الألعاب الإلكترونية تروج لرواية المحتل الإسرائيلي

الألعاب الإلكترونية تروج لرواية المحتل الإسرائيلي

استغلت إسرائيل الألعاب الإلكترونية لنشر الكراهية وتغذية المشاعر المعادية ضد الفلسطينيين في مختلف أنحاء العالم من خلال عشرات الألعاب من بينها «اقتل الإرهابي» التي طرحتها القناة السابعة العبرية على الإنترنت لتحريض الأطفال على قتل من وصفتهم بـ «المخربين الفلسطينيين».

 

هذا وفقا لما نشرته تلك الدراسة البحثية الجديدة والتى قد قدمتها دكتورة حنان أبو سكين، أستاذ العلوم السياسية ورئيس قسم بحوث وقياسات الرأي العام بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية

تحت عنوان ” التوظيف السياسي للألعاب الإلكترونية “.

 

وأوضحت فيها أنه قد يكون محتوى الألعاب الإلكترونية متحيزا لرأي معين، ويتم العرض المتحيز من خلال المؤثرات الإقناعية الجذابة داخل اللعبة خاصة عندما تحاكي الألعاب أحداثا حقيقية، أو خيالية تتضمن دولا حقيقية، بطرق تدعم جانبا ضد آخر وإعادة صياغة الأحداث الحقيقية بشكل انتقائي.

 

وأشارت “أبو سكين” فى بحثها إلى مميزات وعيوب الألعاب الإلكترونية وأشكال التوظيف السياسي لتلك الألعاب ومدى خطورتها.

 

وتقول دكتورة العلوم السياسية أنه قد جذبت ممارسة الألعاب الإلكترونية مختلف الفئات العمرية مع انتشار الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر بأنواعها المختلفة على نطاق واسع ولم تعد تلك الألعاب مجرد وسيلة للترفيه بل أصبحت جزءا من حياة الكثيرين حول العالم بما في ذلك العالم العربي. ويقدر حجم سوق الألعاب في الشرق الأوسط بنحو ٦.٣٤ مليارات دولار أمريكي في عام ٢٠٢٤، ومن المتوقع أن يصل إلى ١٠.٦٩ مليارات دولار بحلول عام ٢٠٢٩، بمعدل نمو سنوي مركب قدره ١١.٢% خلال الفترة المتوقعة (٢٠٢٤ – ٢٠٢٩). وعلى سبيل المثال أطلقت إمارة دبي «فيزا دبي للألعاب الإلكترونية بهدف دعم أصحاب المواهب وصناع ورواد قطاع الألعاب الإلكترونية، وتحفيزهم على تنمية وتطوير مهاراتهم، إلى جانب إتاحة العديد من الفرص الاستثمارية الرامية إلى مساعدتهم على تحويل أفكارهم المبتكرة إلى مشروعات ناجحة في إطار تحقيق أهداف برنامج دبي للألعاب الإلكترونية ۲.۳۳ لجعل دبي ضمن أفضل ١٠ مراكز عالمية للقطاع الألعاب الإلكترونية، وتعزيز مساهمته في نمو الاقتصاد الرقمي.

 

ويكشف تقرير شركة Niko partners الصادر في يناير ٢٠٢٢ حول سوق الألعاب الإلكترونية في الشرق الأوسط عن أن إجمالي الإيرادات لدى الدول الثلاث في المقدمة ، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة و مصر أكثر من مليار دولار خلال ٢٠٢١ .

 

وتضيف دكتورة حنان أن هناك ثمة جوانب وأبعاد أخرى لتلك الألعاب غير الترفيه حيت تشمل توظيفها سياسيا….

 

وعن إيجابيات وسلبيات ممارسة الألعاب الإلكترونية فكشفت الدراسة أنه لا يمكن القطع بأن ممارسة الألعاب الإلكترونية تنطوي على مميزات أو سلبيات فقط فشأنها شأن سلوكيات كثيرة لها فوائد وأضرار في أن واحد تختلف باختلاف اللعبة نفسها ونوعها.

