آسـمـآء سـيـمـيـتمـوهہ‏‏آ.. 

آسـمـآء سـيـمـيـتمـوهہ‏‏آ.. 

بقلم إيمان الشيخ

إستعمت لنقاش لفت نظرى

لظاهرة غريبة إجتاحت البلاد

فى السنوات الأخيرة حيث

ضربت المجتمع المصرى ظاهرة

مثيرة للجدل تصل إلى حد

الغرابة وهى ظاهرة إختيار

الأسماء للمواليد، النقاش كان

بين موظف رزقه الله بحفيدة

أسماها أروى سأله زميله أتدرى

من أروى حتى تلقب حفيدتك

بهذا الإسم؟ فقال له لا ولكنه

إسم عربي جميل فرد عليه

الطرف الأخر أروى هى أم

جميل زوجة أبو لهب وهى من

أكثر النساء كرها وإيذاءا للنبى

صلى الله عليه وسلم، هنا

إنتهى النقاش وسيبدأ حديثى:

حقيقةً أن هناك بعض الأشخاص يتشبثون بأسماء لا يعرفون معناها ولا فحواها مجرد أنها ذُكِرَت فى القرءان الكريم، جميل أن نتمسك بالقرءان فى كل أمور حياتنا لأنه منهج إرتضاه لنا الله سبحانه وتعالى ولكن علينا التروى والتحرى والبحث، فعلى سيبل المثال إسم  جودى عند البحث نجد أن جودى أو الجودى هو جبل الجودي، (بالعربية ٱلْجُوْدِيّ) يُعرف باسم كاردو هو المكان الذي استقر فيه الفُلْك بعد الطوفان العظيم، كما ورد فى محكم التنزيل بسم الله الرحمن الرحيم (وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي) فالجودى هى الصغرة التى إستوت عليها السفينة فكيف لنا أن نسمى أبناءنا على أسماء الصخور حتى  وإن كان لها حدث وذكرت فى القرءان فهى  ذكرت للتذكرة والتنبيه وإن عايرنا بهذا المعيار فلنسمى حوت أو سفينة أو ناقة فكلها ذكرت فى القرءان الكريم.

وانتشرت مؤخرا في مصر أسماء للمواليد  ذات وقع غريب على الأذن مما يجعل كل من سمعها يعمل جاهدا على تفسيرها أو معرفة معناها فتراه يتوجه تلقائيا للأب والأم سائلا عن معنى الإسم فنجد من هذه الأسماء للإناث مثلا نيجار، ، آيسل، جوان، سجى، سوسنه، كنزي، ليان،رانسي، رينال، وغيرها.

وللذكور انتشرت أسماء مثل إفراج، راسل، نوفير، جوناثان، ساري، باهي، إيمار، أيهم، بكير، بيجاد، وغيرها، وتعد هذه الأسماء مستغربة على الأذن، وبعيدة تماما عن الثقافة المصرية، فيما بات الأمر أشبه بمنافسة بين الآباء والأمهات في اختيار إسم نادر حرصا على أن لا يكون مكررا في الوسط الذي يعيشون فيه، بحثا عن التميز حسب اعتقادهم، وأصبح للأمر بعد إجتماعى حيث نجد الطبقة الأكثر ثقافة وثراءا تنتقى لأبنائها أسماء خاصة تميزها عن المواطن البسيط فإذا ما تم تداول هذه الأسماء من الطبقة البسيطة نجد الطبقة الاعلى إتجهت للتجديد فنراها تنتقى من أسماء أجنبية أو عربية قديمة.

 

رأى الدين…

وكانت دار الإفتاء المصرية علقت على الأمر  مشيرة إلى أن “الإسلام حث الآباء على تحسين أسماء أبنائهم، فالواجب على الأب أن يختار لأبنائه الاسم الحسن الذي لا يعير به، وأن يكون من الأسماء المألوفة عند الناس،

وتابعت أن “الإسلام لم يفرض على الوالدين أن يسموا أولادهم ذكورا كانوا أو إناثا بأسماء معينة، عربية أو أعجمية، بل ترك الإسلام ذلك لاختيارهما وحسن تقديرهما، إذا لم يكن فيها معنى ينكره الشرع أو يخالف الضوابط التي شرطها العلماء.ولعل الكثير منا يتذكر القصة التى حدثت فى عهد الفاروق عمر ابن الخطاب عندما جاء رجلٌ إلى عمر يشكو إليه عقوق ابنه، فأحضر عُمر الولد وأنَّبه على عقوقه لأبيه ونسيانه لحقوقه.

فقال الولد : يا أمير المؤمنين، أليس للولد حقوق على أبيه؟

قال : بلى

قال : فما هي؟

فقال عمر : أن ينتقي له أمًا لا يُعيّر بها، ويحسن تسميته، ويعلمه القرآن

فقال الولد : يا أمير المؤمنين إنّ أبي لم يفعل شيئًا من ذلك، فأما أمي فهي زنجية كانت لمجوسي فأنا أُعيّر بها، وقد سماني جعلًا/ خنفساء، ولم يعلمني من القرآن حرفًا واحًدا!

فالتفتَ عمر إلى الأب وقال له: جئتَ تشكو عقوق ابنك، وقد عققته قبل أن يعقك، وأسأتَ إليه قبل أن يُسيء إليك! الشاهد من القصة أن للإبن حقوق يجب أن يُوَفَى بها قبل أن نطلب منه أن يوفى ولعل الإسم حق من حقوق الأبناء فعلينا التروى قبل إختيار الإسم لأنه سيظل ملازما له دنيا وأخرى وإلى أن تقوم الساعة ويرث الله الأرض ومن عليها، فلنتقى الله فى أبنائنا ونترك التقليد الأعمى والغيرة الحمقاء ولنأخذ من الغير ما يناسب طبيعتنا وثقافتنا وديننا وما يلائم حياءنا وتربيتنا كعرب مسلمين أقول قولى هذا وأسال الله لى ولكم الهداية.