الدكرورى يكتب عن سلمه بن عمرو بن الأكوع “جزء 2”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثانى مع سلمه بن عمرو بن الأكوع ، فالتقي عبد الرحمن وأخرم، فعقر بعبد الرحمن فرسه، وطعنه عبد الرحمن فقتله، وتحول على فرسه، ولحق أبو قتادة بعبد الرحمن فطعنه فقتله، وولي القوم مدبرين، فتبعتهم أعدو على رجلي، حتى يعدلوا قبل غروب الشمس إلى شعب فيه ماء يقال له ذو قَرد، ليشربوا منه، وهم عطاش، فأجليتهم عنه، فما ذاقوا قطرة منه، ولحقني رسول الله صلى الله عليه وسلم والخيل عشاء، فقلت يا رسول الله، إن القوم عطاش، فلو بعثتني في مائة رجل استنقذت ما عندهم من السّرح، وأخذت بأعناق القوم، فقال ” يا بن الأكوع، ملكت فأسجح” ثم قال ” إنهم ليقرون الآن في غطفان”
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” خير فرساننا اليوم أبو قتادة، وخير رجالتنا سلمة “ وأعطاني سهمين، سهم الراجل وسهم الفارس، وأردفني وراءه على العضباء راجعين إلى المدينة، وقد استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة في هذه الغزوة ابن أم مكتوم، وعقد اللواء للمقداد بن عمرو، وعن إياس بن سلمة، قال حدثني أبي سلمه بن الأكوع قال ” قدمنا الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن أربع عشرة مائة، وعليها خمسون شاة لا ترويها، فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، على جبا الركية، فإما دعا وإما بسق فيها، فجاشت، فسقينا واستقينا، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، دعانا للبيعة في أصل الشجرة، قال فبايعته أول الناس.
ثم بايع وبايع، حتى إذا كان في وسط من الناس قال صلى الله عليه وسلم، ” بايع، يا سلمة” قال قلت، قد بايعتك، يا رسول الله، في أول الناس، قال “وأيضا” قال، ورآني رسول الله صلى الله عليه وسلم، عزلا يعني ليس معه سلاح قال، فأعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، حجفة أو درقة، ثم بايع، حتى إذا كان في آخر الناس قال “ألا تبايعني؟ يا سلمة” قال، قلت، قد بايعتك، يا رسول الله، في أول الناس، وفي أوسط الناس، قال “وأيضا” قال، فبايعته الثالثة، ثم قال لي “يا سلمة ” أين حجفتك أو درقتك التي أعطيتك؟” قال قلت، يا رسول الله، لقيني عمي عامر عزلا، فأعطيته إياها، قال، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال “إنك كالذي قال الأول، اللهم، أبغني حبيبا هو أحب إلي من نفسي”
ثم إن المشركين راسلونا الصلح، حتى مشى بعضنا في بعض، واصطلحنا، قال، وكنت تبيعا لطلحة بن عبيدالله، أسقي فرسه، وأحسه، وأخدمه، وآكل من طعامه، وتركت أهلي ومالي، مهاجرا إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، قال، فلما اصطلحنا نحن وأهل مكة، واختلط بعضنا ببعض، أتيت شجرة فكسحت شوكها، فاضجعت في أصلها، قال، فأتاني أربعة من المشركين من أهل مكة، فجعلوا يقعون في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأبغضتهم، فتحولت إلى شجرة أخرى، وعلقوا سلاحهم، واضطجعوا، فبينما هم كذلك إذ نادى منادي من أسفل الوادي، يا للمهاجرين، قتل ابن زنيم، قال، فاخترطت سيفي، ثم شددت على أولئك الأربعة وهم رقود.
فأخذت سلاحهم، فجعلته ضغثا في يدي، قال ثم قلت، والذي كرم وجه محمد، لا يرفع أحد منكم رأسه إلا ضربت الذي فيه عيناه، قال، ثم جئت بهم أسوقهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال، وجاء عمي عامر برجل من العبلات يقال له مكرز، يقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على فرس مجفف، في سبعين من المشركين، فنظر إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال “دعوهم، كن لهم بدء الفجور وثناه” فعفا عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنزل الله تعالى فى كتابه العزيز فى سورة الفتح “هو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم” وعن سلمة بن الأكوع، قال، خرجت قبل أن يؤذن بالأولى، وكانت لقاح ” أى إبل ” رسول الله صلى الله عليه وسلم ترعى بذي قرد.