 

ومن أهم المميزات رفع درجات الإدراك والانتباه وإكساب الفرد مهارات تكييف العقل وتحسين قدرته على تخزين المعلومات وتذكرها وتقليل الاندفاع نظرًا لأن اللاعب عمل على تحقيق هدف معين طوال اللعبة، وتنمية القدرة على اتخاذ القرارات والتوقع خاصة في الألعاب التعليمية، وتنشيط الذكاء لأن منها ما يقوم على حل الألغاز أو ابتكار عوالم من صنع المخيلة وتنمية مهارة البحث عن المعلومات. ومهارة الكتابة واكتساب اللغات، والتفكير الناقد ومهارات حل المشكلات وتنمية الذاكرة وسرعة التفكير، كما أنها تحد من تدهور الوظائف المرتبط بالشيخوخة وتعمل على تحسين تحقيق المسنين لذاتهم ونظرتهم في الحياة.

 

كما تطور حس المبادرة والتخطيط والمنطق وأداء أكثر من مهمة في نفس الوقت. ومثل هذا النوع من الألعاب يسهم في التألف مع التقنيات الجديدة والقدرة على التعامل معها إلى جانب الترويح عن النفس في أوقات الفراغ والشعور بالسعادة والمتعة وتفريغ الضغوط، والتواصل بين الأشخاص من مختلف دول العالم وتمكن اللاعبين من التعرف على أصدقاء جدد. علاوة على تزويد الشخص بخبرات جديدة وتطوير خبراته القديمة وزيادة معرفته بالبيئة، وقد تسهم في قضاء وقت أطول مع العائلة إذا كانوا يلعبون معا، وأحيانًا تحقق الربح المادي للمستخدم.

 

ومن جانب آخر فإن الألعاب الإلكترونية أضحت أحد المصادر التي تعتمد عليها الدول لزيادة دخلها القومي، ومن ثم تنامي الاهتمام بها؛ حيث تسهم زيادة الاستثمارات في هذه الصناعة في توفير فرص عمل فضلا عن زيادة الإيرادات وتعزيز الناتج المحلي الإجمالي، وذلك إلى جانب إسهامها في تعزيز الابتكار ودعم الإبداع وتطوير البنية التحتية التكنولوجية

وفي المقابل، تؤدي ممارسة المستخدمين المفرطة لتلك الألعاب إلى إضاعة الوقت وتتعدد السلبيات المترتبة عليها لتشمل الأضرار الصحية خاصة مشكلات العين وتضررها وضعف البصر وآلام الرقبة والعظام والظهر وانحناء الكتفين، وانخفاض النشاط البدني، مما يوفر بيئة مثالية لزيادة الوزن والسمنة، واضطراب النوم والتأثير في خلايا المخ وتشتت الانتباه والتركيز حيث إن الشخص يركز على جميع المنبهات، ويفقد التركيز على المنيه الأساسي فيصبح مشتنا

 

يضاف إلى ذلك الأضرار السلوكية، مثل: العدوانية في التفكير والمشاعر والسلوك وربما الاتجاه الممارسة العنف. وتعتمد نسبة كبيرة من الألعاب الإلكترونية على التسلية والاستمتاع بقتل الآخرين وتدمير الممتلكات والاعتداء عليها بدون وجه حق. وتعلم الأطفال والنشء أساليب ارتكاب الجريمة وتنمي في عقولهم قدرات ومهارات العنف والعدوان مما قد ينتج ارتكاب جرائم أو على الأقل الاعتياد على مشاهدة العنف ويصبح الشخص أقل عطفا على الآخرين، وكذلك الإلهاء عن الانخراط في الأنشطة الاجتماعية والتقارب الأسرى وزيارة الأقارب وإهمال الدراسة وتأجيل الواجبات من أجل ممارسة هذه الألعاب. وتفضيل ممارستها على عملية المراجعة والاستذكار، أما الأضرار الاجتماعية أبرزها مواجهة صعوبة كبيرة في الاعتياد على الحياة اليومية الطبيعية التي تكون رتيبة ومملة مقارنة بممارسة تلك الألعاب، ووهن العلاقات الاجتماعية والعزلة، وأيضا الترويج لأفكار دخيلة على المجتمع وثقافات مغايرة

 

أشكال التوظيف السياسي للألعاب الإلكترونية

 

