السيدة رقية بنت الرسول ” جزء 1″ 

الدكرورى يكتب عن السيدة رقية بنت الرسول ” جزء 1″ 

بقلم / محمــــد الدكـــــرورى

السيدة رقية بنت الرسول ” جزء 1″

السيدة رقية بنت رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، هي رقية بنت خير الخلق وسيد البشر صلى الله عليه وسلم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمية وأمها هي السيدة خديجة بنت خويلد رضى الله عنها وكانت ولادتها سنة ثلاث وثلاثين من مولد أبيها صلى الله عليه وسلم، وهي ثانية بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم المهاجرة العظيمة صاحبة الهجرتين بنت محمد رضي الله عنها وأمها السيدة خديجة خير النساء صاحبة الفضل العظيم والمقام الرفيع، ولما بلغت رقية رضي الله عنها وأختها أم كلثوم عليهما السلام مبلغ الزواج خطبهما أبو طالب لابني أخيه عبد العزى وهو أبي لهب” وعتبة وعتيبة فوافق رسول الله صلى الله عليه وسلم لما لأبو طالب من مكانة عنده صلى الله عليه وسلم ولان الخاطبين ابنا عمه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قد زوج ابنته رقية من عتبة بن أبي لهب، وكانت دون العاشرة، وزوج أختها أم كلثوم عتيبة بن أبي لهب، فلما نزلت سورة تبت قال لهما أبوهما أبو لهب وأمهما أم جميل بنت حرب بن أمية حمالة الحطب، فارقا ابنتي محمد، وما كاد رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلقى رسالة ربه تعالى ويدعو الى دين الحق حتى بدأت قريش حربها ضده صلى الله عليه وسلم فاجتمع سادة قريش وقالوا انكم قد فرغتم محمدا من همه فردوا عليه بناته فاشغلوه بهن، وذهب سادة قريش الى اصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم الثلاثة وقالوا لهم واحدا بعد الاخر، فارق صاحبتك ونحن نزوجك أي امرأة من قريش شئت فأبى أبو العاص زوج زينب الكبرى رضي الله عنها وعنه اما ابنا ابي لهب فاستجابا على الفور وكان ابو لهب قد قال لابنيه رأسي من رأسيكما حرام ان لم تطلقا ابنتي محمد.

ففارقاهما قبل أن يدخل بهما كرامة من الله تعالى، وهوانا لابني أبي لهب، وأسلمت حين أسلمت أمها خديجة بنت خويلد، وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم هي وأخواتها حين بايعه النساء، وولدت السيدة رقية وعمر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث وثلاثون، وبعث النبي وعمره أربعون، وأسلمت رقية مع أمها خديجة، فعلى هذا يكون عمرها عند إسلامها سبع سنوات، وكانت تكنى بأم عبد الله، وتكنى بذات الهجرتين، أي هجرة الحبشة وهجرة المدينة، ولما أراد عثمان بن عفان الخروج إلى أرض الحبشة، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ” اخرج برقية معك ” قال أخال واحد منكما يصبر على صاحبه، ثم أرسل النبي صلى الله عليه وسلم أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما فقال “ائتني بخبرهما ” فرجعت أسماء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو بكر رضي الله عنه.

فقالت يا رسول الله، أخرج حمارا موكفا فحملها عليه، وأخذ بها نحو البحر، فقال رسول الله ” يا أبا بكر، إنهما لأول من هاجر بعد لوط وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام” وشاءت قدرة الله لرقية أن ترزق بعد صبرها زوجا صالحا كريما من النفر الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ذلك هو عثمان بن عفان رضي الله عنه صاحب النسب العريق، والطلعة البهية، والمال الموفور، والخلق الكريم، وعثمان بن عفان أحد فتيان قريش مالا، وجمالا، وعزا، ومنعة، تصافح سمعه همسات دافئة تدعو إلى عبادة العليم الخبير الله رب العالمين، والذي أعزه الله في الإسلام سبقا وبذلا وتضحية، وأكرمه بما يقدم عليه من شرف المصاهرة، وما كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ليبخل على صحابي مثل عثمان رضي الله عنه بمصاهرته.

وسرعان ما استشار ابنته، ففهم منها الموافقة عن حب وكرامة، وتم لعثمان نقل عروسه إلى بيته، وهو يعلم أن قريشا لن تشاركه فرحته، وسوف تغضب عليه أشد الغضب، ولكن الإيمان يفديه عثمان بالقلب، ويسأل ربه القبول، ودخلت رقية بيت الزوج العزيز، وهي تدرك أنها ستشاركه دعوته وصبره، وأن سبلا صعبة سوف تسلكها معه دون شك إلى أن يتم النصر لأبيها وأتباعه، وسعدت رقية رضي الله عنها بهذا الزواج من التقي النقي عثمان بن عفان، وولدت رقية غلاما من عثمان فسماه عبد الله، واكتنى به، وما ان توفي ابنها عبد الله حتى اصابتها رضي الله عنها حمى شديدة حزنا على فراق قرة عينها ومكث الزوج العظيم بجوارها يمرضها ويرعاها الى ان خرج المسلمون لغزوة بدر فاراد عثمان رضي الله عنه ان يلبي نداء الجهاد ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم.