا النبي صلى الله عليه وسلم بمرط مرحل أي كساء ثم دعا علي بن أبى طالب والسيدة فاطمة والحسن والحسين ثم بسط عليهم الكساء وقال “اللهم هؤلاء أهل بيتي، فأحب من أحبهم، وأبغض من أبغضهم” رواه مسلم، والمقصود به من كان معه، فقالت أم سلمة يا رسول الله، وأنا منهم قال “إنك على خير كثير” فالنبي صلى الله عليه وسلم يعطي كل أحد حقه، ويؤنس النفوس، ويذكر الفضائل، ولا ينبغي أن يشتغل الناس بقولهم لماذا لم يكن هذا كذلك؟ فهل نحن الذين نعرف أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يبلغ الوحي وما ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم ؟
والنبي صلى الله عليه وسلم ما كان يقول من ذلك شيئا لميل نفس أو لهوى في نفسه صلى الله عليه وسلم بل هو المعصوم صلى الله عليه وسلم من كل ذلك، وهو يبلغ عن الله سبحانه وتعالى، وكانت والدتها هي السيدة خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العُزَّى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وأما حسب الدين للسيدة فاطمة الزهراء فمن مثله صلى الله عليه وسلم ؟ فقد قال الله تعالى فى سورة الأحزاب ” ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين” وقال تعالى فى سورة الفتح ” محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم” وأما حسب الخلق فحسبك قوله تعالى فى سورة القلم ” وإنك لعلى خلق عظيم”
فمن مثل أبيها صلى الله عليه وسلم؟ وإن جنحنا إلى أمها فـخديجة بنت خويلد، وما أدراك ما خديجة بنت خويلد ؟ فهي أم المؤمنين، وأول أزواج الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يجمع معها غيرها، ولم يتزوج إلا بعد وفاتها، ومن هي في حسبها وشرفها دينا وخلقا ونسبا؟ فهي الشريفة المعروفة في حسبها ونسبها رضي الله عنها، وأما حسب الدين فهي أول من آمن بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم، هي أول من تلقى خبر الوحي، هي أول من كان المثبت المعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جاء يرجف فؤاده فقالت “كلا والله لا يخزيك الله أبدا” إنك لتصل الرحم، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق” ولقد جاء جبريل عليه السلام إلى سيد الخلق صلى الله عليه وسلم يقول له “إذا أتتك خديجة فاقرأ عليها السلام من ربها عز وجل ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب” رواه البخاري والترمذي
فهي واحدة من قلائل النساء الكمّل في هذه الدنيا لما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال “كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا خديجة ومريم بنت عمران وآسيا زوجة فرعون” وفضائلها كثيرة جدا، قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم “خير نسائها مريم بنت عمران وخير نسائها خديجة بنت خويلد” وروى البزار والطبراني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “فضلت خديجة على نساء أمتي كما فضلت مريم على نساء العالمين” ولقد كان للسيدة فاطمة الزهراء ثلاثة إخوة وثلاث أخوات، كلهم أشقاء من أبيها النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأمها خديجة بنت خويلد إلا أخيها إبراهيم بن محمد صلى الله عليه وسلم فهو من سريِّة النبي صلى الله عليه وسلم السيدة مارية القبطية، وإخوتها هم القاسم بن محمد وزينب بنت محمد ورقية بنت محمد وأم كلثوم بنت محمد وعبد الله بن محمد وإبراهيم بن محمد.