وأوضحت الدراسة أنه يمكن تصنيف الألعاب التي تركز على الطابع السياسي لعدة فئات مختلفة بناءً على النشاط (مثل المحاكاة. والاستراتيجية، والعمل). أو وفقا للغرض والقصد (مثل التعليم، والفهم، والتقييم والإقناع والترفيه أو وجهة نظر اللاعب (مثل زعيم دولة، أو مدني أو محايد)، أو بناء على السياق التاريخي، أو شكل تمثيل الحكومة مثل الديمقراطية والسلطوية….) وتتباين تلك الألعاب في الأسعار، إلا أن الكثير منها مجاني أو سعره اقتصادي مما يعني إمكانية الوصول إلى مجموعة واسعة من اللاعبين في دول مختلفة

 

وفصلت الدراسة أبرز أشكال التوظيف السياسي للألعاب الإلكترونية وهم:

 

تشكيل الرأى إزاء القضايا السياسية

 

قد يكون محتوى اللعبة متحيزا لرأي معين، ويتم العرض المتحيز من خلال المؤثرات الإقناعية الجذابة داخل اللعبة خاصة عندما تحاكي الألعاب أحداثا حقيقية، أو أحداثًا خيالية تتضمن دولا حقيقية بطرق تدعم جانبا ضد آخر وإعادة صياغة الأحداث الحقيقية بشكل انتقائي، فالألعاب تجبر اللاعبين على أن يصبحوا مشاركين في أحداث محاكاة، ويكون لاعبو العاب الحرب مثلا أعضاء افتراضيين في الجيوش يشاركون في قتال محاكاة ويتقدمون خلال الألعاب من خلال تأمين النصر لجانبهم والخطير في حروب المحاكاة هو أي إجراءات يتخذها الأبطال تبدو ضرورية ومبررة مهما كانت متطرفة كقتل المدنيين عمدًا، وانتهاك سيادة الدولة، واستخدام الفوسفور الأبيض أي التخلي عن القيود الأخلاقية والقانونية مقابل استخدام القوة. وقد يؤدي ذلك إلى ترسيخ أراء اللاعبين بقوة في اتجاه معين يتأثر به اللاعب حتى وإن لم يشعر… مثال تقدم لعبة media of honor, war fighter

تفجيرات قطارات مدريد عام ٢٠٠٤، كجزء من مؤامرة إرهابية دولية أكبر بكثير يجب هزيمتها بالتدخلات العسكرية في اليمن والصومال والبوسنة والهرسك وباكستان.

 

الترويج لمواقف سياسية معينة وتشويه الخصوم

 

مثل لعبة الموت من أعلىdeath from above

التي تثير المشاعر المعادية لروسيا من خلال فكرتها حيث يلعب المستخدم دور مشغل طائرة بدون طيار أوكراني عالق خلف خطوط العدو الروسي أثناء مواجهة الغزو الحالي وهدفه القتال للخروج من هناك، ويزعم مطور اللعبة أنه يدعم أوكرانيا ويمنح جزءا من الأرباح للجانب الأوكراني”، وكذلك لعبة مريد البرت Red Alert التي دخلت في نهايات التسعينيات موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأكثر لعبة مبيعًا بعدد فاق ١٢ مليون نسخة، وفي عام ٢٠ صدر الجزء الثاني من اللعبة نفسها والتي تدور أحداثها في أوائل السبعينيات ومحاولة الاتحاد السوفيتي السيطرة على العالم وقتل المدنيين في مقابل محاولات دول الحلفاء للتصدي له.

 

جذب تأييد الناخبين فى الحملات الانتخابية

 

