حذيفة بن اليمان العبسي “جزء 1”

 حذيفة بن اليمان العبسي “جزء 1”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

بين أيدينا فى هذا المقال

صحابى جليل من صحابة

رسول الله محمد صلى الله

عليه وسلم، ألا وهو الصحابى

حذيفة بن اليمان العبسي

الغطفاني القيسي، وبنو غطفان

قبيلة عربية كبيرة من قبائل

الجاهلية وصدر الإسلام وهي

واحده من جماجم العرب

الكبرى وقد سكنوا بادية نجد

والحجاز جهة وادي القرى

وبوادي المدينة المنورة،

وحذيفه بن اليمان العبسي

الغطفاني القيسي، هو صحابي

جليل وقد ولد في مكة وعاش

في المدينة المنورة ومات سنة

سته وثلاثين هجرية في

المدائن، والمدائن هى مدينة

عراقية تقع على بعد بضعة

كيلومترات جنوب شرق بغداد,

وقد بنيت المدائن قرب مدينة

المدائن التاريخية عاصمة الساسانيين الفرس قطسيفون وسلوقية، بالنسبة لقطسيفون حيث كانت تسمى بالفارسية الفهلوية تيسفون.

 

وبينما سلوقية بنيت قريبه من تسيفون، ولذلك سميت بالمدائن، وتضم البلدة الحالية قبر الصحابي سلمان الفارسي وكذلك مبنى ايوان كسرى ومن قراها التاريخية قرية جيلان التي ذكرها معظم الجغرافيين العرب ونسب إليها بعض المؤرخين ويسميها الأهالي حاليا سلمان باك وذلك نسبة لقبر الصحابي سلمان الفارسي، وقد نسب إليها العديد من الاعلام، وهو أبو عبد الله حذيفة بن اليمان وهو من بني عبس، وقد جاء حذيفة هو وأخوه ووالدهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، واعتنقوا الإسلام، وكان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد نما رضى الله عنه، في ظل هذا الدين، وكانت له موهبة في قراءة الوجوه والسرائر، فعاش مفتوح البصر والبصيرة على مآتي الفتن.

 

ومسالك الشرور ليتقيها، ولقد كان في إيمانه رضى الله عنه، وولائه قويا، فها هو يرى والده يُقتل خطأ يوم أحد بأيدي مسلمة، فقد رأى السيوف تنوشه فصاح بضاربيه أبي، أبي، إنه أبي، ولكن أمر الله عز وجل، قد نفذ، وحين علم المسلمون تولاهم الحزن والوجوم، لكنه نظر إليهم إشفاقا وقال “يغفر الله لكم، وهو أرحم الراحمين” ثم انطلق بسيفه يؤدي واجبه في المعركة الدائرة، وبعد انتهاء المعركة علم النبي صلى الله عليه وسلم، بذلك، فأمر بالدية عن والد حذيفة حسيل بن جابر رضي الله عنهما، ولكن تصدَّق بها حذيفة رضى الله عنه، على المسلمين، فازداد النبي صلى الله عليه وسلم، له حبا وتقديرا، وقد عُرف حذيفة بن اليمان رضي الله عنه.

 

بأنه صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أطلق عليه هذا الوصف عندما ذهب علقمة رضي الله عنه، إلى أبي الدرداء رضي الله عنه، فسأله أبو الدرداء “أليس فيكم صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وكان سبب وصفه بذلك، هو إسرار رسول الله صلى الله عليه وسلم، إليه بأسماء وأنساب المنافقين، والفتن التي ستواجهها الأمة وتمر بها، وكان ذلك عندما قام رضي الله عنه، بحماية رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أناس حاولوا قتله بإسقاطه عن راحلته وهو نائم، فما كان منه رضي الله عنه إلا أن منعهم من الوصول إليه برفع صوته بالقراءة حتى استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم، مُنتبها لذلك.

 

وأخذ رضي الله عنه، بإخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأسماء الذين حاولوا قتله بعدما سأله عنهم، فأعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأنهم منافقون، وأمره بأن لا يطلع أحدا على ذلك، وكان سبب ائتمان النبي صلى الله عليه وسلم، حذيفة رضي الله عنه على هذا السر هو شدة قربه منه، وثقته العالية به، والمكانة المتميزة التي يحظى بها عنده، وهكذا اشتهر الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان، بأنه كان كاتم السر، لرسول صلى الله عليه وسلم، بعدما أخبره بأسماء المنافقين، وكان له دور بطولي أثناء الرجوع من غزوة تبوك، حيث أحبط محاولة لاغتياله، أثناء رجوعه من تبوك وقبل دخوله المدينة، وكان حذيفة من نجباء صحابة النبي صلى الله عليه وسلم.