القدوة الحسنة ” جزء 7″

الدكرورى يتكلم عن القدوة الحسنة ” جزء 7″

بقلم / محمــــد الدكــــرورى

القدوة الحسنة ” جزء 7″

ونكمل الجزء السابع مع القدوة الحسنة، ويقول الله تعالى فى سورة الأحزاب “لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة” ويقول النبي صلى الله عليه وسلم “أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه” ويقول صلى الله عليه وسلم “إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا” وقال عليه الصلاة والسلام “ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن وإن الله يبغض الفاحش البذيء” غهذا هو النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فهو رجل هدى الله به الحيارى وأرشد به الضلال، فكان إمام البشرية، وقدوة الإنسانية، فكان صلى الله عليه وسلم يمازح الصغير فيقول له يا أبا عمير ما فعل النغير، ويجلس مع الفقير والعبد الأسود والأمه، ويخدم أهله ويقوم في أعماله الخاصة فيخصف نعله ويخيط ثيابه ويلبي الدعوة.

وينصح لهذه الأمة شعاره الرحمة بها والحرص عليها، وتقول السيدة عائشة ورب إبراهيم، غضبانة منه، فيبتسم لها صلى الله عليه وسلم، ويشده الإعرابي ويقول له أعطني من مال الله الذي أعطاك ليس من مالك ولا مال أبيك، فيعطيه صلى الله عليه وسلم ولم يعنف عليه، وعندما قدم الرسول صلى الله عليه وسلم مهاجرا للمدينة لم ينسي أصحابه المهاجرين رضي الله عنهم بل آخى بينهم وبين الأنصار ولم ينسى فضل الأنصار وتكرمهم وإحسانهم للمسلمين ورد لهم الجميل بأحسنه، فقال “استوصوا بالأنصار خيرا” وقال صلى الله عليه وسلم “آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار” وقال مخاطبا الناس “أن الأنصار قضوا الذي عليهم، وبقي الذي عليكم فأحسنوا إلى محسنهم، وتجاوزا عن مسيئهم

وعن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وعلى وسلم، قال ” لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر” وعن أبي سعيد قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر” وعن الزهري، قال أخبرني عبدالله بن كعب بن مالك وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم أنه أخبره بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، خرج يوما عاصبا رأسه فقال في خطبته، “أما بعد يا معشر المهاجرين فإنكم قد أصبحتم تزيدون، وأصبحت الأنصار لا تزيد على هيئتها التي هي عليها اليوم، وإن الأنصار عيبتي التي أويت إليها، فأكرموا كريمهم، وتجاوزوا عن مسيئهم” وعن يحيى بن سعيد، أن سعد بن إبراهيم أخبره عن الحكم بن ميناء أن يزيد ابن جارية الأنصاري أخبره أنه كان جالسا في نفر من الأنصار.

فخرج عليهم معاوية بن أبى سفيان فسألهم عن حديثهم فقالوا، كنا في حديث من حديث الأنصار فقال معاوية، ألا أزيدكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا بلى يا أمير المؤمنين، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول ” من أحب الأنصار، أحبه الله عز وجل، ومن أبغض الأنصار أبغضه الله عز وجل ” وفى النهاية يجب أن نعلم أنه كان الرسول صلى الله عليه وسلم، يقول للصحابى الجليل بلال بن رباح عندما يأتى موعد الصلاة ” أرحنا بها يا بلال ” أما فى هذا الزمان فلقد أنقلب الحال وبدل من أن نقول مثلما قال الرسول صلى الله عليه وسلم أرحنا بها يا بلال، فنحن نقول أرحنا منها يا بلال، إلا ما رحم الله، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصا على حسن الخلق ولذلك كان كثيرا ما يدعو قائلا ” اللهم اهدني لأحسن الأعمال وأحسن الأخلاق”

ومن تعامله مع صاحبه وتقديره له أنه لما دخل الرسول صلى الله عليه وسلم المسجد يوم الفتح أتى أبو بكر بوالده أبي قحافة يقوده فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه” قال أبو بكر يا رسول الله هو أحق أن يمشى إليك من أن تمشى إليه، وأيضا من فن تعامله صلى الله عليه وسلم هو ما فعله مع حاطب بن أبي بلتعة عندما كتب كتابا إلى أهل مكة يخبرهم بتحرك الجيش الإسلامي لفتح مكة فقال عمر ائذن لي يا رسول الله أضرب عنقه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ” قد شهد بدر، وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال “اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة، أو غفرت لكم” فدمعت عينا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال الله ورسوله أعلم، وهذا بيان شرف أهل بدر وعظيم فضلهم وتقدير الرسول صلى الله عليه وسلم لهم، ومن حسن تعامله صلى الله عليه وسلم أنه من صنع له معروفا دعا له وجازاه بالإحسان، فعندما وضع ابن عباس رضى الله عنهما وضوء النبي صلى الله عليه وسلم دعاء له فقال “اللهم فقه في الدين، وعلمه التأويل”