عمل خبراء استراتيجيات التسويق السياسي على تصميم استراتيجيات اتصال مقنعة جديدة ليتم نشرها في البيئة التي يوجد بها جمهورهم المستهدف. ومن بين الابتكارات الناشئة في التسويق السياسي استخدام الألعاب الرقمية كأداة لتقريب الشباب من السياسيين لتحقيق نتائج ناجحة . ومن أمثلة ذلك لعبة جزيرة Fortnite لحملة جو بایدن» و «كامالا هاريس» في انتخابات الرئاسة ٢٠٢٠. كان الهدف داخل اللعبة هو إكمال ستة تحديات تتعلق بأجندة بايدن هاريس السياسية، وكانت الفئة المستهدفة المحددة هي الشباب، وخاصة الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين ١٨ و ٣٥ عاما. واستخدمت اللعبة مستويات إقناعية متعددة مثلا المستويات اللغوية والتي توجد في التفاصيل كعنوان الجزيرة والنصوص التعليمية، وأسماء المواقع المكانية والحوارات ويمكن قراءة اسم الجزيرة في الخلفية إعادة البناء بشكل أفضل مع بايدن وهو شعار حملة بايدن هاريس» تستخدم أيضًا أسماء المواقع المكانية على الجزيرة لإيصال هدف الاتصال السياسي، ومن الأمثلة على ذلك المحطة المسماة لا هراءا (No Malarkey) في إشارة إلى أحد شعارات الحملة وإلى إحدى أكثر العبارات شعبية للمرشح الرئاسي آنذاك “جو بايدن”.

 

رغم أنه اعتبر مصطلحا صعب الفهم، وخاصة بين الأجيال الشبابية وتستخدم الحوارات مع الشخصيات في اللعبة لنقل الأجندة السياسية. وشرح سبب توقع قيام اللاعبين بأشياء معينة في اللعبة وكيف ترتبط هذه الأشياء بخطط المرشحين للبلاد على سبيل المثال، تنص الشخصية في عداد المعلومات على ما يلي: “لدى جو بايدن خطة للوظائف والتعافي الاقتصادي للأسر العاملة. نحن بحاجة إلى مساعدتكم لإعادة البناء بشكل أفضل”. ترتبط هذه الجملة التي تشجع اللاعبين على المساعدة في إعادة بناء البلاد بخطة تعافي المرشحين، مما يشير إلى أن البلاد في أزمة بسبب إدارة ترامب لجائحة كوفيد. بالإضافة إلى الإقناع الإجرائي من خلال خلق الوعي حول أجندة بايدن هاريس السياسية وتم نقله في اللعبة عبر عدة تحديات يواجهها اللاعب كالمساعدة في جعل مصنع سيارات يعمل بشكل نظيف يتطلب ذلك مهاما مثل تركيب وحدات تكييف موفرة للطاقة وألواح شمسية، وإزالة النفايات الصناعية من النهر. والاستثمار في العلوم والتعليم، وباستخدام الإقناع النصي والبصري أيضا. يشرح المصممون أهمية هذه التحديات وكيف ترتبط بالأجندة السياسية للمرشحين .

هناك أيضا لعبة :Animal Crossing New Horizons التي أصبحت منصة للسياسيين والناشطين السياسيين في حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية ٢٠٢٠ وفي اللعبة، يسافر اللاعبون إلى جزيرة افتراضية حيث يمكنهم الذهاب للصيد. وجني ثمار الأشجار وبناء المنازل والتحدث إلى الحيوانات. وعلى سبيل المثال، أنشأ ناشط في حركة «حياة السود مهمة Black Lives Matter نصبا تذكاريا على الجزيرة مع صور لجورج فلويد وبريونا تايلور وضحايا سود آخرين للعنف الذي مارسته الشرطة الأمريكية .

 

أما في الانتخابات الراهنة اخترق المرشح دونالد ترامب مساحات الألعاب لعام ٢٠٢٤ أكثر من منافسته «كامالا هاريس وانتشرت مقاطع فيديو يقوم فيها مطلق النار بالتسلل على السطح. ويرفع بندقيته القناصة، ويصوبها نحو السياسي الذي يلقي خطابًا على المنصة، وتخطئ الرصاصات هدفها قبل أن يتم القبض عليه من قبل حراسه الشخصيين. ثم يرفع السياسي قبضته في الهواء متحديًا، مما يعيد تمثيل محاولة اغتيال دونالد ترامب باستخدام شخصيات ألعاب الفيديو، وغالبا ما يتم وضع مقطع فيديو مع صوت حقيقي مروع من تجمع ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي بعد الهجوم الفعلي عليه في ١٣ يوليو ٢٠٢٤.

