الدكرورى يكتب عن السيدة رقية بنت الرسول ” جزء 2″
بقلم / محمــــد الدكـــــرورى
السيدة رقية بنت الرسول ” جزء 2″
ونكمل الجزء الثاني مع السيدة رقية بنت الرسول، فاراد عثمان رضي الله عنه ان يلبي نداء الجهاد ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم، رخص له البقاء بجوار زوجته التي كانت تعالج ما يشبه سكرات الموت، وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم له بسهم في الغنائم وعد ممن حضرها وتوفيت رضي الله عنها وقد جاء بشير النصر العظيم في بدر، وجاء الاب الثاكل صلى الله عليه وسلم فودع ابنته وصلى عليها وشيعت المدينة كلها رقية رضي الله عنها، وتوفيت السيدة رقية رضي الله عنها عند عثمان بن عفان مرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر، ودفنت بالمدينة، وذلك أن عثمان استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في التخلف عند خروجه إلى بدر لمرض ابنته رقية، رحم الله السيدة رقية نعم الزوجة لنعم الزوج ونعم البنت وجمعنا واياها في الجنة ان شاء الله تعالى.
وتوفيت رقية يوم قدوم زيد بن حارثة العقيلي من قبل يوم بدر، وتوفيت ولها من العمر اثنتان وعشرون سنة، ودفنت في البقيع، وقد أسلمت السيدة رقية رضى الله عنها حين أسلمت أمها السيدة خديجة بنت خويلد، وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم هي وأخواتها حين بايعه النساء، وقيل ولدت السيدة رقية وعمر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث وثلاثون، وبعث النبي وعمره أربعون، وأسلمت رقية مع أمها خديجة، فعلى هذا يكون عمرها عند إسلامها سبع سنوات، وكانت تكنى بأم عبد الله، وتكنى بذات الهجرتين، أي هجرة الحبشة وهجرة المدينة، ولما أراد عثمان بن عفان الخروج إلى أرض الحبشة، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم “اخرج برقية معك” قال أخال واحد منكما يصبر على صاحبه، ثم أرسل النبي صلى الله عليه وسلم أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما.
فقال “ائتني بخبرهما” فرجعت أسماء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو بكر رضي الله عنه فقالت يا رسول الله، أخرج حمارا موكفا فحملها عليه، وأخذ بها نحو البحر، فقال رسول الله يا أبا بكر، إنهما لأول من هاجر بعد لوط وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام، وقد شاءت قدرة الله لرقية أن ترزق بعد صبرها زوجا صالحا كريما من النفر الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ذلك هو عثمان بن عفان رضي الله عنه صاحب النسب العريق، والطلعة البهية، والمال الموفور، والخلق الكريم. وعثمان بن عفان أحد فتيان قريش مالا، وجمالا، وعزا، ومنعة، تصافح سمعه همسات دافئة تدعو إلى عبادة العليم الخبير الله رب العالمين، والذي أعزه الله في الإسلام سبقا وبذلا وتضحية، وأكرمه بما يقدم عليه من شرف المصاهرة.
وما كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ليبخل على صحابي مثل عثمان رضي الله عنه بمصاهرته، وسرعان ما استشار ابنته، ففهم منها الموافقة عن حب وكرامة، وتم لعثمان نقل عروسه إلى بيته، وهو يعلم أن قريشا لن تشاركه فرحته، وسوف تغضب عليه أشد الغضب، ولكن الإيمان يفديه عثمان بالقلب، ويسأل ربه القبول، ودخلت رقية بيت الزوج العزيز، وهي تدرك أنها ستشاركه دعوته وصبره، وأن سبلا صعبة سوف تسلكها معه دون شك إلى أن يتم النصر لأبيها وأتباعه، وسعدت رقية رضي الله عنها بهذا الزواج من التقي النقي عثمان بن عفان، وولدت رقية غلاما من عثمان فسماه عبد الله، واكتنى به، وقد توفيت السيدة رقية رضي الله عنها عند عثمان بن عفان مرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر، ودفنت بالمدينة، وذلك أن عثمان استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
في التخلف عند خروجه إلى بدر لمرض ابنته رقية، وتوفيت رقية يوم قدوم زيد بن حارثة العقيلي من قبل يوم بدر، وتوفيت ولها من العمر اثنتان وعشرون سنة، ودفنت في البقيع، وهكذا كانت السيدة رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمها خديجة بنت خويلد، فهي بنت سيد البشر محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد زوج ابنته رقية من عتبة بن أبي لهب، وكانت دون العاشرة، وزوج أختها أم كلثوم عتيبة بن أبي لهب، فلما نزلت سورة تبت قال لهما أبوهما أبو لهب وأمهما أم جميل بنت حرب بن أمية حمالة الحطب، فارقا ابنتي محمد، ففارقاهما قبل أن يدخل بهما كرامة من الله تعالى، وهوانا لابني أبي لهب، رحم الله رقية بطلة الهجرتين، وصلاة وسلامًا على والدها في العالمين، ورحم معها أمها وأخواتها وابنها وشهداء بدر الأبطال، وسلام عليها وعلى المجاهدين الذين بذلوا ما تسع لهم أنفسهم به من نصرة لدين الله ودفاع عن كلمة الحق والتوحيد إلى يوم الدين، والسعي إلى إعلاء كلمة الله.