رحيل الأب الروحي للأغنية الشعبية بعدما غير شكل الموسيقى..أحمد عدوية عن عمر ناهز 79 عام.

رحيل الأب الروحي للأغنية الشعبية بعدما غير شكل الموسيقى..أحمد عدوية عن عمر ناهز 79 عام.

خرج صوت فريد  من الحارة المصرية، ليكون الأب الروحي للأغنية الشعبية وفتح الطريق لكل من جاء بعده من مطربي الغناء الشعبي، وبوفاته سقطت أخر ورقة في مطربي السبعينات وانتهت حقية من الفن الشعبي الجميل.

رحيل الأب الروحي للأغنية الشعبية بعدما غير شكل الموسيقى..أحمد عدوية عن عمر ناهز 79 عام.

في بداياته اتهم بانحطاط الذائقة، إلا أنه سريعا أثبت أنه من أهم المغنيين الشعبيين في فترة السبعينات، وقد كان له أثر كبير على مسار الغناء الشعبي بعده، وتغلب على الانتقادات وحملات التشويه التي طالته حينها ولم تفلح في اغتياله معنويا واستمر في مشواره، وأحبه الأديب نجيب محفوظ لما لا وهو الخبير في الحارة الشعبية المصرية، وقال عنه: “إن عدوية يُطربه لأن صوته به حلاوة، ويغني بكلمات من معجم الشعب”.

رحيل الأب الروحي للأغنية الشعبية بعدما غير شكل الموسيقى..أحمد عدوية عن عمر ناهز 79 عام.

كما تحمس لـ”عدوية” العديد من كبار الملحنين والشعراء، مثل بليغ حمدي، هاني شنودة، سيد مكاوي، كمال الطويل، عمار الشريعي، حسن أبو السعود، وغيرهم، وكتب كلمات أغنياته شعراء كبار، مثل مأمون الشناوي، عبد الرحمن الأبنودي، صلاح جاهين، سمير الطاير وحسن أبو عتمان.

 

الكثير ممن يعتبرون من عمالقة الموسيقى العربية في زمنه قد مدحوا صوته مثل محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ بل وقد وصل الأمر أنه في إحدى الحفلات الخاصة غنى عبد الحليم حافظ أغنية عدوية “السح الدح إمبو” وغنّى عدوية أغنية عبد الحليم حافظ “خسارة خسارة”.

 

ولد في محافظة المنيا، بتاريخ 26 يونيو 1945 كان والده تاجر مواشي وكان ترتيبه في الأسرة قبل الأخير حيث كان له 14 أخ وأخت. بدأ الغناء عام 1969 في شارع (محمد علي) في مقهى (الآلاتية). حيث كان يقوم بالغناء في الأفراح والحفلات جاءته الشهرة في عام 1972.

 

تزوج أحمد عدوية عام 1976 وله ابنة اسمها وردة وابن هو (محمد عدوية) وهو مطرب معروف أيضا، وبالتأكيد فإن عدوية ظاهرة متفردة لا تشبه إلا نفسها، صنع في الشارع المصري حالة مزاجية طربية لم تتكرر.

 

كان يقوم أحمد عدوية بالغناء في الأفراح والحفلات وجاءته الشهرة في عام 1972 من خلال حفل عيد زواج المطربة (شريفة فاضل) الذي حضره عدد من الفنانين والصحفيين وكان موجود في الحفل صاحب كازينو (الأريزونا) وعرض عليه العمل هناك، ثم قام بتسجيل إسطوانتين لشركة (صوت الحب) ومن هنا جاءت شهرته.

 

من أشهر أغاني أحمد عدوية الشعبية: (السح الدح امبو، زحمة يا دنيا زحمة، سيب وأنا أسيب)، استعانت به السينما ليغني في الأفلام بسبب شهرته، وأسند له المخرجون بعض الأدوار الكوميدية لكنه لم ينجح كممثل لعدم امتلاكه إلا موهبة الغناء فقط.

 

تعرض أحمد عدوية لحادث مثير للجدل في بداية التسعينيات كاد ينهي حياته تسبب في إصابته بالشلل لفترة طويلة وابتعد عن الأضواء تماما إلى أن استعاد عافيته مؤخرا وبدأ يظهر تدريجيا ببعض المحاولات البسيطة سواء بإعادة توزيع أغانيه القديمة أو مشاركة بعض النجوم الشباب في أغنيات ذات طابع شعبي مثل أغنيته (الناس الرايقة) مع المطرب اللبناني (رامي عياش) والتي لاقت نجاحًا واستحسانًا كبيرًا. وبرغم ابتعاد عدوية عن الغناء تماما منذ بدايات التسعينات بسبب الحادث الذي تعرض له، إلا أنه ظل على رأس كبار الأغنية الشعبية في مصر وفي مكانة عالية في هذا اللون الغنائي حتى رحيله اليوم.