#عاجل..يبدأ تنفيذه يوم الأحد..قطر تعلن الاتفاق على وقف إطلاق النار في قطاع غزة
#عاجل..يبدأ تنفيذه يوم الأحد..قطر تعلن الاتفاق على وقف إطلاق النار في قطاع غزة
أعلن رئيس وزراء قطر وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مساء اليوم الأربعاء، عن التوصّل لاتفاق وقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة الفلسطينية و”إسرائيل” في قطاع غزة بعد 15 شهرًا من حرب ارتكب فيها الاحتلال أعمال إبادة جماعية وآلاف المجازر، قوبلت بمقاومة شرسة حتى النفس الأخير.
وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري في مؤتمر صحفي عقده في الدوحة، إن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة تكللت بالنجاح، مشيرًا إلى أن قطر، بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة الأمريكية، تمكنت من التوصل إلى اتفاق لإنهاء التصعيد.
وأكد رئيس الوزراء أن الأطراف المشاركة في المفاوضات بذلت جهودًا كبيرة لدفع المحادثات إلى الأمام، معربًا عن شكره لشركاء قطر، مصر والولايات المتحدة، لدورهم المحوري في تحقيق هذا الاتفاق.
وأوضح أن العمل سيستمر الليلة لاستكمال الجوانب التنفيذية للاتفاق، تمهيدًا للبدء بتنفيذه اعتبارًا من يوم الأحد المقبل الساعة 12:15 ظهرًا، مُشيرًا إلى أن الدول الثلاث ستعمل معًا لضمان الالتزام ببنود الاتفاق وتنفيذه بشكل كامل.
يُذكر أن الاتفاق جاء في أعقاب تصعيد كبير في غزة، ما يجعل الإعلان خطوة مهمة نحو تهدئة الأوضاع في المنطقة.
ومساء اليوم، قالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” إنها قيادة الحركة سلّمت الوسطاء ردّها على مقترح اتفاق وقف إطلاق النار”.
وأضافت حركة “حماس” في بيان تلقته “وكالة سند للأنباء”، أن المكتب السياسي للحركة عقد اجتماعاً طارئاً، لمناقشة المقترح المقدَّم من الوسطاء”.
وأكدت أنها تعاملت “بكل مسؤولية وإيجابية، انطلاقاً من مسؤوليتها تجاه شعبنا الصَّابر المرابط في قطاع غزَّة العزَّة، بوقف العدوان الصهيوني عليه، ووضع حدٍ للمجازر وحرب الإبادة التي يتعرَّض لها”.
وكان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، قد أكد في وقتٍ سابق خلال مقابلة مع شبكة نيوزماكس الإخبارية أن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى أصبح قريبا للغاية.
يُشار إلى أنّ المفاوضات غير المباشرة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، التي تجري بوساطة قطرية مصرية أمريكية، تعثرت أكثر من مرة طوال الأشهر الماضية؛ بسبب تعنت موقف رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ومماطلته والتنصل مما تم الاتفاق عليه لأغراض سياسية.
غير أنّ ستيفن ويتكوف مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، مارس ضغطًا على نتنياهو في الأيام الأخيرة، لقبول “التنازلات اللازمة” لإتمام الصفقة الحالية قبل تنصيب ترامب يوم 20 من شهر يناير/ كانون ثاني الجاري، وفق صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
قتل وتدمير وتهجير وتجويع..
ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023 شنّ الاحتلال بقوته العسكرية وفرض حصارٍ مشدد، حربًا ضروس على قطاع غزة لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث، طالت كل مناحي الحياة حتى أصبح القطاع منطقة منكوبة غير صالحة للعيش، لكن أهلها يتعهدون بإعادة إعمارها من جديد رغم كل ما حلّ بهم.
وخلّف العدوان الإسرائيلي أكثر من 46 ألفًا و707 شهداء، فضلا عن أكثر من 110 آلاف و265 مصابًا، و11ألف مفقود، 70% من إجمالي الضَّحايا هم من الأطفال والنساء، وفق أحدث إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية.
لكن في الأيام الأخيرة برزت أصوات تقول إن أعداد ضحايا حرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال منذ خمسة عشر شهراً أكبر بكثير من الأعداد الواردة في الإحصاءات الرسمية لوزارة الصحة، إذ مجلة “ذا لانسيت” نتائج دراسة بريطانية تفيد بأنّ عدد الشهداء منذ بداية الحرب وحتى نهاية حزيران/ يونيو 2024 يزيد عن 64 ألفًا.
وإلى جانب الضحايا والمفقودين، اعتقل جيش الاحتلال 6 آلاف و600 فلسطيني من قطاع غزة بينهم نساء وأطفال وعاملون في الطواقم الصحية والدفاع المدني، ووضعتهم تحت ظروف قهرية بدنية ونفسية قاسية، ومارست عليهم شتى أنواع التعذيب والتنكيل، وواجه بعضهم عمليات اغتصاب وتحرش جنسي.
