الدكروري يكتب عن السيدة فاطمة الزهراء بنت محمد ” جزء 7″
بقلم / محمـــد الدكـــروري
السيدة فاطمة الزهراء بنت محمد ” جزء 7″
ونكمل الجزء السابع مع السيدة فاطمة الزهراء بنت محمد، وإن سيدة نساء العالمين هو لقب لفاطمة الزهراء، بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج الإمام علي بن أبي طالب، وقد لقبها النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللقب وقد ورد أن مريم بنت عمران وآسيا زوجة فرعون, وخديجة بنت خويلد يُطلق عليهن أيضا لقب سيدة نساء العالمين، وأن هناك كثير من الروايات الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم حول هذا اللقب وما شابه به، منها هو رواية المجلسي في بحار الأنوار فقال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، وإنها لتقوم في محرابها فيسلم عليها سبعون ألف ملك من المقربين، وينادونها بما نادت به الملائكة مريم فيقولون يا فاطمة إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين”
وهناك رواية عن أبي هريرة رضى الله عنه، أنه قال أبطأ عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، ثم جاء، فقلنا يا رسول الله لقد شق علينا تخلفك اليوم، فقال إن ملكا من ملائكة السماء لم يكن زارني، فاستأذن الله تعالى في زيارتي، فأذن له، كان عندي، ويبشرني أن ابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين، وكذلك رواية أخرجه أبو عمر النمري في الاستيعاب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “يا بنية أما ترضين أنك سيدة نساء العالمين؟ قالت يا أبتي فأين مريم بنت عمران؟ قال تلك سيدة نساء عالمها وأنت سيدة نساء عالمك أما والله لقد زوجتك سيدا في الدنيا والآخرة” وعن السيدة عائشة رضى الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في مرضه لفاطمة “ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين وسيدة نساء المؤمنين وسيدة نساء هذه الأمة” رواه الحاكم.
وكذلك ما ورد عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس رضى الله عنهم أجمعين قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسا ذات يوم، وعنده علي وفاطمة والحسن والحسين، فقال اللهم إنك تعلم ان هؤلاء أهل بيتي وأكرم الناس علي فأحبّ من أحبّهم وأبغض من أبغضهم وأوالي من والأهم وأعادي من عاداهم، إلى أن يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حق فاطمة وإنها لسيدة نساء العالمين، فقيل يا رسول الله، أهي سيدة نساء عالمها؟ فقال ذاك لمريم بنت عمران، فأما إبنتي فاطمة فهي سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، وإنها لتقوم في محرابها فيسلم عليها سبعون ألف ملك من الملائكة المقربين، وينادونها بما نادت به الملائكة مريم فيقولون يا فاطمة “إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين” وفي كشف الغمة للإربلي.
“قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسيا امرأة فرعون” وأما عن تسميتها بالصحبة الطويلة، فإن أخواتها من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، تتابعت وفاتهن وتقدمت، وبقيت هي مع النبي صلى الله عليه وسلم دهرا طويلا، فقد ماتت السيدة رقية وشغل بها عثمان في يوم بدر، وكذلك السيدة أم كلثوم توفيت بعد ذلك في العام الثامن أو التاسع من الهجرة، ولم يبق إلا السيدة فاطمة رضي الله عنها، فصحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفي ولفظ أنفاسه الأخيرة إلى الرفيق الأعلى وهي في هذه الحياة رضي الله عنها وأرضاها، فهذه صفحة من صفحات حياتها في شبهها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وحبه إياها، وقد قيل أنه لما ائتمر أبو جهل ومن معه من سفهاء قريش.
في شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا إذا سجد فضعوا سلا الجزور على رأسه وهو ساجد، وقام أشقى القوم عقبة بن أبي معيط ففعل ذلك، فلما نمى إلى السيدة فاطمة الخبر وهي التي كانت في بيته صلى الله عليه وسلم تحركت وكانت صغيرة في السن فذهبت فألقت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ونظفته وطيبته، فما رفع رأسه من السجود إلا بعد أن فعلت ذلك، ولقد كانت ترى صناديد قريش وهم يتعرضون له صلى الله عليه وسلم بالأذى القولي والفعلي وتحتمل ذلك، وترى في صبر النبي صلى الله عليه وسلم قدوتها وأسوتها رضي الله عنها وأرضاها، ثم بعد ذلك كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم في حصار الشعب الظلوم، عاشت ثلاث سنوات من أشد وأقسى السنوات التي مرت برسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته والمسلمين الذين معه.