لقد تم إنشاء هذه المقاطع باستخدام العاب مجانية مثل Robloxg Fortnite: حيث يمكن للاعبين إنشاء عوالمهم وسيناريوهاتهم الخاصة قبل مشاركتها كألعاب قابلة للعب أو كمقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي. وقد حقق بعض المقاطع ملايين المشاهدات

وفي بعض الحالات تم إغلاق تلك الألعاب من قبل المشرفين بسبب انتهاكات المحتوى، وبالتالي يدرك الساسة أنه يمكنهم الوصول إلى مساحات اللعبة للوصول إلى التركيبة السكانية الأصغر سنا من الناخبين المحتملين. هناك أيضا لعبة The Political Machine، وهي من ألعاب المحاكاة للحملات الانتخابية حيث يتم التنافس على الرئاسة من خلال لعب دور المرشحين الحقيقيين. وقد أضافت أخر تحديثات اللعبة زميل ترامب في الترشح جيه دي فانس» مرشح دونالد ترامب لمنصب نائب الرئيس) وموضوعات للمناقشة بما في ذلك أداء بايدن الضعيف في المناظرة.

 

. التعبئة والحشد للمشاركة وإحداث التأثير السياسي

 

لقد أصبح للألعاب الإلكترونية دور حاسم في جعل التواصل السياسي جدابًا من خلال الاستفادة من التقنيات المبتكرة لإنتاج المحتوى وتوزيعه حيث تجمع بين التفاعل والانغماس وتعزيز أشكال جديدة من التفاعل الاجتماعي، وإمكاناتها الإقناعية، وقدرتها على توليد التعاطف والقدرة على نقل الرسائل والقيم السياسية من خلال السرد الجذاب مثل لعبة Mission Bari حيث تتيح اللعبة للاعبين التنقل في شوارع مدينة بوليا الإيطالية، والمشاركة في مهام تعتمد على الوقت عبر عدة فئات إدارة النفايات وحركة المرور والسياحة، والحفاظ على البيئة، وإجراء اختبار قصير حول قواعد المدينة وخدماتها. ويهدف التطبيق إلى زيادة الوعي بين المواطنين بشأن القضايا المدنية والاجتماعية ويوفر لوحة متصدرين حيث يمكن للاعبين التنافس عبر الإنترنت بناء على نقاط المواطنة الخاصة بهم تستخدم هذا النهج العاب الفيديو كوسيلة الإشراك المواطنين بشكل نشط وتشجيع المشاركة وتوفير منصة تفاعلية لتعزيز الحوار بين الطبقة السياسية والمواطنين

وكان رئيس الوزراء ماريو مونتي» في إيطاليا أحد رواد السياسة في عام ٢٠١٣ عندما حول برنامجه الحكومي الإصلاحي المعروف باسم «أجندة مونتي» إلى لعبة بها درجات ومستويات للوصول إليها.

توفر تلك الألعاب السياسية فرصة فريدة للاعبين للتعمق في التعقيدات والتحديات التي يواجهها النظام السياسي ومحاكاة المواقف الحقيقية أو الخيالية التي تنطوي على سياسيين وأحزاب ومؤسسات وكذلك تحليل وتفسير الظواهر السياسية من منظور مطوري اللعبة

 

ربما تعطي بعض تلك الألعاب منظورا نقديا للسياسة، وتتحدى الأعراف وتثير قضايا ذات اهتمام عام ويمكن استخدام البعض الآخر كأدوات للتدريب أو التعليم المدني. وعلى الرغم من الانتقادات الموجهة إلى هذا النوع من الألعاب، فمن المعتقد أنها تساهم في تعزيز المشاركة السياسية والوعي المدني من خلال المحاكاة مثل: «لعبة الديمقراطية » Democracy3» و «تروبيكو Tropico». والتي تسمح للاعبين بتولي دور السياسيين واتخاذ قرارات استراتيجية لحكم الدولة وتسلط الضوء على

التبعات الأخلاقية والسياسية للقرارات البيروقراطية. مثل: Papers. Please». في حين تتعمق ألعاب أخرى. مثل This War of Mine في الصراعات السياسية والعواقب الإنسانية للحرب

 

تنظيم الاحتجاجات الافتراضية

 

