العمق
/ تأليف الشاعر : السيد أبوالعربي أبوالعربي
العــمــق …
كم كان .. العمق
كم كان العمق بعيدا , عن الصورة , المصوره بيدك , كان بعيدا جدا , عن تلك الصيغة , لم أكن أعرفك .. وعرفتك , لم أشاهدك , و رأيتك , نعم رأيتك , لم أك أخطو خطواتك , لكني سرت بخط رسمك , نعم و تركت لك لون , ترتضيه أنت , تحبه أنت , كأن الطبيعة أرادت , السفر في عمق عميق , لآبعد من خاطرك , لأعمق من حلمك , حلقت لسماء أمانيك , و مارست معك رغباتك , و ناشدت فيك المعاني , و صاحت بي نشواتك , كشفت عن ساق , علي لوج فكرك , و سكنت بصدرك , سكون غفوتي , لا أنكر هياج موجك , و لا أنكر صهيل لسانك , و لا أنكر علو جرسك , و بعض المنكرات بصوتك , فما أنكر الرحيل , غرقت بك , و أنقذني وفائي , ومت فيك , فأحياني صدقي , و هلكت عندك , فلملم شتاتي إخلاصي , كم كان العمق أعمق , عند الرحيل بين حرفك , فالبحر متسع جدا , بين حرف وحرف , و السباحة صعبة , بل قاتلة ترجو النجاه , تتعلق بالمناجاة , كيف يصبغ الحرف كلمة , و كيف تكون الكلمة هواء , تتنفس بها الحياة , يعبق برحيقها الكون , يتعطر بمنطقها العالم , تحمل رائحتها الأبدية , تزهر بها بساتين الجنة , تروي الياسمين , فوق الجبال , علي الهضاب , و حتي بالسهول , العمق بعيد جدا , هنا أكشف عن زراع فكرك , هنا أناشد كيانك , هنا أسبح بخيالك , لمرسي الحلم , فوق غفوتي , علي وسادة العمر , دعني أسألك ؟ هل كان الصيد ثمين , لتسرق محتواه , هل كان الهدير رطب ؟ لتستحم بالثلج , هل كان الغدير منحدر ؟ لتنزل فيه , أعود أسأل ؟ هل عرفت مسافة العمق ؟؟ علي شط الأمان , هل رأيت أبتسامة الأمل ؟ لتلبس منسوج الأبد , صدقني , إن قلت لك : العمق بعيدا , جدا بعيد , عن صورة خيارك , لتكون أنت , ليكون ذات الحب تصافح أيدي , و عمق البحر قبلة حبي , وحضن الحلم , غفوة فكري فيك , و بك أبدية الوجود , بعمقي أحتويك , عاشق الغرام , شاعر في عشق لؤلؤة من نهر حواء , كم كان … العمق / تأليف الشاعر : السيد أبوالعربي أبوالعربي .. ج . م . ع . , الشرقية .. مصر “