وأجبرت حرب الإبادة نحو مليونين من مواطني قطاع غزة البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء، حسب إحصاءات المكتب الإعلامي الحكومي المنشورة في الثامن من يناير/ كانون ثاني الجاري.
في غزة، مات الناس جوعًا ومن البرد أيضًا، فقد أحصى “الإعلام الحكومي” استشهاد 8 فلسطينيين بينهن 7 أطفال من شدة البرد في الخيام، فيما استشهد 44 نتيجة سياسة التجويع التي انتهجها الاحتلال خلال أشهر الحرب ضد سكان القطاع تحديدًا محافظتي غزة وشمالها لحملهم على الهجرة القسرية، ولا يزال الموت يتهدد نحو 3 آلاف و500 طفل في القطاع بسبب سوء التغذية.
وتعمّد الاحتلال خلال أشهر الحرب الثقيلة، تدمير الأبنية السكنية والبنية التحتية والمرافق الصحية والتعليمية والحكومية، والأراضي الزراعية والتربة والمياه، بشكلٍ غير مسبوق وهائل، حيث قدرت الأمم المتحدة في مايو/ أيار المنصرم تكلفة إعادة إعمار القطاع بنحو 40 مليار دولار، على أن يستغرق التعافي من تبعات العدوان نحو 80 عامًا وهي “مهمة لم يسبق للمجتمع الدولي أن تعامل معها منذ الحرب العالمية الثانية”.
المقاومة حتى آخر نفس..
وبالرغم من سياسة قوة النار الهائلة، وغير المتناسبةالتي اتبعها الاحتلال ضد غزة والمدة الطويلة التي مضت في ساحات القتال، وسياسة الاغتيالات المستهدفة للقادة العسكريين الميدانيين والسياسيين، إلا أنّ إعلانات فصائل المقاومة عن عملياتها وكمائن مقاتليها لم تتوقف بل واشتدت حتى في الساعات الأخيرة التي سبقت إعلان التوصل لاتفاق.
وبحسبمعطيات رسمية نشرها جيش الاحتلال الإسرائيليفإنّ 840 ضابطا وجنديا قتلوا منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023، بينهم 405 قتلوا في المعارك البرية داخل قطاع غزة، منهم 55 جنديا قُتلوا خلال العملية العسكرية في محافظة شمال القطاع التي بدأها الاحتلال في 5 أكتوبر 2024.
وعادة ما تشير تقارير إسرائيلية إلى أن جيش لا يفصح عن حجم الخسائر الحقيقية، وأنها أكبر من هذه الأرقام.
ويؤكد خبراء عسكريون أنّ المقاومة تمتعت طوال أشهر الحرب بقدرات عالية على الرصد والتخطيط والتنفيذ؛ ما جعلها تنجح في توجيه ضربات نوعية وخوض معركة استنزاف طويلة ضد جيش الاحتلال رغم التحديات الكبيرة التي فرضها الاحتلال على أرض الواقع.
ولم تتبع المقاومة أساليب بعينها في تصديها لقوات الاحتلال وآلياته، بل كانت تكتيكات أعمالها تتغير بما يتلاءم مع الحاجات الميدانية لاستدراج جيش الاحتلال، وإيقاع أكبر الخسائر في صفوفه، واستنزاف قدراته في حرب طويلة ومُكلفة.
وفي الشهور الأخيرة، أظهرت طبيعة العمليات التي أعلنت عنها فصائل المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام، ووثقت بعضًا منها، تحولًا لافتًا في النهج الذي تقاوم به قوات الاحتلال وآلياته، حيث تنفيذ عمليات واشتباكات من مسافة الصفر وعمليات استشهادية وأخرى طعن، بالإضافة لتنفيذ ما يُعرف بـ “كمائن الموت”التي تقوم على استدراج القوات لمناطق أو مبان مفخخة ومن ثم الإجهاز على من يتبقون أحياء.
وحاربت المقاومة تحديدًا في الآونة الأخيرة جيش الاحتلال بقنابله غير المتفجرة، حيث نجحت في تطويع القنابل والقذائف التي خلّفها الجنود في الميدان، من أجل تصنيع عبوات ناسفة، وبعضها يزن طنًّا، وفق تقارير إسرائيلية، ومشاهد مصورها عرضتها القسام وأظهرت لافتات كُتب عليها “هذه بضاعتكم ردّت إليكم”.
ومرارًا أكدت مستويات أمنيةوعسكرية إسرائيلية، بفشل تحقيق الأهداف التي أعلن عنها بنيامين نتنياهو في بداية الحرب والمتمثلة في “سحق حركة حماس كليًا، وإنهاء وجودها وتدمير قدراتها العسكرية”، واستعادة الأسرى بالقوة.