بحث المتظاهرون في هونغ كونغ عن طريقة جديدة لإشراك الآخرين في رسالتهم في أبريل ٢٠ وبسبب 19-COVID الذي أجبرهم على الامتناع عن التظاهر بدأ النشطاء المؤيدون للديمقراطية ومنهم جوشوا وونغ في تحويل الجزر الافتراضية القابلة للتخصيص في لعبة Animal Crossing إلى وسيط سياسي وكتب وونغ تغريدة عن جزيرته التي تمثل موقعا افتراضيا للاحتجاج ووصفها بأنها منوع جديد من أدوات الاحتجاج المفيدة عندما لا يمكن تنظيم مظاهرات مادية، ويتم استقبال اللاعبين الذين يقتربون من منزل وونغ بلافتة تقول حرروا هونغ كونغ – الثورة الآن وعدد من اللوحات التي تصور الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس التنفيذي لهونغ كونغ “كاري لام”

وحظرت السلطات الصينية اللعبة ويقبع وونغ حاليا في السجن لانتهاكه قانون الأمن القومي الصيني الذي أقر في عام ٢٠٢٠ والذي يحرم الانفصال والتخريب والتواطؤ مع قوى اجنبية تجدر الإشارة إلى أن استعداد الحكومة الصينية الممارسة الرقابة الصارمة على تلك الألعاب يمنح الدولة القدرة على الضغط على الشركات خارج الصين. إذا أرادت شركات أجنبية مثل Activision Blizzard أو Nintendo الوصول إلى السوق الصينية المربحة فيجب عليها الامتثال المراجعات المحتوى الحكومية ومطالب تحديد الهوية. وهذا يضع الشركات في موقف الاضطرار إلى اتخاذ قرار بشأن فرض رقابة على المحتوى الذي يعتبره الحزب الشيوعي الصيني مسينا أو المخاطرة بفقدان الوصول إلى الأسواق لأنها لم تعد تمنثل للقواعد . ولا تكون سياسة الحجب وحدها فاعلة أو كافية في كل الأحوال لأن الشركات لديها أساليب متعددة للوصول للمستخدمين فضلا عن قيام بعض اللاعبين بتحميل الألعاب من خارج المنصات الرسمية

 

التحريض على إسقاط الأنظمة السياسية

 

مثال ذلك لعبة ZAHAK»، وهي لعبة قتالية صدرت في ٢٠١٦ وتم تحديثها في ٢٠٢٢ بعد حوالي شهرين من بدء الاحتجاجات في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومتاحة مجانا عبر تطبيق Google Play». تسمح للمستخدمين بلعب دور متظاهرين إيرانيين . مهمتهم الرئيسة محاربة كبار المسؤولين في إيران، والهدف النهائي يتمثل في اغتيال المرشد الأعلى الإيراني السيد علي خامنئي والإطاحة بالنظام السياسي في طهران، وهي مستوحاة من الشاهنامة التي تمحور حول الأساطير الفارسية كان هدف المحارب فيها محاربة ملك فارسي شرير يدعى «ZAHAK». وفي التحديث الجديد بعد اللعبة بمثابة مغامرة مناهضة لإيران بهدف تحقيق العدالة لمهسا أميني التي احتجزتها «شرطة الأخلاق» في أحد مراكز التوقيف بدعوى عدم التزامها بارتداء الحجاب وتعرضت للضرب والتعذيب ولقت مصرعها وتحولت إلى رمز سياسي بعد خروج احتجاجات عارمة في مختلف أنحاء إيران، وقتل فيها المئات بينهم العشرات من عناصر قوات الأمن. وتؤطر اللعبة على أنها رحلة سعي للحرية والتحرر من الاضطهاد، فترى في إحدى مراحل اللعبة الشخصية الرئيسة – وهي انثى تتحرك عبر مقبرة يرى فيها قبر مهسا أميني.

 

كما يسمع شعار الاحتجاج الشعبي “النساء.الحياة الحرية”

 

الترويج لرواية المحتل الإسرائيلي

 

استغلت إسرائيل الألعاب لنشر الكراهية وتغذية المشاعر المعادية ضد الفلسطينيين في مختلف أنحاء العالم من خلال العديد من الألعاب. من بينها «اقتل الإرهابي» التي قدمتها القناة السابعة العبرية على الإنترنت بهدف حث الأطفال وتحريضهم على مواجهة وقتل من وصفتهم بـ «المخربين الفلسطينيين الذين يهاجمون الجنود الإسرائيليين، مع إظهار الفلسطينيين في اللعبة مسلحين بمختلف الأسلحة.