“ريميني” بأيدٍ مصرية في إيطاليا.. البروفيسور وائل فاروق يوضح لـ”نوفا” أهداف الملتقى
روما/ وكالة نوفا
“ريميني” بأيدٍ مصرية في إيطاليا.. البروفيسور وائل فاروق يوضح لـ”نوفا” أهداف الملتقى
صرّح البروفيسور وائل فاروق أستاذ اللغة والثقافة العربية في الجامعة الكاثوليكية أن ملتقى ريميني “هو أكبر فعالية ثقافية في العالم خلال أشهر الصيف”.
“ريميني” بأيدٍ مصرية في إيطاليا.. البروفيسور وائل فاروق يوضح لـ”نوفا” أهداف الملتقى
وقال فاروق، في حوار مع وكالة “نوفا”، إن “الملتقى يُعقد في مدينة ريميني، التي تقع على ساحل البحر الأدرياتيكي وهي أيضًا موطن المخرج السينمائي الشهير فليني، ويقصدها السائحون من كل الشعوب الأوروبية ولا سيما شمال أوروبا، ومن هنا جاءت فكرة تسمية ملتقى ريميني بهذا الاسم. لقاء الصداقة بين الشعوب، لأن شاطئ ريميني لطالما جمع بين كل الشعوب الموجودة في أوروبا ومن بدأوا المغامرة، مغامرة ملتقى ريميني لبناء الجسور بين هؤلاء الناس الذين يأتون من كل مكان وتقديم ثقافة توحدهم وتجمعهم معاً من منطلقات إيمانية وروحية”.
“ريميني” بأيدٍ مصرية في إيطاليا.. البروفيسور وائل فاروق يوضح لـ”نوفا” أهداف الملتقى
وبحسب فاروق، يحضر ملتقى ريميني كل عام بين 800 ألف إلى مليون شخص. ويستمر لمدة أسبوع، تعقد فيه حوالي 400 ندوة. وخلال هذا الاسبوع، تقام معارض يشارك فيها صحفيين من كل العالم.
وتابع فاروق أن “ملتقى ريميني أصبح علامة ومنصة كبيرة تجمع بين الشعوب وكبار مثقفي العالم. وشارك في هذا الملتقى، يوجين يونسكو، والمخرج السينمائي تاركوفسكي، وعدد من كبار الفنانين حول العالم في الموسيقى والفن التشكيلي، إلى جانب رواد الأعمال والصناعة، وكبار رجال السياسة. وفي الماضي، شارك الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وعمرو موسى، وزير الخارجية المصري السابق والأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية. كما شارك نجيب ساويرس رجل الأعمال المصري، وطارق بن علي من تونس”، مضيفا: “كل نخب العالم تلتقي في مدينة ريميني لبناء جسور وحوار بين الثقافات المختلفى”.
وعن أهم فعاليات ريميني في دورته الـ45، أوضح فاروق أن هناك فعاليات كثيرة جدا من بينها معارض وندوات كبرى يشارك فيها مثقفين كبار من جميع أنحاء العالم، وأبرزهم إيمانويل إيرك شميت، مؤلف رواية “مسيو إبراهيم وزهور القرآن”، التي تحولت لاحقاً إلى فيلم سينمائي كان بطله الفنان المصري عمر الشريف.
كما يشارك رئيس المفوضية الأوروبية السابق، ومعظم وزراء الحكومة الإيطالية، إلى جانب رئيسة وزراء أوغندا، وكبار رجال الدين من كل أنحاء العالم، وفقاً لفاروق. ومن إيطاليا، يشارك الكاردينال زوبي، والكاردينال بيتسبالا بطريرك القدس.
ومن العالم الإسلامي، يشارك رئيس رابطه العالم الإسلامي الشيخ محمد بن عبد الكريم العيسى، إلى جانب العديد من النخب من جميع أنجاء العالم، على حد قول فاروق.
وهذا العام، يشهد الملتقى عدة عروض فنية موسيقية ومسرحية وسينمائية، على حد تعبير فاورق، الذي قال إن “للعالم العربي حضور خاص أيضًا في المعارض”، حيث إن هناك معرضًا كبيرًا عن “رحلة العائلة المقدسة إلى مصر” هذا العام.
التربية على المصالحة
وضمن فعاليات ملتقى ريميني.. أدار فاروق جلسة بعنوان “التثقيف من أجل المصالحة”، التي شهدت كذلك مشاركة الكاردينال ماثيو ماريا زوبي، رئيس الاتحاد الأسقفي الإيطالي ورئيس أساقفة بولونيا.
وصرّح زوبي أن “هناك القليل جدًا من المصالحة، لأننا نسعى إلى الماديات قليلاً جدًا. في الواقع، إذا لم تكن هناك مصالحة، فهناك شر ولا يوجد حل وسط. الشر لا يتوقف أبدًا، والكراهية ليست خاملة أبدًا. فبدلاً من التربية على المحبة، نحن محاطون بالتربية على الكراهية، ولهذا السبب تحديداً، لا يمكن للمصالحة أن تكون خياراً لأنها الطريقة الوحيدة للتخلص من النفايات السامة التي ينتجها الشر دائماً. إن الشر الذي يُزرع يكون دائمًا خصبًا. المصالحة ليست شيئاً إضافياً، بل هي واجب”.
وفي لحظة تاريخية طغت عليها الكراهية والجروح والانقسامات والصراعات، فإن المصالحة هي السبيل الوحيد للسلام، لأنها “توقظ ذكرى الوحدة بيننا”، على حد قول الكاردينال زوبي، لأنه “حتى لو كان لدينا دين آخر، فإن الآخر هو أخوك”.
وشدد زوبي على أن الأمر المُلح هو “انفتاح القلب والعينين، لأننا نفتح أعيننا لرؤية الجمال واستقباله واحتضانه. إن قبول الجمال الموجود في تجربة الآخر هو الخطوة الحقيقية الأولى نحو المصالحة”.
ركائز الاستقرار
من بين المتحدثين في الجلسة كذلك، كان محمد بن عبد الكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عبر رابط فيديو لملتقى ريميني، حيث قال إنه: “عندما نتحدث عن المصالحة فإننا نتحدث عن إحدى ركائز استقرار العالم الإنساني”.
وعرّف العيسى، الذي كان دائما منخرطا في قضايا المصالحة والحوار بين الأديان، المصالحة كـ”جسر بين الثقافات المختلفة”، دافعاً إلى تذكر “أصلنا الحقيقي، لأننا عائلة إنسانية فريدة ومتحدة، وإذا لم نكن موحدين، فإننا نفقد أنفسنا. المصالحة نداء عاجل، وكوننا متحدين في عائلة كبيرة، وحتى لو كنا مختلفين عن بعضنا البعض، فمن الأساسي التربية منذ الصغر على التعايش والمصالحة المتبادلة”، وإلا “إذا واصلنا حرق بعضنا البعض، في النهاية سنحترق جميعاً.”
وأكد العيسى “يمكننا أن نعيش في وئام، في سلام حيث سمو الروح فوق المادية والمصالح الشخصية والتحرك نحو الصالح العام إذا علمناهم تحقيق المكاسب الشخصية سنزرع فيهم الأنانية سيؤدي ذلك إلى الصراع وتمزيق الإنسانية.